العثور على 21 رضيعا في شوارع قنا هذا العام.. وهذه إجراءات التكفل

21 لقيطًا على قيد الحياة في شوارع قنا
21 لقيطًا على قيد الحياة في شوارع قنا

21 رضيعا، عُثر عليهم أهالي في شوارع محافظة قنا، بخلاف جثث لرضع متحللة ومتعفنة، خلال هذا العام، في ظاهرة غريبة عن المجتمع القنائي، الذي يتميز بالعادات والتقاليد.

رضع لم تتخط أعمارهم يوم أو بضعة أيام، يُلقون في الطرقات والشوارع والزراعات وأحيانا في صناديق القمامة والترع، يكونون عرضة للحيوانات الضالة التي ربما تنهشهم، أو ربما تتحلل جثثهم دون أن يعلمها أحد.

هذه الجرائم التي وصفها أهالي قنا، بأنها جرائم خارج العادات والتقاليد، أثارت غضبا شديدا للجميع، خاصة بعد تداول صور الرضع وهم أحياء أو جثث على مواقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، فمنهم من أعلن عن غضبه الشديد لما يحدث ومنهم من يسارع للتوصل إلى طريقة قانونية يكفل بها هؤلاء، خاصة من الذين لم يرزقهم الله بالإنجاب، حتى يكون الرضيع سندا لهم في المستقبل وأن يعوضهم حرمان سنوات عانوا فيها من قبل كانوا يتمنون "ضافر عيل".

وقال مصدر أمني، إن غالبية الأطفال الرضع المعثور عليهم في قنا، ناتج عن علاقات غير شرعية، وان كانت خارجة عن العادات والتقاليد، إلا أنها بالفعل حدثت للأسف!.

ويتابع أن معظم هذه الحالات لم تتوصل الأجهزة الأمنية إلى مرتكبيها، وتتبع الأجهزة الأمنية كاميرات المراقبة في المناطق المجاورة، وسؤال شيخ الناحية للتوصل إلى الحوامل قبيل العثور على الرضيع، والسؤال عن الغرباء الذين دخلوا المنطقة أو ظهروا فيها.

وأشار إلى أنه تم ضبط "عاطل" أثناء محاولته التخلص من طفلة حديثة الولادة بإلقائها في مقابر قرية "الحلفاية بحري"، بدائرة مركز نجع حمادي، شمال محافظة قنا، وتبين أن الرضيعة المجني عليها ابنة عشيقته، حملت بها منه سفاحاً.

ويوضح حسين الباز، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بقنا، أن عدد المعثور عليهم من الرضع في شوارع قنا، بلغ 21 رضيعا، وهم من ترعاهم مديرية التضامن الاجتماعي، بخلاف جثث لرضع لم يتم الإبلاغ عنها إلا أمنيا.

وأشار إلى أن المعثور عليهم، يكونون تحت تصرف النيابة في البداية، ويتم مراعاتهم صحيا من خلال توفير كافة الخدمات الصحية لهم، وإطلاق إسم عليهم واستخراج شهادة ميلاد.

وأضاف الباز أنه بعد ذلك يتم إيداعهم في الحضانات الايوائية بالتضامن الإجتماعي، ويتم تقديم الرعاية لهم، وهناك كفالة الأطفال وهو تسليم الرضيع إلى من يريد كفالته وليس تبني، بعد الانتهاء من الإجراءات القانونية اللازمة، وعمل بحث عن الراغبين في ذلك ومعرفة أحوالهم وتوقيع عقد معهم، ومتابعة الأطفال سنويا معهم.

ويوضح وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بقنا، أنه تم تسليم 8 أطفال هذا العام لراغبين في كفالتهم من الذين لا يستطيعون الإنجاب، أو من أنجب طفل أو طفلة فقط وحرم بعد ذلك، موضحا أن الرضيع الذي يكفلونه لا يستطيعون تغيير اسمه او كتابته على اسم المتكفل، وإذا حصل ذلك يتم ابلاغ النيابة العامة بتهمة التزوير وبالفعل حدث ذلك.

ويتابع أن هناك قرابة 200 رضيع تم تسليمهم للراغبين في كفالتهم في السنوات الماضية، وهناك دارين للرعاية أحدهما في نجع حمادي والآخر في قنا، يوجد بهما قرابة 30 طفلا، من المعثور عليهم أو من أضرار التفكك الأسري، ترعاهم التضامن الاجتماعي، وتوفر لهم كافة الإمكانيات، وتفتح لهم حساب في البريد، ووافق اللواء أشرف الداودي محافظ قنا على تخصيص وحدات سكنية لهم بعد بلوغهم الثامنة عشر.

ويشير الدكتور سيد عوض، استاذ علم الاجتماع، إلى أن هناك أسباب لتفشي تلك الأمراض في المجتمع الصعيدي، ومن بينها تدن الحالة الاقتصادية، والفقر، والتفكك الأسري، وغياب الرقابة الأسرية من الوالدين، وعدم سؤال أبنائهم حول ما يفعلونه، مما يتسبب في ضياعهم، فضلا عن أن إدمان مواقع التواصل الاجتماعي، وغياب الترابط بين أفراد الأسرة،  يؤدي إلى نزوح الشباب والفتيات إلى التفكير في تكوين علاقات غير شرعية، والاتجاه للزواج الغير شرعي والعرفي.

وأوضح عبد الرسول صقر، عضو اللجنة العامة لحماية الطفولة بقنا، أن هناك تصدّع في الكيان الاجتماعي للمجتمع، من أهم أسبابه ارتفاع نسبة الطلاق التي تتعدى 40 %، وارتفاع سن الزواج، والعنوسة، وذلك يؤدي إلى وجود اشكاليات في العلاقات الشرعية ، وايضًا الفقر وتدني مستوى المعيشة، يتسبب في البحث عن طرق غير شرعية وغير قانونية.

ووصف صقر، انتشار مثل هذه الجرائم، بأنها أصبحت شبه ظاهرة بعد ارتفاع أعدادها في قنا، مطالبًا بتكاتف الجميع للحد من ناقوس الخطر الذي هزّ الجميع خلال الفترة الأخيرة، وأيضًا ضرورة تكاتف جميع الجهات الأمنية والغير أمنية، ونشر الوعي الثقافي، للمساعدة في منع ارتكاب مثل هذه الجرائم التي باتت تهدد خطرًا كبيرًا على المجتمع.

ويقول الشيخ أحمد عبد اللطيف الكلحي، إن قتل النفس حرمه الله سبحانه وتعالى، مشيرًا إلى أن السبب في ارتفاع أعداد اللقطاء هو غياب الوعي وظروف البيئة التي يحدث فيها مثل هذه الحالات، مطالبا بتشديد المراقبة على الأبناء خاصة في سن المراهقة، التي من المحتمل حدوث مثل هذه الأفعال فيها.
اقرأ أيضا: قنا في 24ساعة | إقامة مدينة نجع حمادي الجديدة وتطوير قرى 5 مراكز.. الأبرز