بالبلدى..

نائب بلا ناخب

مصطفى يونس
مصطفى يونس

القضية معقدة، البعض ينظر لها نظرة سطحية، والبعض يتعامل معها بقبلية عمياء، لكن يبقى سؤالى حائرا، هل فكرت يوما أن تكون نائبا حقيقيا، بمفهومه الشامل، تشريعى ورقابى وخدمى واجتماعى.. لا تتسرع فى الرد، وتقول أنا كذلك.. القضية أخطر بكثير..

هل حقا تتفهم جميع مواد الدستور ومواد القانون المكملة له، وهل قرأت لائحة المجلس، هل تعرف اختصاصاتك عندما تقدم طلب الإحاطة أو الاستجواب أو توجه سؤالا لأحد المسئولين، هل تعلم كيفية التعامل مع حالة مرضية طارئة فى دائرتك، وكيف تتعامل مع القضايا القومية، ما مدى قدرتك على انصاف مظلوم من مسئول جائر.. هل تعلم معنى كلمة نائب شعب، هل تعلم هموم ومشاكل دائرتك ووضعت جدولا زمنيا لحلها قبل انتهاء دورتك، أم تعتمد على التواجد فى الأفراح والعزاءات ودمتم.. اعتذر عن هذه الصدمة التى قد تصيبك لحظة قراءتك لكلماتى، كل ما اقصده هو ان تكون نائبا يتغنى به اهالى دائرته، ليس بوعودك الوهمية، وعباراتك المعسولة، لكن بخدماتك الحقيقية التى يشعر بها الناخب..

عليك السعى جاهدا نحو خلق فرص عمل لأبناء دائرتك، عليك دراسة ملف الصحة جيدا، فالوضع خطير خاصة فى ظل جائحة كورونا، عليك أن تكون بعيدا عن الشللية.. عليك الابتعاد عن المحاربين بالوكالة، ليدافعوا عنك.. أعلم أن التركة ثقيلة والوضع يحتاج الى تكاتف الجميع، لكن لدينا أمثلة برلمانية ينحنى لها الجميع اجلالا وتقديرا فى خدمة أبناء دوائرهم، سواء فى الصعيد أو فى محافظات الوجه البحرى.. كن أنت ولا تكن غيرك.

لست صالحا بما يكفى، ولا أملك عصا سحرية، لكن أقولها بصدق وأكتبها بإيمان بأن أسوأ نائب هو من كان بلا ناخب.