فوق الشوك

تفاءلوا بالخير تجدوه

شريف رياض
شريف رياض

نودع اليوم عاما ربما كان هو الأصعب على المصريين ـ منذ ما يقارب مائة عام ـ واجهت فيه مصر جائحة أصابت الآلاف وأودت بحياة المئات من جراء فيروس كورونا الذى اجتاح العالم فنشر الرعب فى كل بيت والحزن فى أحيان كثيرة على فقدان الأحبة من الأهل والأصدقاء.. ومازال يفتك بالبشرية من خلال موجة ثانية ربما تمتد إلى الصيف القادم تحور فيها الڤيروس إلى سلالات جديدة أسرع إنتشارا بين جميع الأعمار.

ونستقبل غدا عاما جديدا ندعو الله أن يشهد إنتهاء هذه الجائحة وأن يرفع عنا البلاء والوباء لتعود للمصريين ابتساماتهم التى غابت طوال العام الحالى.

ربما ما عشناه طوال العام ـ ومازلنا ـ يبعث على الاحباط والخوف من المستقبل لكننا يجب ألا نستسلم لهذه المشاعر ولا ننسى أن مصر محفوظة دائما بإذن الله ولا يمكن أن تنهزم أمام ڤيروس لا يرى بالعين المجردة.. صحيح أن أغلب قطاعات الدولة قد تأثرت من هذا الڤيروس وأصاب بعضها الشلل سواء من ناحية الإنتاجية أو دخول العاملين فيها ما حدا بالدولة أن تتدخل بعدة صور لدعم المتضررين من كورونا ومواجهة تداعياته السلبية على الاقتصاد القومى.. ناهيك عما اتخذته الدولة من اجراءات للتوسع فى مستشفيات العزل للمصابين بالڤيروس وتوفير أجهزة التنفس الصناعى وقياس نسبة الأكسجين فى الدم واتخاذ الاجراءات اللازمة لتوفير اللقاحات التى تحمى من الاصابة بالڤيروس بعد التأكد من فاعليتها.. وفى هذا المجال لابد أن نشيد بكل العرفان والتقدير بجهود الأطباء وأطقم التمريض الذين تصدوا لعلاج المرضى فانتقلت إليهم العدوى واستشهد منهم ما يقارب ٤٠٠ طبيب وممرض خلال أقل من عام.

هذه الجهود المشكورة لا يمكن أن تكلل بالنجاح المرجو فى محاصرة هذا الڤيروس وعدم إعطائه الفرصة للفتك بمزيد من المصريين دون تعاون المواطنين بقدر أكبر بكثير مما هو حادث الآن. تعاون لا يكلف المرء إلا الالتزام باجراءات الوقاية المطلوبة للحماية من الاصابة بالكورونا وهى لا تخرج عن الحرص الكامل على ارتداء الكمامة الطبية عند دخول أى مكان مغلق أو مزدحم كأماكن العمل والمؤسسات المختلفة التعليمية والصحية وغيرها والمحلات والسوبر ماركت وغسل اليدين جيدا بالماء والصابون وتطهيرهما بالكحول على فترات متقاربة والحرص على التباعد الاجتماعى بحيث لا يقترب أى شخص من آخر لمسافة أقل من متر.. أمور بسيطة ـ ربما تكون مملة ـ لكنها تحمينا من الاصابة بالكورونا وتسمح بدوران عجلة الحياة والانتاج بدلاً من الغلق الكامل الذى سيؤثر سلبا على كل إنسان ويؤدى لتراجع معدلات التنمية الاقتصادية والاجتماعية وهو ما لا نتمناه بطبيعة الحال.

حتى الآن نسبة كبيرة من المواطنين لا يلتزمون بهذه الاجراءات رغم التوعية المستمرة بها طوال اليوم عبر أجهزة الاعلام المختلفة.. ودورنا أن نوجه كل من يهمل الالتزام بهذه الاجراءات ولا نتوقف عن ذلك لأنه بطبيعة الحال تختلف قدرة الانسان على ادراك الخطر باختلاف الثقافات ومستوى التعليم.

فى نفس الوقت يجب على الحكومة أن تضع الآليات المناسبة لتفعيل العقوبات والغرامات التى تقررت فى حالة عدم الالتزام بارتداء الكمامة فى الأماكن العامة حتى لا تصبح حبرا على ورق.. العقوبات والغرامات يجب أن تطبق وبأقصى درجات الشدة لأن فى ذلك حماية للمجتمع كله وليس للمخالف فقط.

وأخيرا.. لا يجب أن ندع اليأس والاحباط يتسللان إلى نفوسنا فلنتفاءل بقدرة الخالق سبحانه وتعالى أن ينجينا من هذه الغمة.

تفاءلوا بالخير تجدوه إن شاء الله.