حكايات| مأساة «أبو البنات» بالعريش.. 8 شقيقات نصفهن «كفيفات»

الأب وبناته
الأب وبناته

أسرة تعيش بمدينة العريش محافظة شمال سيناء، بين أفرادها 4 فتيات أصبن بالعمى منذ ولادتهن، أنفق الغالي والنفيس في سبيل أن يرين لكن طبيبا أجنبيا نصحه بالتوقف فالطفل يصاب بفصل في الشبكية وهو في بطن أمه.

 

جاءت الأسرة من الفيوم للإقامة في مدينة العريش، بعد حرب أكتوبر 1973، وتزوج عبدالله الأب من قريبته  سعدية عبدالجيد، واستمرت حياته منذ تاريخ وصوله للإقامة في سيناء.

 

لكن بعد الإنجاب وجدت الأسرة نفسها تعاني من إصابة 4 فتيات بين أفرادها "بالعمى"، وليس أمامها سوى التعامل معهن بحكمة وصبر من أجل أن تسير الحياة علي طبيعتها.

 

 

ولكن كان العائق الذي يقف في طريق الأب هو توفير متطلبات أسرته في ظل محدودية الدخل لدرجة أنه لم يتمكن من إجراء أي عملية جراحية من أجل عودة البصر إليهن، لكنها إرادة الله التي استقرت في يقين الأبوين حتى تمضي بهما الحياه إلى بر الأمان.

 

الآن، يتقاضى الأب معاشا تأمينيا وأجرى عملية تركيب دعامات في القلب حتى بات لا يقوى على الحركة أو القيام بأي بمجهود حفاظا على صحته.

 

بينما الزوجه تعمل في محل بيع ورقيات للإنفاق على أفراد الأسرة، فهي الوحيدة التي تعمل من بين أفراد الأسرة أما الابنة سيدة فهي كفيفة وتم تعيينها ضمن نسبة الـ5% بمديرية الشباب والرياضة في شمال سيناء.

 

اقرأ أيضا| حكايات| محمد زيد.. «مصري طائر» بدون قدمين

 

يقول الأب ميزار: "إنه يعمل باليومية منذ أن جاء إلى مدينة العريش، وقد رضي بقضاء الله وقدره، فلم يقصر يوما مع بناته وتردد على المستشفيات مع أول مولوده رزق بها، وكانت كفيفة وعرضها على عدة أطباء من بينهم طبيب أجنبي وبعد عدة فحوصات أخبره بأن الطفل يصاب بفصل في شبكية العين وهو في بطن أمه، وهو عند عمر 6 أشهر، ونصحه بألا يجري عمليات جراحية".

 

واصل الأب حياته وأنجب لكن المفاجأة أنه كان يرزق بطفلات واحدة كفيفة وأخرى مبصرة، حتى أصبح لديه 12 ابنا وابنة ٨ فتيات و٤ أولاد ومن بين الفتيات هناك 4 أصبن بالعمى.

 

أما الأم سعدية فأكدت أنها تعاملت مع الفتيات الأربع اللاتي لا يرين بلغة حساسة للغاية فكانت تستجيب لاحتياجاتهن بصبر، خاصة في مرحلة الطفولة وقد ساعدها في ذلك وجود 4 فتيات يتمتعن بنعمة البصر.

 

وتضيف: "عمرى ما يئست فى يوم من الأيام أو قلت إنى مليت وزهقت كل يوم باهتم بيهم يمكن أعوضهم شوية عن نعم البصر.. البنات الأربعة علموني حاجات كتير، أهمها الصبر والرضا، علمونى إنى ما يأسش أبدا وإن إيمانى يزيد أكتر بربنا، وانا باعتبر أنهم نعمة كبيرة واكبر نعمة ربنا أعطاها لي في حياتي".

 

وحين حلت مناسبة زفاف نجلتهما سيدة ميزار عبدالله، وهي من فريق أصحاب البصيرة، فوجئت بدعم واسع من المجتمع المدني عبر تجهيز شقه الزوجية، ثم مناشدة أخرى تم إطلاقها عبر فيسبوك توجت بموافقة الرئيس عبدالفتاح السيسي على منح العروسين شقة.

 

واليوم وبعد أن كبر الأب والأم، وأصبحت الفتيات الأربعة الكفيفات في حاجة إلى من يعولهن لا تزال طلباتهن بتوفير وظائف هي أمنية العمر وتبحث عمن يسجيب لهن.