سفير فلسطين بفرنسا: السيسي يلعب دورًا كبيرًا في مركزية قضيتنا

 السفير الفلسطينى فى فرنسا سلمان الهرفى  أثناء حواره مع بوابة اخبار اليوم
السفير الفلسطينى فى فرنسا سلمان الهرفى أثناء حواره مع بوابة اخبار اليوم

حوار- محمد زيان

سلمان الهرفى.. السفير الفلسطينى فى فرنسافلسطين أمن قومى لمصر..والسيسى يلعب دوراً  كبيراً فى مركزية قضيتنا

إسرائيل خطر على أوروبا.. ونريد وسطاء صفقة القرن خارج الشرعية الدولية والقانون الدولي وضد قرارات مجلس الأمن.. ومصر رفضتها

صراعنا مشترك مع القاهرة ضد الإسلام السياسى.. وحماس لا تريد انتخابات

 نتنياهو لا يريد السلام.. ونأمل أن تُصحح إدارة «بايدن» أخطاء ترامب

يتمتعون بالنزاهة بعيدًا عن الرعاية الأمريكية

 حماس انقلبت على ارادة الشعب الفلسطينى .. اختطفت غزة وتعرقل المصالحة

 

كيف استقبل الفلسطينيون كلام الرئيس عبدالفتاح السيسي عن القضية الفلسطينية من قصر الأليزيه أثناء القمة الفرنسية المصرية؟، وكذلك ما أعقبها من لقاءات احتضنتها القاهرة بين الرئيس السيسي ونظيره الفلسطيني أبو مازن، والقمة المصرية الفلسطينية الأردنية على مستوى وزراء الخارجية؟، والدور المصري المستمر في المصالحة بين الفصائل؟، وكيف قابلت الدبلوماسية الفلسطينية ما أعلنه الرئيس السيسي عن إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967م؟.

كل هذا طرحناه على السفير سلمان الهرفى- سفير دولة فلسطين بفرنسا، الذي وضعنا أمامه استفسارات كثيرة عن الدورين الفرنسى والأوروبي في دعم القضية الفلسطينية، والمواقف الداعمة من الدول الأخرى ومنها روسيا، وموقف إدارة ترامب الراحلة ومرحلة بايدن الجديدة والمأمول منها أن تقدمه لفلسطين وشعبها؟.

سألناه أيضًا عن إسرائيل والسلام وحل الدولتين وشعبين يتعايشان، وحكومة نتنياهو والاستيطان، وصفقة القرن والدور المصري الذي كشفه لنا فى رفضها، فإلى نص الحوار:

■ كيف قابلت كلام الرئيس السيسى عن القضية الفلسطينية؟ وماذا يعنى مطالبة الرئيس بدولة فلسطينية على حدود 4 يونيه 1967م من داخل قصر الأليزيه؟

قبل الإجابة على هذا السؤال، أثمن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى فرنسا، وهي زيارة ناجحة بامتياز.. وكما هو معروف أن القضية الفلسطينية هي قضية أمن قومي لمصر، فهي قضية مصرية بامتياز، والشعب الفلسطيني ممتن لموقف الرئيس عبدالفتاح السيسي، ولمواقف مصر عبر التاريخ والأيام، وشهادتنا مجروحة في حق مصر وبحق الرئيس السيسي ومطالبته في قصر الإليزيه بإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967م، وعلاقة مصر بشقيقتها فلسطين هي علاقة عضوية ومصيرية وتاريخية، فكما قال الرئيس السيسي فإن القضية الفلسطينية في قلب القضايا المصرية ومحل اهتمام.

وكان لقاء الرئيس السيسي بالرئيس أبو مازن في القاهرة مثمراً، فزيارة الرئيس الفلسطيني ناجحة، وجاءت ضمن التشاور الدائم بين الرئيسين حول مستجدات الوضع في فلسطين، لأن مصر المفصل للمنطقة وللقضية الفلسطينية، في ظل وجود محاولات لتمرير بعض المشاريع التي تمس الشعب الفلسطيني، وتضر بحقوقه وبالدولة الفلسطينية، إلا أن دعم مصر وعلى رأسها الرئيس السيسي له الدور الكبير في الحفاظ على مركزية قضية فلسطين.

صفقة القرن

■ ماذا تقصد بالمشاريع التى تضر فلسطين وشعبها؟

صفقة القرن خارج الشرعية الدولية والقانون الدولي وضد قرارات مجلس الأمن، خاصة ما يتعلق فيها بسحب الاعتراف بالشعب الفلسطيني وضم القدس لإسرائيل وإنهاء قضية اللاجئين وتصفية الحدود، هذا الكلام مرفوض رفضا باتاً فلسطينياً، وأكدت مصر رفضها له أيضاً، ومعها فرنسا وألمانيا والأردن، وذلك في توضيح الموقف الرافض لأي مبادرة لا تأخذ بعين الاعتبار حل الدولتين والانسحاب الإسرائيلي واحترام قرارات مجلس الأمن والاتفاقيات الموقعة ويؤسس للسلام في الشرق الأوسط، وأبدت مصر رفضها لصفقة القرن ومصر ليست كأي دولة، لأنها الدولة المحورية والمهمة في السياسة العربية والدولية.

■ وكيف تقرأ دور مصر في المصالحة بين الفصائل الفلسطينية؟

القاصي والدانى يعلم دور مصر الواضح منذ الانقسام الذي أحدثته حركة حماس في الشعب الفلسطيني وانقلابها الدامى، فهي الحاضنة للمصالحة وتعي جيداً من الذي يعيق المصالحة، وبالتالي صراعنا مشتركاً مع الإسلام السياسى الذي دمر أكثر من بلد عربي ويدنا ممدودة للمصالحة، وكان هناك لقاء في القاهرة ونقضت حماس كلياً اتفاق إجراء الانتخابات، و كنا بصدد الإعلان عن مرسوم الانتخابات لحين الحصول على موافقة حماس التى تراجعت عن مواقفها السابقة لأنها لا تريد سوى السيطرة على غزة، ونحن نقول الفيصل هو الانتخابات دون مقاسمة أو محاصصة، لكن، للأسف، أشقاؤنا في حركة حماس تراجعوا نتيجة ضغوط عليهم من دول في المنطقة، لها مشاريعها، لكن نحن سنستمر في المصالحة والانتخابات، وهناك بعض التصريحات في فتح من اللجنة المركزية تقول بإجراء انتخابات دون مشاركة حماس، ولن يبقى شعبنا رهينة للدول التي تتدخل في القرارات «الحمساوية».

المجتمع الدولي

■ أنتم محاصرون بثلاثية الاحتلال والوباء وضعف الاقتصاد، ما النداء الذي توجهونه للمجتمع الدولي؟

الأمم المتحدة مسؤولة مباشرة عن الوضع في فلسطين، أولاً كل قرارات الأمم المتحدة صريحة، وما ينشده الشعب الفلسطيني أن تكون هناك آلية لتطبيق هذه القرارات، ونعيش أحداثًا في فلسطين تشابه النظام العنصري فى جنوب أفريقيا، الذي ما كان سينتهي لولا العقوبات الدولية، ونطالب بتطبيق القرارات الصادرة من مجلس الأمن، ومنها القرار الأخير 2334 الصادر في 2016، لأن إدارة ترامب شذت عن هذه القاعدة وضربت بعرض الحائط كل قرارات الجمعية العامة ووكالة تشغيل اللاجئين الأونروا، ونثمن قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة الواضحة، ومنذ أيام، صدر لصالح فلسطين، قراران أحدهما بإجماع 158 صوتًا وآخر بـ168 صوتًا، ولم يعارضه إلا حفنة من الدول الصغيرة المساندة لإسرائيل.

■ هل تعلقون أمالاً على إدارة بايدن؟

نعلق عليها أملًا كبيرًا بأن تعرف ما أوصلته إدارة ترامب من انسداد، فالإسرائيلي حينما يفتح شُباكه لن يرى إلا الفلسطيني أمامه، والسلام ليس مقصورًا على إسرائيل، السلام ضرورة فلسطينية لأننا الشعب المضطهد، وعلى العالم أن يعي أن الشعب الفلسطيني لن يستسلم ومتمسك بحقوقه، فقبلنا حل الدولتين وهو توافق دولي وليس فكرة فلسطينية، لأننا نريد السلام، وإسرائيل وحكومتها برئاسة مجرم الحرب نتنياهو لا تريد السلام.

الشعب الإسرائيلي يرفض سياسة نتنياهو، رغم أن الإسرائيلي عُبئ بالكراهية والحقد، يقتل ويحتل ويرتكب جرائم حرب ولا يعاقب، وهنا مسؤولية مجلس الأمن، وننشد منه فرض السلام، فالسلام يفرض على الأطراف ولا يُستجدى والشعب الفلسطينى مستمر في مقاومته السلمية، ولا يوجد في العالم شعب منذ مهاتما غاندي مارس اللا عنف إلا الشعب الفلسطينى، والإسلام المتطرف صناعة أمريكية إسرائيلية وغربية.

تطبيع

■ وهل التطبيع مقدمة لابتلاع وضم الضفة الغربية ؟

لابد من الضغط على إسرائيل لوقف الانتهاكات، والمنصف للعدالة الإنسانية لا يشجع الاحتلال ولا يمكن أن يكون هناك سلام وهناك احتلال.

والشعب الفلسطيني مهدد باقتلاعه من أرضه، فهناك 34 أسرة بـ34 منزلاً مهددة بالتدمير من قبل المستوطنين في القدس بفعل الحكومة الإسرائيلية، ونناشد أشقاءنا من طبع ومن لم يطبع أن يوقف جرائم الحرب التي ترتكب ضدنا، وكلها مسجلة في محكمة الجنايات الدولية وسنستمر في قضيتنا ضد مجرمي الحرب، ومن هذا المنطلق نقول السلام لن يتحقق إلا بحماية حل الدولتين على حدود 4 يونيو 67، فالضفة والقطاع والقدس ليست محل نزاع لأنها محتلة كما كانت سيناء محتلة.

■ تنادون بالسلام، وهل تريد إسرائيل السلام أيضاً؟

حكومة إسرائيل لا تريد السلام وتؤسس لنظام أبارتايد «فصل عنصري» وترانسفير «تهجير» للشعب الفلسطيني، ولا تريد دولتين، ونحن أصحاب أرض ولسنا هنود حمر.

■ تعولون على التحرك الأوروبي لدعم القضية الفلسطينية، ما الخطوات العملية لذلك؟

نثمن دور الاتحاد الأوروبي ودعمه ومواقفه في جميع المجالات، ونأمل أن يلعب دورًا أكثر فعالية وعلى الدول التى لم تعترف بدولة فلسطينية أن تعترف، ولابد من الضغط على إسرائيل لكي تلتزم بالشرعية.

الدور الفرنسى

■ وماذا عن دور فرنسا فى دعم القضية الفلسطينية؟

دور فرنسا مهم دوماً.. فهي متمسكة بحل الدولتين وتعتبر القدس الشرقية أراضي فلسطينية محتلة وعاصمة لفلسطين.

■ البرلمان الفرنسي ناقش قانون الاعتراف بدولة فلسطين، ماذا بعد؟

نحن على تواصل دائم مع البرلمان الفرنسي ولدينا أمل أن تعترف فرنسا بدولة فلسطين قريباً.

■ أنتم تذهبون لمجلس الأمن وتتهمونه بأنه لا ينفذ القرارات الصادرة ضد إسرائيل، فكيف سيكون وسيلة للحل إذن؟

قراراته وافقت عليها روسيا والصين، لكن الولايات المتحدة فقط هي التي تعيق تطبيقها، فأصبحت وسيطاً غير نزيه ولابد من رعاية الرباعية الدولية وتوسيع هذا الإطار وتنفيذ القرارات والاتفاقات التي اتفق عليها مع الجانب الإسرائيلى الذي تخلى عن كل الاتفاقات، فالمفاوضات منذ 25 سنة برعاية الولايات المتحدة فقط، وآن الأوان أن يكون هناك وسطاء يتمتعون بالنزاهة.

■ ماذا عن الدور الروسى؟

نعول على الصين وروسيا والاتحاد الأوروبي ودوره وعلى بريطانيا أيضاً مسؤولية دولية، لأنها هي التي أنشات هذا الكيان ورعته في المنطقة بموجب وعد بلفور.

■ نتنياهو قال إنه سيفوز في الانتخابات المقبلة، فهل سيُطلب منه التحرك نحو الحل؟

تعليقات أكبر جنرالات إسرائيل وأكثرهم حصولاً على أوسمة وهو إيهود باراك، قال إن المجتمع الإسرائيلي يجنح نحو فاشية جديدة مع حكومة نتنياهو، فالمجتمع الإسرائيلي مخطوف من جانب حفنة متطرفين ونأمل أن يكون عاقلاً في اختياره لمن يمثله وأن يجنح للسلام مع الجانب الفلسطيني الذي قدم تنازلات، فنحن نرفض اللإسلام، وكل ماهو معروض علينا يؤسس لهذا «اللإسلام» في منطقة تجاور آبار الغاز والبترول، وهو ما يهدد بإشعال العالم.

إسرائيل خطر

■ هل تقصد أن أوروبا أيضاً مهددة بخطر إسرائيل؟

بكل تأكيد، لأن محاولة مد الإمبراطورية في العالم تؤكد خطورة إسرائيل على أوروبا، وانظر إلى خطورة التغلغل الإسرائيلي في شؤون فرنسا وأوروبا، فنتنياهو الذي قال إنه مَلِك إسرئيل، الآن أخذه الغرور ويقول إنه مَلِك العالم.

وهناك دراسات أوروبية تقول إن إسرائيل خطر على السلام في أوروبا، لأنها لا تعترف بالقانون الدولي ولا بالقيم الدولية ولا بميثاق الأمم المتحدة.

■ البعض يطالب بوقف التنسيق الأمني مع العدو.. ويقول ماذا جنت منه القضية، فبماذا ترد؟

أسطوانة مشروخة مردود عليها، فالفلسطينيون قاتلوا منذ مائة عام والأسبوع القادم نحتفل بـ56 سنة على ثورتنا الحديثة، ولا نتلقى دروسا من الإسلام السياسي، وعندما أوقفنا التنسيق الأمني لم نجد عمليات منهم.

■ وهل تقبل إسرائيل السلام؟

القانون الدولي يفرض عليها، فقد انسحبت من سيناء بالقانون الدولي.