نداء فى الهواء

النت.. والألغاز الثلاثة !

إسماعيل على
إسماعيل على

تخيل أن طريقا مكونا من ست حارات.. فجأة وبدون مقدمات يفرغ حمولته فى حارتين ، هذا هو حال النت فى بلادنا باختصار شديد.
تأتى سرعات النت من كابلات المتوسط بالجيجابايت لتتحول عندنا إلى ميجابايت - الجيجابايت تساوى 1024 ميجابايت - لك أن تتخيل الفرق بين سرعة الصاروخ والتوكتوك.. وان كان ذلك يتجاوز قدرات شركات النت الا أن طريق الألف ميل يبدأ بخفض بدلات ومكافآت وأرباح كبار الموظفين والمهندسين فى تلك الشركات والتى تتجاوز لكل منهم عشرات الآلاف من الجنيهات علماً وأن قطاع الاتصالات هو الجهة الوحيدة التى حققت مكاسب هائلة فى ظل جائحة كورونا.
ولعل اللغز الأول الذى يحيرنى دائما بعد سداد اشتراك النت الشهرى وعودتى للمنزل أجد الاستهلاك قد تجاوز الـ 6 جيجابايت قبل أن أقوم بفتح الجهاز!!
أما الثانى هو كثرة الأعطال.. فبعد جهد جهيد يتجاوز النصف ساعة تصل للدعم الفنى ، تتحدث إلى موظف الاستقبال وكأنه كمبيوتر - حافظ مش فاهم - إيه المشكلة يافندم.. النت عطلان.. لمبة DSL منورة : نعم.. ثابتة ولا مرتعشة.. ثابتة جميل.. لمبة الأنترنت منورة.. لا.. طيب يافندم : لحظة خليك معايا.. بعد عشر دقائق.. دلوقتى إيه الأخبار اللمبة نورت.. نعم.. ثابتة.. نعم.. بسيطة يافندم كل اللى عملته إنعاش للرواتر.. بعد أسبوع.. لمبة DSL غير ثابتة والنت عطلان.. يأتى الفنى: الوصلات تمام والعيب فى الصندوق بالخارج.. تعود الخدمة بعد يومين.
وآخر الألغاز والمنصوص عليه فى التعاقد والمعمول به فى كل دول العالم هو تعويض العميل عن المدة التى توقف النت فيها.. فاذا توقف النت 48 ساعة يتم تعويض العميل عنها بمدة مماثلة ، ولكن شركاتنا أطال الله فى عمرها تسجل شكوتك فى رقم ولايتم تعويضك على الاطلاق بل على العكس تقطع الخدمة عنك إذا تجاوزت دقيقة واحدة بعد منتصف الليل.
أشعر بالشفقة على الهيئات والمؤسسات والجهات الحكومية وغير الحكومية التى تعلن كل يوم عن رقمنة خدماتها لأننى أعرف مسبقا أن هذه الخدمة سوف تختفى بعد أيام.. والأمثلة كثيرة خدمات قراءات عدادات المياة والكهرباء والغاز اختفت ربما قبل أن تبدأ.. ثم تأتى الطامة الكبرى مع أولادنا الطلبة والتعليم أون لاين عندما يصبح أكثر من مليون طالب وطالبة من الثانوية فقط على اللاين.. الحل فى بنية تحتية واحترام العقود والعقول وكسر الاحتكار.