محاولة فنية للخروج من الدوامة وأخرى لتعميق التورط

على طريق تحول الإنسان إلى غرفة

للفنان: أيمن لطفى
للفنان: أيمن لطفى

منى عبدالكريم

تعصف الأفكار برأسه التى لا تكف عن التفكير كطاحونة هادرة، لكن الأمر كان مختلفا هذه المرة، فقد كان ما يواجهه مجهولا تماما، وضع حاجزا بينه وبين أن تنساب تلك الأفكار من رأسه إلى يديه كما اعتاد ليحول أفكاره لمجموعة من الأعمال النحتية المحملة بالفلسفة والتأمل، إذ شعر الفنان ناثان دوس مع بداية الكورونا بأن ثمة شىء يكبله، تتصاعد المشاعر الضاغطة بداخله لفترة حتى تبدأ الحياة فى العودة رويدا رويدا، لتخرج تلك الشحنة المكبوتة فى عمله «الخروج من الدوامة»  الذى صور معاناة الإنسان فى محاولته الفرار من الدوامة التى سقط فيها رغما عنه بسبب فيروس كورونا، وسرعان ما يعود ناثان إلى طبيعته الأولى ليقدم بعد ذلك عشرات الأعمال الأخرى المحملة بالمضامين الفكرية والدلالات السياسية والاجتماعية والسيكولوجية، والتى قدمها لاحقا فى معرض  «ايديولوجيات» الذى استضافته مؤخرا قاعة الزمالك للفن.

ليس الفنان ناثان دوس وحده من تأثر بتلك الفترة العصيبة، فالفنان عادة يحمل رهافة داخلية، تجعله أكثر تأثرا بما يحدث حوله، إذ تكون العزلة أمر مرتبط بعملية المخاض الإبداعى لكثير من الفنانين بل والمبدعين فى المطلق، الذين يختفون تماما عن الجميع فى لحظات الميلاد المقدس حين يتوحدون بمنتجهم الابداعي، لكن المختلف منذ بداية الكورونا هو أن العزلة تلك المرة عزلة جبرية، محملة بالمخاوف، تاركة إياهم للمجهول.
ففى معرضها الفردى الأخير الذى استضافه جاليرى المجدوب بالزمالك، تحت عنوان «ناقلات عصبية»، قدمت الفنانة أسماء النواوى تجربة فنية مغايرة على مستوى الطرح البصري، أكثر جرأة ومواجهة، ألوانها أكثر صراحة، تجربة استوقفتنى كثيرا فالطالما أحببت أعمال الفنانة أسماء النواوى التى اتسمت براهفتها ورقتها، إلا أن المعرض الأخير شكل نقلة واضحة فى تجربتها الفنية، وعلى ذلك احتفظت بجمال أعادنى لتأمل اللوحات عدة مرات، وكأنها بالفعل تميط اللثام عن الداخل وتقف بمواجهة كل مخاوفها. وعلى الرغم من استخدام أبطالها لكثير من الأقنعة، تبدو أنها فى الحقيقة تلقى بكافة الأقنعة لتواجهنا بالحقيقة.
بشكل أو بآخر كانت هذه التجربة هى نتاج فترة الكورونا إذ تقول النواوى:  لطالما  تلاعبت الهرمونات بالمشاعر الإنسانية رجالا ونساءً على حد سواء، وصل هذا التلاعب ذروته فى ظل فترة انتشار فيروس كوفيد- 19، إذ شهد البشر انتقالا فريدا من نوعه بين المشاعر الإنسانية المختلفة، فأصبح الكثير من البشر أكثر عرضه للأمراض النفسية، وقد أصبحنا خلال تلك الفترة أقرب للدمى تحركها الهرمونات، وتعرضها لأقسى المخاوف وأظلم التصورات.  فشكلت الهرمونات أقنعة تجعلنا لا نرى الواقع بعين الحقيقة و لكن رأيناه بعين الخوف.
حين سألت عدد من الفنانين عن تأثرهم بفترة الكورونا، البعض اكتفى بابتسامة عنت رفضهم لفكرة تأثر تجربتهم الفنية بفكرة الحدث، لكن الأمر ربما يتجاوز فكرة التعبير عن الحدث بصورة مباشرة، لكن بالنسبة لى كان ما يعنينى هو مراقبة انعكاس الحالة النفسية فى تلك الفترة ومدى ارتباطها بالطرح البصرى جديا، فعلى سبيل المثال يتضح تأثر الفنان المتميز محمد بنوى بتلك الفترة فى عدد من الأعمال لا تعبر بشكل مباشر عن جائحة كورونا وإنما عن ذلك الافتقاد إلى الطبيعة وإلى ممارسة الحياة الطبيعية، تتمثل ببساطة فى الذهاب للشاطئ، فأقرب الأشياء وأسهلها أصبحت معقدة وبعيدة، تلك الحالة من المرح الجماعى والبهجة الممتدة بطول الشواطئ أصبحت ممنوعة، وقد قدم بنوى تلك المجموعة دون أن يتخلى عن فرادته الفنية التى تجعل من كل عمل من أعماله قطعة فريدة غير متكررة سواء فى التكنيك الذى يستخدمه أو فى طريقة تلقى أعماله،  فإضافة إلى أن كل زاوية تتيح للمتلقى مشاهدة العمل وكأنه عمل جديد، وكأنه يقدم عددا لا متناهياً من المشاهد داخل الإطار الواحد، بما فى ذلك قدرته على التلاعب بالظلال لتخلق تكوينات جديدة.
الفنان الإيطالى كارمينيه كارتولانو كذلك قدم عددا من التجارب المختلفة على فترات عكست تأثره بالكورونا، منها مثلا نفرتيتى بالكمامة، تلك التى قدمها فى بدايات الجائحة ولكن يبدو العمل وقتها كنبوءة سرعان ما تحققت، كذلك ظهرت الكمامة فى أكثر من عمل له، لكن واحد من الأعمال التى قدمها أيضا سجلت حركته داخل الغرفة التى تحولت هى بديل العالم الخارجى لكثير من الناس، ويبدو أن الأفكار الفنية التى نفذها لا تتبع نهج واحد أو لا تخرج باعتبارها تجربة واحدة وإنما أعمال متفرقة يحمل كل منها فكرة مختلفة، فقد كانت واحدة من تلك الأفكار قيامه بوضع الناس العاديين الذين يسيرون فى الشارع فى مجموعة من الفقاعات، ربما بالنسبة له هو الحل الأمثل لتحقيق الحماية للجميع لاسيما مع عدم التزام الكثيرين بارتداء الكمامة.
بعض الفنانين تأثروا بالكورونا كموضوع أساسى للوحة، لكن ذلك لم يتجاوز عمل واحد كما حدث مثلا مع الفنانة سعاد عبد الرسول، التى قدمت لوحة تحت عنوان «أيام الحجر ـ فترة غير مفهومة».. تعتبر اللوحة تجسيد بحالة الوحدة.. إذ تصور إنسان وحيد يشعر بالعزلة.. وحدة طويلة جعلت النباتات تنبت من جسده فى مشهد يذكرنا بالبيوت المهجورة.. بينما تحمل نظراته تساؤلات غير مجابة حول القادم المجهود والحاضر غير المفهوم وكذلك الفنانة  لينا أسامة التى قدمت عملا يحمل اسم «Be my quarantine»، على غرار عنوان الفيلم الشهير Be my valentine، إذ يقف بطلى اللوحة  فوق منزل على جزيرة صغيرة .. بينما تحيط بهم وجوه ثلاثة تمثل مع قاعدة اللوحة عناصر الطبيعة الأربعة، الماء والهواء والنار والتراب. يرتدى الشخصان الكمامات الواقية لكنهما يقفان عراة مثل لوحة آدم وحواء، ويحيط بهما صراع بين عناصر طبيعية وتاريخية وميثولوجية. لكن ذلك لم يكن ليعنى أن الكورونا ظهرت بشكل أو بآخر فى عدد من الأعمال التى قدمتها الفنانة فى تلك الفترة ربما ليس بشكل مباشر.
الفنان أيمن لطفى كذلك قدم عملا واحد له علاقة بالكورونا تحت عنوان كوفيد -19 .. «فيروس من صناعة الشيطان» .. الأمر الذى علق عليه لطفى قائلا: حين طلب منى أن أقدم عمل يعبر عن الكورونا  كان جوابى فى البداية إن الأمر مبهم  فأنا لا أعرف ما هى كورونا تحديدا.. هل هى فيروس طبيعى أو فيروس مصنع؟ هل هو بالفعل أمر سياسى يعكس صراعات بين الدول أم وباء طبيعى عصف بحياتنا جميعا؟ وأنا فى الغالب أحب أن أفهم تماما قبل أن أعبر عن أى موضوع فنيا، لكننى مثل الجميع قضيت فترة الحظر والعزلة بنفس الأحاسيس التى تشارك فيها الناس، وحين فكرت فى تقديم عمل فنى حول تأثرى بتلك الفترة فإن ما فكرت فيه – كرأى شخصي- هو أن الأمر صناعة شيطانية ، ولأنه رأى شخصي، لجأت لأن يكون بورتريه شخصى.
وإذا كان البعض اكتفى بعمل واحد، فقد كانت فترة الكورونا ملهمة لتجارب فنية مكتملة تماما كما حدث مع الفنان عادل واسيلى الذى بدأت فى تجربة توثيق شوارع القاهرة وباقى محافظات مصر فوتوغرافيا فى تلك الفترة، تلك المجموعة التى من المتوقع  أن تصدر قريبا فى كتاب.
وإذ كان واسيلى استخدم الفيس بوك فى تلك الفترة لنشر أعماله الفنية، فإن تلك الفترة طرحت الكثير من سبل العرض البديلة إذ سرعان ما لجأت القاعات الفنية للعروض الافتراضية، الأمر الذى ما لبث أن تراجع بنسبة مع بداية فتح القاعات مجددا مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية ، مع محاولة إيجاد مساحات عرض بديلة فى الهواء الطلق، إذ أقيم مثلا معرض الفنانة النمساوية باربارا فيليب «العزل الذاتى – الإغلاق الكامل والتباعد الاجتماعى» خلال شهر أكتوبر الماضى بالتعاون مع سفارة النمسا بالقاهرة، ونقابة التشكيليين بدار الأوبرا المصرية، فى حديقة النقابة، كما كان بإمكان الجمهور الحديث مع الفنانة فى لقاء افتراضى.
وقد  ضم المعرض 40 صورة تعتبر بمثابة مذكرات بصرية غطت الفترة من 16 مارس إلى 17 مايو 2020، وصورت الفنانة من خلالها كيف تغيرت الحياة اليومية لملايين البشر حول العالم إزاء أزمة الكوفيد 19، وربما لم تكتف الفنانة بالأعمال الفنية إلا أنها كذلك قدمت مجموعة من النصوص تحت عناوين مختلفة عبرت عن تأملاتها فى تلك الفترة ومنها «ابقوا فى المنزل»، «اخلو المسرح»، «تحسين الصورة الذاتية»، «طبقا للمعايير»، «شرطى المرور» «الاتصال البشرى»، «فى حقل أنغام العلاقات» ، «الأشباح»، «الحياة فى فقاعات»، «وهم الحقيقة»، و«التباعد الاجتماعى».
فتحت عنوان « ابقوا فى المنزل» تقول الفنانة:  أريد أن أصرخ،  أبحث عن مكانى مرة أخرى .. فجأة تتواجد ثلاثة أجيال معا فى البيت يقومون برعاية بعضهم البعض، وجود الجدة يتداخل مع ديناميكية الحياة الأسرية على مختلف المستويات.. إننا محظوظين لكوننا على قيد الحياة ولسنا مرضى. النافذة الوحيدة على العالم هى شاشات الكمبيوترالخاصة بنا والنافذة التى تطل على أقرب جيراننا.. أسمع صوت جدتى دائما فى الخلفية حيث تكرر نفس الكلام الذى يكشف عن قناعتها الشخصية وكأنها تحاول اقناع نفسها بتكرار الكلام.. أفتح فمى بدون أن أصرخ – لم يعد لدى قدرة ولكننى أريد أن أصرخ لأقطع الصمت. عدم السماح بالتحدث عن المعضلة هو أمر كارثى لأن رغبتى فى أن أجد نفسى داخل جدرانى الأربعة يصطدم مع ضرورة الدعم النفسى لعائلتى المكونة من أربعة أشخاص والذى لا يسمح بالاستغراق فى أفكار حزينة.
الفنان هانى راشد أيضا قدم تجربته الأخيرة «90يوم فى المرسم» التى استضافها جاليرى سوما بالزمالك من وحى فترة الحجر، عبر سلسلة من المراحل المتتالية لوقت الإقامة المتواصلة فى مرسمه، وقد جمع فى تجربته عدد من المتناقضات تراوحت بين الحركة والسكون فى مجموعة مختلفة من التكوينات. فلطالما كان الشارع المصرى والظروف الإجتماعية والسياسية التى نعيشها هى المصدر الأساسى  الملهم  للفنان، ولكن الفارق فى هذه التجربة هو أن الشارع لم يعد موضوعا يتعامل معه راشد بشكل مباشر، بل يَنظُرُ إليه باعتباره شيئًا بعيدًا عنه دون أى تفاعل مباشر.
من خلال اللوحات أصبح مرسم  الفنان مليئًا  بالقيود والتناقضات، وبينما تعتبر السرعة والسكون نقيضين لا يمكن الجمع بينهما، جمع الفنان بينهما من خلال تصور أربع مراحل متطورة لرصد الوقت، آلا وهى: التجريد، والتشخيص، والكتلة، والغرفة.
الأمر بلا شك يتوقف على تلك الزاوية التى يرى منها كل منا فكرة البقاء فى المنزل، إذ ربما يتحول البقاء فى المنزل لفن،  الأمر الذى أثاره عنوان المعرض الجماعى بمكتبة الأسكندرية «فن البقاء فى المنزل: الفنانون فى زمن الكورونا» الذى أقيم بقاعتى المعارض الغربية والشرقية بمركز المؤتمرات، بمشاركة 61 فنانًا من 8 دول، منهم 43 فنانًا مصريًا و18 فنانًا أجنبيًا من اليمن، كندا، السويد، صربيا، الولايات المتحدة الأمريكية، رومانيا، سويسرا والنمسا، وبأكثر من 180 عملًا فنيًا تنوعت بين الرسم والتصوير والتصميمات الجرافيكية والتصوير الفوتوغرافي.  
تأتى إقامة هذا المعرض كما جاء بالبيان الصادر عن المعرض، نتيجة لما تعرّض له العالم كله منذ بدايات عام 2020 من محنة عصيبة لم يسبق أن تعرضت الأجيال الحالية لمثلها بهذا الشكل الجمعى على مستوى العالم، وسياسة التباعد المتبعة على كل فئات المجتمع فى كافة الأنشطة المجتمعية. وهذا أثّر بدوره على الأنشطة الفنية والرياضية والاقتصادية، مما انعكس بدوره على الرؤى والإنتاجية الفنية واختلاف التقنيات، وكذلك أساليب العرض الحديثة لدى الفنانين فى كافة أنحاء العالم، كما أدى الإغلاق الجزئى والكلى فى مختلف دول العالم إلى حث الفنانين على إعادة التفكير فى أعمالهم وصياغتها، بل وتجربة أعمال وتقنيات وأفكار جديدة منبثقة من تجربة العزلة والتباعد.
تأخذنا الأعمال أثناء فترة تواجده فى المنزل لتلك المساحة المتسعة من الأفكار والرؤى التى بإمكان مصطلح واحد أن يخلقها، فما الذى يعنيه حقا البقاء فى المنزل أثناء فترة الكورونا؟ فقد كانت فترة الكورونا أكثر من مجرد عزلة، كانت محاولة لإعادة فهم علاقة كثير من الأفراد بأنفسهم، إعادة اكتشاف المحيط سواء داخل المنزل أو خارجه، ربما يعنى الأمر إعادة اكتشاف مساحات الأمان الحقيقية والبعد عن كثير من الأمور التى تأكل حياتنا بلا داعى؟ هل تصل تلك الرحلة من اعادة اكتشاف الذات إلى حالة من السلام أو حالة من الذعر، الأمر تراوح بين حالة الاكتئاب والرفض الضمنى لتلك الحالة، ونقيضها من محاولة التقاط الأنفاس واكتشاف جمال مخبوء فى العزلة. ربما لا يتوقف الأمر على اكتشاف الذات ولكن أيضا اكتشاف علاقتنا بالطبيعة  مثل أعمال الفنانة ألكساندرا هيكسر،  التى أولت مزيدا من الاهتمام للطقس والرياح والضوء والصوت وجون دين من كندا  الذى أخذته العزلة للجبال المجاورة لاكتشاف البرارى وبالأصوات القادمة إلينا عبر النافذة، والمشاهد التى نعيد اكتشافها بسبب الوقت .. عشرات التجارب التى يمكن من خلالها تحليل علاقات متداخلة كشف عنها كوفيد-19.
لكننى أتوقف عند مجموعة الأسئلة التى طرحها الفنان حسين عوف فى تقديمه لتجربته قائلا: أرغم فيروس كورونا الجميع حول العالم على الخضوع لسياسة التباعد الاجتماعي، وقد رافق التعايش مع هذا النمط الجديد للحياة قدر كبير من الملل الذى أفضى إلى معاناتنا من صراعات ذهنية ونفسية كثيرة. هل سيستمر هذا النمط الحياتى إلى الأبد ونتحول إلى أشكال الغرف التى نعيش فيها؟ أم نخاطر بما تبقى من حياتنا ونغادر المكان؟». ربما كان هذا السؤال لا يزال مطروحا بلا إجابة فى لعبة لم تنته بعد مع الجائحة التى تتراجع وتتقدم فى مواجهة الإنسان فى حلبة صراع يدخل فيها الاقتصاد ولقمة العيش طرف أساسى.. الإجابة لم تحسم لصالح أى منهما بعد ولا يزال كل فنان مشغول بالأسئلة.
ولم يكن هذا هو المعرض الجماعى الوحيد الذى حاول إلقاء الضوء على الأعمال الفنية التى أنتجها الفنانون خلال فترة كورونا، إذ استضاف  أتيليه العرب للثقافة والفنون «جاليرى ضى» نتاج مسابقة مهرجان «ما بعد الكورونا»، التى لم تقتصر على الفن التشكيلى بمختلف مجالاته، إلا إنها امتدت لتشمل الموسيقى، والشعر، والقصة القصيرة وكلها من الأعمال التى انتجت فى فترة الإجراءات الوقائية من فيروس كورونا.
مرة أخرى نجد أنفسنا أمام مجموعة كبيرة من الأعمال المتنوعة بعضها لا يتناول فكرة الكورونا بشكل مباشر، والبعض الأخر يأخذنا لفترة الجائحة مثل عمل الفنان السعودى هشام بنجابي، وعمل الفنان فرج حسين فرج الذى قدم محاكاة للوحة ليوناردو دافنشى «سيدة مع قاقم» لكنها هذه المرة ترتدى الكمامة وتنتشر فى الخلفية فيروسات الكورونا، كذلك تمثال الفنان محمد ثابت الذى يذكرنا بعمل النحات أيغارس بيكشى الذى تم كشف الستار عنه مؤخرا أمام مبنى متحف لاتفيا الوطنى للفنون، وهو عمل ضخم بطول ستة أمطار تكريماً للأطباء الذين كافحوا «كوفيد-19» لكن المختلف أن عمل ثابت يبدو بحجم أصغر، بينما تظهر أجنحة للتمثال لتذكرنا بأنهم ملائكة الرحمة  الذين قدموا حياتهم طوعا لحمايتنا .