فى الصميم

عام انتصار الحياة

جـلال عـارف
جـلال عـارف

.. وينتهى عام كان الأصعب على البشرية كلها. ويبدأ عام جديد يعرف الجميع أن التحديات فيه هائلة، وأن عبورها لن يكون سهلا.. ومع ذلك يبقى الأمل هو رفيق الدرب، ويبقى اليقين بأنه ـ رغم كل المعاناة ـ فإن الخير قادم، ورحمة الله سوف تهدى البشر إلى طريق الخلاص.

كان العام الأصعب درسا للجميع. الڤيروس "التافه" قلب حياة الناس فى الدنيا كلها رأسا على عقب. أدخل العالم فى أعمق أزماته منذ عقود طويلة. أوقف الحياة، وأظلم المدن، وعطل الإنتاج، وأسقط الملايين من الضحايا وترك الباقين يعانون الخوف ويدفعون أخطاء نظام عالمى وضعه الأقوياء "أو من ظنوا أنهم كذلك" ولم يكن رحيما بالبشر ولا حريصا على سلامتهم!

مر العام الصعب، وها نحن نستقبل عاما جديدا والأزمة مستمرة والمخاطر تتصاعد ونهاية الصراع لا تبدو قريبة.. ومع ذلك نخطو إلى العام الجديد والأمل حاضر، والثقة كاملة ــ رغم عمق الأزمة التى يعيشها العالم ــ بأن الصراع محسوم فالنهاية لصالح الإنسانية، وبأننا نزداد قربا يوما بعد يوم من إغلاق هذا الفصل المؤلم بكل معاناته التى لم تستثن أحدا فى كل أرجاء الدنيا.

تفرض "كورونا" كلمتها فى لحظة العبور بين عامين. تغيب مظاهر البهجة وتزداد مشاعر القلق من الأزمة وتبعاتها التى يعرف الجميع أنها ستلقى بأعبائها لسنوات قادمة. ومع ذلك يبقى الجانب الآخر من الصورة ليؤكد أننا الآن أقوى مما كنا عندما داهمنا الوباء، وأننا الآن فى طريقنا للعبور إلى بر الأمان.

فى ذروة الأزمة، نعرف عن الڤيروس ما لم نعرفه، ونقترب بالعلم من نقطة الخلاص. أمام العالم شهور صعبة لكن اللقاح بدأ استخدامه، والعلاج سيأتى حتما. والأخطاء التى أوصلت البشرية إلى الانكشاف أمام مثل هذا الوباء لم يعد ممكنا أن تستمر. والسعى لنظام صحى عالمى يوفر الحد الأدنى من الوقاية سوف يكون الفريضة الواجبة.

عام سعيد بإذن الله يحمل السلامة لك، ويأتى بكل الخير لمصرنا العزيزة، ويعزز الأمل بأن الحياة حتما ستنتصر وبأن القادم أفضل بعون الله ورعايته.