«نصرة» تقتل أخيها بمساعدة زوجها وأصدقاءه

مدرية أمن قنا
مدرية أمن قنا

جريمة غامضة، بطلها جثة مجهولة الهوية، ومتحللة  كانت مكبلة بالحبال مربوطة بـ"ملة سرير" و "حجارة"، عُثر عليها في ترعة المعنا بـقنا، ثاني أيام رمضان، اختفت معالم الجثة تماما، لم يكن باستطاعة أحد التعرف على ملامحها، إلى أن عثر هوية القتيل لرجل ستيني، يدعى محمد.م.س، بعد أن عُثر على بطاقته الشخصية بحوزته.

بدأت الأجهزة الأمنية، في وضع خطة محكمة، لكشف ملابسات الواقعة، ترأسها اللواء محمد ضبش، مدير المباحث الجنائية وقتها، والعقيد حمدي أبو القاسم، مفتش المباحث، والرائد محمد إيهاب، رئيس مباحث بندر قنا، والنقيب بسام حمزة، معاون أول المباحث، والنقباء عبدالرحيم السمان، ومصطفى القاضي، وأدهم أبو الخير، وعبد الله عبد الرازق، معاوني مباحث البندر ومركز قنا.

أرهقت الجريمة، الأجهزة الأمنية، فالمجني عليه بينه وبين عائلته وآخرين خلافات ثأرية، إلى جانب مشكلات أخرى بينه وبين أقاربه من الدرجة الأولى، وأنه دائمًا لديه رغبة في الزواج من أكثر من واحدة، كل هذا جعل الأجهزة الأمنية بقنا، توسع دائرة الاشتباه حتى تمكنت في 3 أيام من كشف ملابسات الواقعة.

التحريات الأمنية، اتهمت شقيقة المجني عليه، في العقد الرابع من العمر، بقتل شقيقها، بمساعدة زوجها، واثنين من أصدقائه، لأنه دائمًا ما يتعدى عليها بالضرب المبرح، فضلًا عن السب والقذف، ويطلب منها أموالًا حتى يتزوج مرة أخرى، لذلك خططت للتخلص منه، على حد اعترافاتها.

في شقة بمنطقة النحال، بمدينة قنا، تسكن المتهمة مع زوجها، خططت لتنفيذ جريمتها، بعد أن فاض بها الكيل من أفعال شقيقها والذي كان دائم التعدي عليها بالضرب.

اتصلت المتهمة بشقيقها، وأخبرته أنها في حاجة إليه، لمناقشة بعض الأمور العائلية المهمة، وأنها تنتظره في مسكنها، واتصل زوجها، بالاتصال باثنين من أصدقائه، للحضور في نفس الوقت.

بدأت المتهمة مناقشة شقيقها، المجني عليه، ثم تطورت المناقشة إلى مشادات كلامية، كان مخطط لها مسبقًا، وعندما ثار غضبه وحاول أن يتعدى على شقيقته بالضرب كعادته، دخل الزوج وأصدقاؤه، في مشادات معه، هدفها التخلص منه، لتنفيذ جريمتهم.

المشادات تطورت بين الزوج وأصدقائه، وبين المجني عليه، مما دفع المتهمون، إلى التعدي عليه، وطرحه أرضيًا، وتكبيل يديه من الخلف بحبال غسيل، وربطه والتعدي عليه بالضرب المبرح.

استعان أحد أصدقاء الزوج، وهو سائق، بسيارة ربع نقل، مستغلًا وقت حظر التجوال، وأخبر السائق، أنه يريد نقل "عفشة" من منطقة النحال، وحضرت السيارة أسفل الشقة، وتم تحميل كمية قليلة من العفش لإيهام السائق، وبعدها تم وضع المجني عليه في إلى جانب العفشة، وهو في حالة إغماء.

انطلق أحد الجناة مستقلًا دراجة بخارية، للسير أمام السيارة، لمراقبة الوضع، حتى وصلت السيارة إلى ترعة بمنطقة الجبلاو، وهناك ألقوه حيًا في الترعة، ومكثوا هناك حتى علموا أن جثته فارقت الحياة، وعادوا على أمل ألا ينفضح أمرهم، لكن سرعان ما كشفت الأجهزة الأمنية غموض الواقعة، بعد أن جرف التيار الجثة، لتظهر في ترعة المعنا.

أدلت المتهمة باعترافاتها أمام النيابة العامة، وقامت بتمثيل الجريمة برفقة شركائها، موضحة أن شقيقها دائمًا ما يتعدى بالضرب عليها وعلى أشقائها وأطفالهم، ويسبهم بشكل مستمر، ويقذفهم بألفاظ قبيحة، فضلًا عن أنه دائمًا ما يختلق مشكلات مع زوجها، ويحرجه أمام أبنائه، ودائمًا ما يطلب أموالًا عنوة منهم.

تم إحالة القضية إلى النيابة العامة ومنها إلى محكمة الجنايات التي عاقبت المتهمة بإحالة أوراقها إلى المفتي.

اقرأ أيضا| مديرية أمن أسوان تواصل حملاتها بمختلف المدن والمراكز