الكوارث الجوية| أرادوا دخول التاريخ.. فانفجرت بهم الطائرة

الطائرة الإثيوبية المنكوبة
الطائرة الإثيوبية المنكوبة

مرت الدقائق على قائد الطائرة البوينج ٧٦٧، والركاب كالدهر، وأصابتهم حالة من الذعر والهلع عندما قام ثلاثة أشخاص باختطاف الطائرة تحت التهديد بالانفجار، وحاز أحدهم قنبلة، وبعد كل المحاولات التي باءت بالفشل، سقطت الطائرة في مياه البحر أثناء تحليقها بجزر القمر، وانفجرت بعد نفاذ الوقود، ولقي ١٢٠ راكبا مصرعهم، فيما نجا ٥٥ شخصا.

البداية عندما أقلعت الطائرة التابعة للخطوط الجوية الإثيوبية وتحمل رقم رحلة 961 من العاصمة الإثيوبية "أديس أبابا" إلى أبيدجان عن طريق العاصمة الكينية نيروبي، يوم 23 نوفمبر من العام 1996، حيث فوجئت الجميع بأحد الأشخاص يتوسط ممر الطائرة ممسكا بيده "بلطة" صغيرة من النوع الذي يوجد على متن الطائرة للاستخدام في حالة الطوارئ، وبيده الأخرى زجاجة من الخمر، وهرول إثنان أخرين يحمل أحدهما طفاية حريق، واقتحما كابينة القيادة، ودون أية مقدمات أنهالا على مساعد الطيار بالضرب المبرح، وتهديده بتفجير الطائرة زاعمين بأن بحوزتهما قنبلة، بينما تعلو صرخات الركاب، من شدة الخوف والهلع، وفي تلك اللحظة قام أحد المختطفين بنزع سماعة الرأس عن الطيار، وجهاز اللاسلكي لعدم التحدث مع موظفي برج المراقبة.

لم يقدم المختطفين أية مطالب غير رغبتهم في التحدث مع السلطات الأثيوبية، كما رفضوا السماح لقائد الطائرة بالهبوط في مطار "موروني"، بعدما أخبرها بأن وقود الطائرة على وشك النفاذ، واستمر الطيار في التحليق إلى أن وقعت الكارثة، وسقطت الطائرة في البحر، وعلى بعد كيلو مترات من مطار "موروني" الدولي، وانقسمت إلى ثلاثة أجزاء.

على الفور توجه إلى جزيرة موروني فريقا عسكريا من فرنسا للمشاركة في عمليات الإغاثة، كما بعثت إسرائيل بطائرة تشارك أيضا في البحث، بعدما صرح أرون مجهين مدير مطار "مسهار الدولي" في بومباي بأن ٤٢ راكبا ضمن ركاب الطائرة المنكوبة، كانوا ركاب ترانزيت قادمين من بومباي، وأعدوا على متنها في أيدي أبابا، وتبين أن قنصل عام الولايات المتحدة بومباي وزوجته كانا أيضا من ضمن الناجين.

أقرأ أيضا.. الكوارث الجوية| الرحلة 123 تنهي حياة 524 شخصًا بينهم 12 رضيعًا.. صور

ومن الغريب أن بعد تحطم الطائرة نجا ٢ من المختطفين، بينما لقي الثالث مصرعه، ومن على فراشه داخل مستشفى "المعروف للجزيرة، صرح قائد الطائرة والذي نجا أيضا من الكارثة، بأن المختطفين أرادوا أن يدخلوا التاريخ، ولم يحسبوا حساب تلك الكارثة، وأنهم كانوا يريدون الذهاب إلى استراليا، ولم يحددوا أية طلبات أخرى، وانتزاع أحدهم لعجلة القيادة منه، وعدم السماح له بالتحدث إلى برج المراقبة مع اقتراب الطائرة من جزر القمر، وقد تعرف الطيار، ومساعده على الإثنين المختطفين في عداد الناجين.

وتضاربت الأرقام حول عدد الركاب حيث قالت وكالة رويترز أن عددهم ١٧٥، بينما قالت وكالة فرانس برس أنهم ١٨٠، ونجا من الموت ٥٢ شخصا بينهم مختطفا الطائرة اللذان اعتقلتهما شرطة جزر القمر، ولم تعرف بعد مطالبهما، ولكنهما كانا يريدان التفاوض مع السلطات الأثيوبية، وأعلن أنه من بين الناجين السفير الأمريكي في الهند وزوجته، وقمصان إيطاليا في موريشيوس، كما أعلنت إسرائيل أن ٨ إسرائيليا كانوا بين ركاب الطائرة، ولم يعرف شيئا عن مصيرهم بعد.