وزير الأوقاف: لا تناقض بين العلم والإيمان ولا الدعاء والدواء

الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف
الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف

أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أنه لا تناقض بين الإيمان والعلم على الإطلاق.

وأضاف خلال تصريحات له، أن العلم قائم على الأخذ بالأسباب، والإيمان يدعونا إلى الأخذ بأقصى الأسباب، وكان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يقول: لا يقعدن أحدكم عن طلب الرزق ويقول: اللهم ارزقني، وقد علمتم أن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة، وحتى في حديث نبينا صلى الله عليه وسلم: «لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ، تَغْدُوا خِمَاصاً وَتَرُوْحُ بِطَانا» (رواه أحمد)، قال أهل العلم وشراح الحديث: إن الطير تأخذ بالأسباب، فتغدو وتروح، ولا تقعد في مكانها وتقول: «اللهم ارزقني في مكاني».

ويقول الحق سبحانه : {فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ  وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} (الملك : 15)، ولم يقل اقعدوا وسيأتيكم الرزق حيث كنتم، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم: «تداوَوا عبادَ اللَّهِ فإنَّ اللَّهَ سبحانَهُ لم يضع داءً إلَّا وضعَ معَهُ شفاءً إلَّا الْهرمَ» (رواه ابن ماجه)، ولم يقل أحد على الإطلاق إن الدعاء بديل الدواء، إنما هو تضرع إلى الله عز وجل، بإعمال الأسباب التي أمرنا سبحانه وتعالى بالأخذ بها لنتائجها.

وأوضح جمعة أنه لم يقل أحد على الإطلاق من أهل العلم إن الفقه بديل الطب، بل إن الفقه الصحيح يؤكد أن تعلم الطب من فروض الكفايات، وقد يرقى في بعض الأحوال إلى درجة فرض العين على البعض.

وتابع: «أكدنا في أكثر من كتاب ومقال أن ثواب تعلم الطب لا يقل عن ثواب تعلم الفقه، وأن الأولوية لأحدهما ترتبط بمدى الحاجة الملحة إليه، فحيث تكون حاجة الأمة يكون الثواب أعلى وأفضل ما صدقت النية لله».

وأضاف أنه يجب علينا ونحن نأخذ بأقصى الأسباب ألا ننسى خالق الأسباب والمسببات، مَنْ أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون ، فنجمع بين أسباب العلم وأسباب الإيمان معًا، مؤكدين أنه لا تناقض بينهما بل الخير كل الخير والنجاء كل النجاء أن نحسن الجمع بينهما والأخذ بهما معًا.

اقرأ أيضًا: وزير الأوقاف: لا تيأسوا في مواجهة الجوائح والأزمات