سعاد محمد توقع أول عقد في حياتها بـ 36 جنيها

سعاد محمد
سعاد محمد

أوفدت إذاعة الشرق الأدنى التي عرفت فيما بعد باسم «صوت بريطانيا» حليم الرومي إلى لبنان للبحث عن أصوات جديدة وفي ليلة عاصفة ممطرة من شهر نوفمبر 1945 وصل الرومي إلى بيروت وذهب إلى مطعم أبو عفيف بميدان ساحة البرج وهو المكان المختار لأهل الفن فالتقى هناك بالاستاذ محمد علي فتوح وتناولا معًا طعام العشاء، وفي أثناء ذلك شرح الرومي لصديقه المهمة التي جاء من أجلها، فقال له : تعال معي لاسمعك صوتًا جديدًا، قلت له: ما هو اسم صاحبته؟ قال: سعاد محمد.

يقول الأستاذ حليم الرومي: «كان الوقت قد جاوز منتصف الليل، ولم يملهني إلى اليوم التالي، بل دعاني بكل حماس، للذهاب إلى بيتها في التو واللحظة، وركبنا سيارة فورد عتيقة من موديل 1925 وقفت بنا أمام بيت متواضع ثم طرق الباب ودخلنا بيت المطربة الجديدة، فإذا بنا في مسكن ليس به أثاث أو رياش، كان مظهره يسدل على البؤس والفاقة وكانت الصعوبة في أن نجد مكانا نجلس فيه، وعندما سمعت أني أتيت للبيت لأسمعها كادت تطير من الفرح وانطلقت تغني في نشوة لا حد لها، أغنية أم كلثوم: (غني لي شوي شوي)».

اقرأ أيضًا: وجبة من يد فايزة أحمد تصيب «الموجي» بالتهاب الأمعاء

ويضيف الرومي: «ما إن سمعت صوتها حتى أحسست أن الأرض تميد بي، وشعرت كأنني أصبت بدوار فأمسكت رأسي بيدي لأنه خيل لي أني دخت فقد فعل بي صوتها فعل السحر، لأنه كان صوتًا غير غادي، لم اسمع مثله من قبل، ولكني خرجت من عندها في تلك الليلة وتظاهرت أمامها وأمام أخيها بعدم الاهتمام خوفًا من أن يغاليا في طلب الأجر، عند توقيع عقد الاتفاق ووعدتهما بزيارة أخرى ووقعنا العقد».

ويؤكد في كتاب «أنغام من الشرق» للكاتب محمد السيد شوشة، قائلًا: «كان العقد الذي وقعته يشترط القيام برحلة إلى يافا، للغناء في الإذاعة لمدة شهرين بمرتب شهري قدره ثلثمائة ليرة لبنانية أي 36 جنيهًا مصريًا، ومنذ ذلك الحين بدأت أضع لها الألحان وأتعهد صوتها بالصقل والتعليم وتقوم لغتها من حيث سلامة النطق الذي شوهه من سبقوني في تعليمها».