يحدث فى مصر الآن

خيانة الإخوان

يوسف القعيد
يوسف القعيد

اللهم لا حسد، نحن لا نحسد من نحبهم. وأنا من محبى الصديق الدكتور محمد الباز. ورغم أنه أستاذ جامعى. فهو يكتب اسمه ولا يسبقه بالدال نقطة. آخر كتبه الجديدة: رائحة الخيانة. الإخوان والأمريكان فى أحداث يناير. ومحمد الباز غزير الإنتاج. ويأخذ الكتابة على أنها وسيلة وحيدة للتعبير عن نفسه إزاء العالم.

الكتاب يتناول الفصل الذى قد لا نصدقه. رغم أننا عشناه وعاصرناه. وكان رفضنا وبدون استثناء للعصابة التى اغتصبت حكم مصر بمساعدة واضحة من أمريكا. ورغم أنوف المصريين. من المؤكد أنه لا يوجد مصرى واحد وافق على هذا.

أهمية هذا الكتاب − 312 صفحة من القطع الصغير − أنه يتوقف طويلاً وبالتفاصيل الدقيقة أمام الدور الأمريكى المشبوه فى تمكين الجماعة من حكم مصر. وذلك اعتماداً على ما نشرته هيلارى كلينتون وزيرة خارجية أمريكا آنذاك. والداعمة الأولى لتمكين هذا الفصيل الهمجى البربرى من حكم أقدم دولة فى التاريخ.

الكتاب منشور بسلسلة كتاب الهلال الذى يرأس تحريره خالد ناجح. ومؤلفه تدفعه النزاهة العلمية أن يثبت فى الصفحة الأولى أن وثائق الكتاب ترجمتها سارة الشلقانى.

وهيلارى كلينتون وزيرة خارجية أمريكا 2009، 2013 لديها 85 ألف رسالة من وثائقها. تم الكشف عن 55 ألف رسالة. ولا تزال 30 ألف رسالة من الصعب الكشف عنها أو الاقتراب منها الآن لأسباب كثيرة. وإن كانت الأسباب مرفوضة.

ثمة اهتمام خاص بالرسائل التى تدور حول الشأن المصرى. بالتحديد حول المؤامرة الإخوانية ومتابعتها − وأزيد على ما قاله محمد الباز − أن صاحبة الرسائل شاركت بالتأييد والدعم للجماعة إياها. إن خطورة هذه الرسائل أنها توضح المؤامرة الإخوانية علينا هنا فى مصر وبعض الدول العربية الشقيقة. وهى تشكل المتن التاريخى الحقيقى لهذه الفترة سواء ما أعلن أو ما لم يعلن.

ما لا يمكن أن يصدقه عقل. لكنه أصبح مؤكداً الآن أن محمد مرسى عندما كان رئيساً لحزب الحرية والعدالة كان يحضر الإجتماعات المهمة على أعلى مستوى فى مصر. ويقوم بنفس ما كان يقوم به مرشده بنقل كل ما يراه وما يسمعه كلمة كلمة تماماً كما يفعل الجواسيس. وأن يتم هذا أولاً بأول حسب الوثائق التى يمكن أن تصل إليه.

الأخطر أنه حتى بعد أن اغتصب السلطة فى مصر كان يواظب على إرسال ما يصل إلى يديه. ومن المؤكد أنه تصرف ضد المنطق وضد الإنسانية وضد الحس الوطنى. لأن الجاسوس كان يبلغ الجهات الأمريكية بكل ما يجرى فى مصر. حتى عن جيشها العظيم حامى حماها لم تبتعد عنه تقارير مرسى.

كان مرسى يحضر اجتماعات المجلس الأعلى للقوات المسلحة مع القوى السياسية والحزبية. وكان ينقل كل ما يسمعه فى هذه الإجتماعات إلى هناك. هل يعقل أن يطلب مرسى من هيلارى إيفاد خبراء لإعادة هيكلة الداخلية المصرية؟ لا يجب أن ننسى أن مرسى طلب من الأمريكان تحويل المعونة العسكرية إلى حكومته بدلاً من وصولها إلى الجيش. هل هناك خيانة أكثر من هذا؟.

أُذكِّر أن كل هذا جاء فى أوراق المسئولة الأمريكية.

ارتكبت قادة الجماعة جريمة الخيانة العظمى بحق الوطن.