أفكار متقاطعة

فضائيات «فتح الكوتشينة»

سليمان قناوي
سليمان قناوي

ما أن تشرع أيام ديسمبر فى الغروب حتى تسقط على رؤوسنا كسفا من الفضائيات تستضيف المنجمين من قارئى الفنجان وفاتحى الكوتشينة وضاربى الودع كما لو عدنا إلى الجاهلية الاولى.يحدث ذلك فى بعض البرامج المفروض أنها رصينة والمفروض أنها تضىء وعى الناس لا تظلمه وتشيع نور المعرفة لا ضلالات الخرافة.

وإمعانا فى التغييب تذيع هذه الفضائيات بعض ما تنبأت به فى العام الماضى وتصادف حدوثه ناسين حكمة "كذب المنجمون ولو صدفوا" (بالفاء) أى لو تصادف صدقهم، وتتجنب إعادة إذاعة التنبؤات التى لاكتها العرافات وثبت كذبها.

عيب قوى فى عصر الذكاء الاصطناعى والسيارات ذاتية القيادة والمذيع والممرض الروبوت أن نرتد إلى هوة" خالتى بمبمة" الموغلة فى الجهل.

تتكالب الأفاعى وابن اوى على مصر من الشرق والغرب والشمال والجنوب. تحديات مائية تهدد مصر بالعطش ومن ثم تحديات وجودية وثالثة اقتصادية بتأثير فيروس كورونا اللعين. وتحتاج كل هذه التحديات للانتباه للعدو الحقيقى لبلدنا حتى لا تتشتت بوصلتنا وتنصرف أذهاننا إلى مشاكسات جانبية وهو ما ينتبه إليه جيشنا العظيم. والحمد لله ان مصر ظلت فى رعاية الله وكنفه فى الماضى فكفاها مؤامرات المتآمرين ورد كيدهم وجعل تدبيرهم تدميرا وسيحفظها إن شاء الله فى غد ما يكون.

زمان كانوا يعيبون على الفتيات ذوات الشفاة الغليظة بأن لها∪ضب∪.اليوم تنفق الكثير من النهنوسات الكيوت آلاف الدولارات لتكبير الشفاة لتصبح غليظة وذات ضب صناعى.وهكذا يسرف هؤلاء الكثير لتغيير خلق الله فى مساحة لاتتعدى 15 سم هى مساحة الوجه، وبعد وباء كورونا وارتداء الكمامة واختفاء كل ملامح الوجه المعدلة بمراكز التجميل، أحس هؤلاء النهنوسات ان تحويشة العمر ضاعت فى "كوفيد" لا يفيد.