هل فكرت يومًا، أن تكون أسوأ تجربة في حياتك سبب في دخولك إلى موسوعة جينيس للأرقام القياسية، وتحويلك إلى بطل شعبي؟.. هذا ما حدث مع مضيفة الطيران الصربية فيسنا فولوفيتش.
بعد أن نجت مضيفة الطيران فيسنا فولوفيتش من حادثة انفجار طائرة، التي ولدت في 3 يناير 1950 في بلجراد، وتوفيت في 23 ديسمبر 2016، ودخلت إلى موسوعة جينيس للأرقام القياسية للبقاء على قيد الحياة بعد سقوطها ناجية من أعلى ارتفاع وهو 10,160 متر (33,330 قدم)، بدون مظلة «باراشوت».
الحادثة وقعت في 26 يناير 1973 حينما تحطمت طائرة JAT Flight رقم 367، من طراز DC-9، والتي كانت فينسيا مضيفة على متنها، على الرغم من غموض الحادثة إلا أن المؤكد هو سقوط بقايا الطائرة من ارتفاع 10,160 متر وأصبحت فيسنا فولوفيتش الناجي الوحيد حيث تم إسعافها إلى المستشفى وأجريت لها عدة عمليات جراحية.
في 26 يناير 1972 ، وتحديدا في كوبنهاجن، كانت فينيسا على موعد مع هذه الرحلة، حيث تم تكليفها بطاقم من الخطوط الجوية اليوغوسلافية لرحلة إلى بلجراد.
فينيسا تحدثت عن أنها ما كانت يجب أن تكون هناك على متن هذه الرحلة؛ وكان من المفترض أن تكون مضيفة طيران أخرى، تُدعى أيضًا فينيسا.
بعد ساعة من إقلاع الطائرة انفجرت فوق قرية سربسكا كامينيس التشيكية وظلت فيسنا فولوفيتش داخل جزء من جسم الطائرة المحطم، مثبتة بعربة طعام أثناء هبوطها، وحطّمت الطائرة عددًا من الأشجار الواقعة على منحدر تل ثلجي، ويعتقد أن الأشجار خففت من وطأة السقوط، وساعد الثلج في تخفيف الشدة أيضًا.
كانت مضيفة الطيران الصربية فيسنا فولوفيتش هي الوحيدة التي بالكاد نجت من بين 28 من الركاب وأفراد الطاقم، فأصيبت بكسر في الجمجمة وكسرت ساقيها، وتحطمت ثلاث فقرات من عمودها الفقري وأصيبت بالشلل المؤقت من الخصر إلى الأسفل ودخلت في غيبوبة لبعض الوقت، ولم يكن لديها ذاكرة الرحلة أو نزولها أبدا.
بعد أقل من عام تعافت بشكل جيد بما يكفي للمشي، ولكن مع وجود عرج، وقالت في تصريحات صحفية نسبت لها في عام 2008: "لقد كنت محطمة وأعادني الأطباء معًا مرة أخرى لم يتوقع أحد أن أعيش هذه المدة الطويلة".
في عام 2002 صرحت فيسنا فولوفيتش بأن "أول شيء تتذكره هو رؤية والديها في المستشفى.. كنت أتحدث معهم وأسألهم عن سبب وجودهم معي في سلوفينيا اعتقدت أنني كنت في سلوفينيا ، حيث زرت للتو ليوبليانا - العاصمة - قبل الذهاب إلى كوبنهاجن".
في الذكرى الخامسة والثلاثين للحادث ، في عام 2007 ، ذكر رجل الإطفاء زدينكو كوبيك: "سمعت صوتًا يشبه صوت هبوط طائرات عسكرية.. نظرت إلى السماء ورأيت جثثًا وحقائب وقطعًا من الطائرة تتساقط ".
يعتقد البعض أن الحظ لعب مع فيسنا فولوفيتش دور في مساعدتها على النجاة من السقوط البالغ 33000 قدم، بينما هي كان لها رأي أخر حيث قالت: "لو كنت محظوظة ، لما تعرضت لهذا الحادث أبدًا ، وكان أبي وأمي على قيد الحياة، لقد دمر الحادث حياتهم أيضًا، ربما ولدت في المكان الخطأ ربما كان مكانًا سيئًا".
عادت فولوفيتش للعمل في الخطوط الجوية اليوغوسلافية في وقت لاحق في عام 1972 ، ولكن إلى وظيفة مكتبية تفاوضت من خلالها على عقود الشحن ، وليس كمضيفة طيران، لقد أرادت استعادة وظيفتها كمضيفة طيران واختلفت مع شركة الطيران على أنها ليست بصحة جيدة لاستئناف ذلك.
وهنا تذكر فيسنا فولوفيتش: "لم يكونوا يريدونني لأنهم لم يريدوا الكثير من الدعاية حول الحادث.. بعد حوالي 18 عامًا من عودتي إلى العمل، أجبرتني شركة الطيران على التقاعد لمحاولتها إقناع زملاءها بالعمل بعدم التصويت لصالح سلوبودان ميلوسيفيتش، القومي الصربي والرئيس، وتظاهرت في الشوارع ضده، وقد توفي في السجن قبل صدور حكم في محاكمته بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".
في عام 2008 ، قامت السيدة فولوفيتش بحملة للحزب الديمقراطي للرئيس بوريس تاديتش، مؤكدة أنها قررت أن تصبح مضيفة طيران عندما رأت صديقًا يرتدي زيها في الخطوط الجوية اليوغوسلافية وفكرت ، "لماذا لا.. يجب أن أكون مضيفة جوية"، وكانت تعمل في شركة الطيران لمدة ثمانية أشهر فقط عندما وقع الحادث.
وقد تم الإبلاغ عن وفاة فيسنا فولوفيتش ، في 23 ديسمبر 2016 عن عمر 66 عامًا، حيث قالت صحيفة بليك اليومية الصربية إن صانعي الأقفال اكتشفوا جثتها في شقتها بعد أن فتحوا الباب بالقوة. وقالت إحدى الجارات إنها اتصلت بشقيق السيدة فولوفيتش بعد أن لم ترد فولوفيتش على مكالماتها الهاتفية.
كانت فولوفيتش ، مطلقة ، تعيش على معاش تقاعدي صغير ، مع ثلاث قطط ، عند وفاتها وذكرت الإذاعة الصربية وفاتها دون إبداء أسباب.
وتم تكريم فيسنا فولوفيتش من قبل جوزيب تيتو، الزعيم الشيوعي ليوغوسلافيا، واحتفل بها كبطل قومي، كما سجلت المغنية الشعبية الصربية ميروسلاف إيليتش أغنية "Vesna the Stewardess" تكريما لها.
اقرأ ايضا || حكايات| غيبوبة منحته قدرات خارقة .. «هاركوس» يكشف أسرار سقوط الطائرات
