تاريخ أكل المصري القديم وأسرار طرق الطهي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

اعتاد المصريون القدماء على تناول الطعام ثلاث مرات في اليوم، كان لا بد لواحدة من هذه الوجبات أن تكون عائلية وتشمل جميع أفراد العائلة، كما ذكرت منة الله الدري، خبيرة علم الآثار المصرية لـ«بوابة أخبار اليوم».

تقول خبيرة علم الآثار المصرية، كان الخبز هو أساس المطبخ المصري وكان يصنع من حبوب الغلال؛ حيث يخلط الطحين (الدقيق) بالخميرة والملح والتوابل والحليب ويضاف له الزبد والبيض أحياناً ثم يخلط الخليط ويعجن باليدين صحون كبيرة ثم يعمل مثل الأقراص المحمرة في مقلاة ويوضع على شكل قوالب بأشكال مختلفة اًو يشكل يدوياً على شكل لفائف دائرية أو طويلة مجوفة أحياناً وتملأ بالفول أو الخضروات، أما الخبز المسطح فتكون له حافات ويستوعب البيض أو يحلى أيضاً بالعسل والتمر والفاكهة أحياناً.

اقرأ أيضا| «الحضارة التراثية».. من أخلاق المصريين القدماء «حفظ اللسان»

** أنواع الاطعمة:

1- الخبز: وكانت أنواعه هي (الخمريت، الملتوت، جرجوش، الكسرة، كاوايكاوي) وبعض أنواع هذا الخبز ما زالت موجودة في الصعيد.

2- اللحوم: مثل لحوم (الثيران، الأوز، الدجاج، الأسماك، الماعز)
3- الخضروات: مثل (البصل، الثوم، الفجل، الخس، الخيار، الكراث)

4- الحبوب: مثل (القمح، الشعير، العدس، السمسم)
الفواكه: مثل (التين، الجميز، النبق، العنب، الرمان، البطيخ، البرقوق)

5- المشتقات: مثل (زيت السمسم والخروع، مجففات العنب والبلح والتين، مشتقات الحليب مع الجبن والزبدة)
المشروبات: الجعة، النبيذ، الخروب، الدوم، الينسون، الحلبة.

**  أصناف الطعام المصري وأسماء أنواعه باللغة المصرية:

كان الطعام يقدم على موائد صغيرة وكان يتبع الوجبة الرئيسة الفواكه أو الحلويات مثل فطائر العسل والمربيات، وكان للمآدب أصولها في مأثوراتهم؛ فمن نصائح بتاح حتب “إذا كنت مدعواً إلى مائدة من هو أعظم منك فخذ ما عسى أن يعطيه لك عندما يوضع أمامك، لا تنظر إلا إلى ما هو أمامك ولا تسدد نظرات كثيرة إليه لأن إجباره على الالتفات إليك أمرٌ تكرهه النفس.

وأضافت منة الله الدري، خبيرة علم الآثار المصرية أن البقوليات كانت هي الطعام الشعبي المعتاد وأهمها الغول (الحراتي) الذي كان يطهى بطرق مختلفة وتصنع منه الشوربة أو البيصارة.

وأوضحت، أن هذا الطعام كان يقدم للآلهة ويأخذه الكهنة كمانع للغازات، ويأتي بعد الفول العدس الذي كان الغذاء اليومي لبناة الأهرام ثم اللوبياء، لم يعرفا المصريون الرز ولا الطماطم.

وكثيراً من الحلويات المصنوعة من الدقيق ونرى اللحوم (أي اللحم البقري ولحم الماعز والضأن ولحم الخنزير والأوز والحمام) على موائد الطعام، وكثيراً ما تتضمن المناظر صوراً تمثل القصابين والطيور.

وأشارت الي أن مع ذلك يجب ألا يغيب عن بالنا أن مصر بلد حار وأن اللحوم لا يمكن الاحتفاط بها لمدة طويلة، فإذا ما ذبح ثور وجب استهلاك لحمه بسرعة ولا يستطيع الحصول على مثل هذا الترف إلا المجتمع الغني كثير التعدد، كان اللحم هو للطعام أيام الأعياد، كما هو الحال اليوم، ولم يكن ليرى في وجبات اليوم.

** قرابين معابد الآلهة:

أشهر ما قدم من قرابين معابد الآلهة ما ورد في بردية هاريس من هدايا الملك رمسيس الثالث إلى معابد الآلهة حيث ضمت: الخبز الناعم والفطائر والجعة والفاكهة والشهد والبلح والخبز الأبيض المستطيل والشحم والبلح المجفف والزبيب واللبن والزيت والفول المقشر والزبدة والماعز والأوز والعجول.

** الأطباق الفرعونية:

كانت الأطباق المنتشرة حتى بين الفقراء هي الخبز والجعة مع بعض ثمار البصل والثوم والعدس والكراث والفجل والخس والخيار، أما الفواكه فكان التين والجميز. كان الطعام الأساسي هو الخبز وكان اللحم الأكثر شيوعاً هو لحم الطيور والأسماك. كانت الخضروات التي يتناولها الفلاح المصري بشكل يومي تقريباً هي: الخس، الجرجير، الفجل، الكرنب، القرنبيط، البصل الأخضر، الشبت، البقدونس، الكزبرة وهي خضروات صحية. أما الثوم فكان العمال والبناؤن يتناولونه بشكل يومي.

زرع المصريون النخل وكانوا يسمون النخلة (أمت) والتي تستخدم اليوم كاسم من أسماء بلح الرطب وهي (أمهات). وعرف المصريون العسل وكانت مصر أقدم بلد عرف تربية النحل.

كان المصريون يتناولون طعامهم باليدين وهم جالسون حول صينية موضوعة على منضدة صغيرة بقاعدة، وكانوا يغسلون أيديهم قبل وبعد الأكل.

**  أدوات الطعام:

كان المطبخ يقع، عادة، في نهاية المنزل ويكون مسقفاً بالقش والأغصان وفيه ما يسمح بخروج الدخان، وربما كان موجوداً ضمن فناء المنزل مجاوراً لغرفة خزين الطعام اًو أسفلها. والمطبخ المصري بسيط يحتوي على فرن طيني أو حجري مع أدوات الطعام اللازمة.

أدوات الطعام هي الهاون والمطحنة (حجر الرحى)، حوض العجين، أدوات الطهي. وكان الفرن من الفخار مدرجاً يحوي أدواته أو أسطوانياً متنقلاً، وربما كان الفرن بدائياً يتكون من بضعة أحجار تكون أشبه بالكانون الذي يوضع فيه النار وتوضع عليها أواني الطبخ. ومن الأدوات الصغيرة السلال والمناخل والأواني والملاعق والسكاكين.

** طرق الطهي:

1- الشواء: تطهى الأسماك والطيور عن طريق إدخال عصا في فمها لتخترق حوضها، وتفتح أحشاؤها وتوضع فوق النار، وكانت النار تزداد توهجاً بتحريك الهواء عليها، أما اللحوم فتكون على شكل شرائح.

2- الغليان (السلق): حيث توضع الطيور أو الأسماك أو اللحوم في ماء مغلي وتجمع فيه الدهون. 

3- التجفيف: تجفف اللحوم بكافة أنواعها بعد شواء أو غليان خفيف، حيث توضع في الشمس ويتم حفظها لزمن طويل بعد تمليحها وتتبيلها.

**  آلهة النبيذ:

1- أوزوريس: العنب يشبه أوزيريس بعدم وجود جنور له، وأوزيريس هو الذي علم زراعة العنب وصناعة النبيذ. يرمز له بغصن العنب.

2- حتحور: هو إله أشهر إقليم مصري ينتج النبيذ في الدلتا وهو كوم الحصن بالبحيرة.

3- رنوتت: كانت ترعى هي وابنها (نبري) مواسم حصاد وهرس العنب، وتقدم لها بواكير العنب.

4- تحوت: كان يلقب بسيد النبيذ وسيد الثمالة.

5- سشمو: إله معصر النبيذ الذي يأتي برؤوس الأعداء ويعصر بها العنب لإنتاج النبيذ الذي ينزل مثل الدم (وسشمو يمثل دم الأعداء) وهو رمز الانتصار على الأعداء والقضاء على الأرواح الشريرة.

** الطعام والشراب والعالم الآخر:

كان المصري القديم يقنم (قربان وجبة الإله) لإلهه، مثل الخبز والكعك وقربان النبيذ، وكانت تقدم في أواني (نو، دشرت) وتضم اللحوم أيضاً مثل فخذ الثور والغزال وغيرها. 

وينهب بها المتعبد إلى المعبد ويقدمها هناك، وكانت مائدة القرابين تقدم أيضاً للمتوفى في مقبرته، ثم أستغني عن ذلك برسم الأطعمة على جدار المقبرة، ولن يصور المتوفى وهو يأكل بل وهو يتنفس عطر زهرة اللوتس.