موسم البطاطس «مهروس».. انخفاض قياسي للسعر والتقاوي سبب الوفرة

صورة موضوعية
صورة موضوعية

كتب: عبدالمحسن الفرماوى

البطاطس سلعة مهمة جداً في سلة المحاصيل الغذائية في مصر وكثير من دول العالم، وتعتبر البديل الأول لمحاصيل الحبوب في حل مشكلة الغذاء، وتعتمد عليها الأسرة المصرية كغذاء رئيسي نظرًا لارتفاع قيمتها الغذائية، وانخفاض أسعارها.

وشهد محصول البطاطس هذا العام وفرة كبيرة في المعروض عن العام الماضي، ما أدى إلى انخفاض أسعارها بصورة ملحوظة، جعلت محصول العام الحالي في ورطة كبيرة.

«رضا بين المستهلكين»
في جولة لـ«آخر ساعة» بأسواق الخضراوات، قالت سهير محمد، ربة منزل، نحن سعداء بأسعار البطاطس في السوق، نشتري الكيلو بجنيه، وهناك بـ١٫٥ جنيه، وأجودها بـ٢ جنيه للكيلو، والبطاطس مهمة للأسرة المصرية خاصة الأطفال.

بينما قالت سيدة محمود، ربة منزل، إنها لم تتوقع أن تصل أسعار البطاطس إلى هذه المعدلات، مُضيفة أنها اشترت10 كيلو بـ١٠جنيهات فقط، والجميل أن البطاطس رغم سعرها البسيط إلا أنها جيدة وخالية من أى عيوب، ولا توجد عليها أى مواد كيميائية.

عبدالنبى محمد، بائع خضار، قال إن البطاطس جيدة ورخيصة ويبيع الكيلو منها بـ٢ جنيه، وهناك أسعار لبعض الأصناف تبدأ من جنيه حسب طلب الزبون، ولا توجد أى مواد كيميائية مُضافة على البطاطس، وتباع أولاً بأول خاصة ونحن فى فصل الشتاء، وهناك إقبال كبير على شرائها.

التقاوى سبب الوفرة
الدكتور محمود سامي، رئيس قسم البطاطس بمعهد بحوث البساتين التابع لمركز البحوث الزراعية، أشار إلى أنه يتم زراعة محصول البطاطس بالبحيرة، والمنوفية، والمنيا، والنوبارية، والدقهلية، والشرقية، وبمساحات شاسعة، حيث إن الأراضى بها خصبة وتصلح لزراعة البطاطس، وتختلف إنتاجية الفدان من منطقة لأخرى حسب خصوبة الأرض والمعاملات الزراعية، وكذلك الإصابات المرضية، فإنتاجية الفدان الواحد تتراوح بين 15 إلى 20 طنًا للفدان، وهناك ثلاث عروات للبطاطس «صيفي نيلي، محيرة، شتوي».

وناشد سامي المزارعين بشراء تقاوي البطاطس من أماكن موثوق منها والحصول على فاتورة محددة المدة والكمية، حتى إذا حدثت مشكلة في التقاوي تسببت في إتلاف المحصول أو نقص إنتاجيته يتم الرجوع إلى بائع التقاوي، موضحًا أن تقاوي البطاطس هي الأساس في وفرة الإنتاج، وخلو المحصول من الأمراض، لافتًا إلى أن محصول هذا العام وفير للغاية بسبب جودة التقاوي وزيادة المساحات المنزرعة بالبطاطس.

منتج عالي الجودة
الدكتورة نجلاء بلابل، أستاذ أمراض النباتات بمعهد بحوث أمراض النباتات، التابع لمركز البحوث الزراعية، مدير مشروع حصر ومكافحة العفن البني بالبطاطس، تحدثت عن المشروع، موضحة أنه معني بتقديم كافة الخدمات الفنية والعلمية الضرورية لمنتجى ومصدرى محصول البطاطس، كما يساعد على توافق تصدير البطاطس مع اشتراطات الصحة النباتية لجميع الدول المستوردة، ويضمن منتجًا مصريًا عالي الجودة، وخاليًا من بعض الأمراض الحجرية الهامة مما يساعد في الحفاظ على سمعة البطاطس المصرية في مختلف دول العالم، كما يقوم المشروع بإجراء بعض الأبحاث التي تساعد على إيجاد حلول مناسبة لتقليل ظهور مرض العفن البني في البطاطس.

وأكدت أن هناك خدمات يقدمها المشروع لمزارعي البطاطس، مثل تأسيس المناطق الخالية من العفن البني وصيانتها، وتحضير ملفات المناطق الخالية وإرسالها سنويًا إلى المسئول عن الملف المصري بالمفوضية الأوروبية، وكذلك الإدارة المركزية للحجر الزراعي، والتي بدورها ترسله إلى أى من الدول التي تستورد بطاطس من المناطق الخالية من العفن البني، كما يقوم المشروع بفحص التقاوي المستوردة من مختلف الدول بالخارج للتأكد من خلوها من البكتيريا المسببة لمرض العفن البني والحلقى، ومُتابعة زراعات العروة الصيفية لإنتاج التقاوى المحلية بالتعاون مع الإدارة المركزية لفحص واعتماد التقاوى، ومتابعة الحصاد والفرز والتخزين بالثلاجات لإنتاج تقاوى الكسر المحلى.

اقرأ أيضا| موسم البطاطس «مهروس».. الركود السياحي يضرب المحصول