في ذكرى وفاته.. رحلة «الرومي» فيلسوف الصوفية وصحبته لـ«التبريزي»

الرومي
الرومي

«إنَّ هذا العالم أقصر من شهقة وزفيرها فلا تغرس فيه إلا بذور الحب».. من أبرز أقوال فيلسوف الصوفية الأول «جلال الدين الرومي»، 
في مثل هذا اليوم .. انتقل مولانا جلال الدين الرومي في 17 ديسمبر 1273م وحمل نعشه أشخاص من ملل خمسة إلى قبر بجانب قبر والده وسمي أتباعه هذه الليلة بالعرس ومازالوا يحتفلون بهذه الليلة إلى الآن.
ميلاده
ولد «جلال الدين الرومي»، في 30 سبتمبر1207 الموافق 6 ربيع الأول 604 هجريًا بمنطقة بلخ في أفغانستان.
عائلته
كانت عائلة جلال الدين الرومي، تحظى بمصاهرة البيت الحاكم في "خوارزم"، وكانت أمه مؤمنة خاتون ابنة خوارزم شاه علاء الدين محمد.
وكان والده بهاء الدين يلقب بسلطان العارفين لما له من سعة في المعرفة والعلم بالدين والقانون والتصوف.
«الشعر الصوفي» في حياته
عند قدوم المغول، هاجرت عائلته هرباً إلى نيسابور، إذ التقى الرومي هناك الشاعر الصوفي فريد الدين العطار، الذي أهداه ديوانه أسرار نامه والذي أثر على الشاب وكان الدافع لغوصه في عالم الشعر والروحانيات والصوفية، ومن نيسابور سافر مع عائلته وهناك لقب بجلال الدين، ثم تابعوا الترحال إلى الشام ومنها إلى مكة المكرمة رغبة في الحج وبعدها، واصلوا المسير إلى الأناضول واستقروا في كارامان لمدة سبع سنوات حيث توفيت والدته.
تلقيه العلم
في عام 1228م توجه والده إلى قونية عاصمة السلاجقة بدعوة من علاء الدين كيقباد حاكم الأناضول واستقروا بها حيث عمل الوالد على إدارة مدرستها.
وتلقى جلال الدين، العلم على يدي والده «سلطان العارفين»، ويد الشيخ سيد برهان الدين محقق من بعد وفاة والده لمدة 9 سنوات ينتهل علوم الدين والتصوف منه.

شاهد أيضا : شاهد| هند صبري تستعين بالطريقة الصوفية للسعي وراء الحب


رفضه العنف ضد المرأة
كان "فيلسوف الصوفية وسلطان العاشقين" جلال الدين الرومي، يقدس المرأة ويحث موريديه على تقديرها واحترامها والتعامل معها بحب ومودة ورحمة، ويرفض العنف الذي يتعامل به بعض الرجال مع المرأة ومن أشهر أقواله عن المرأة:
"للمرأة حضور خفي لا يراه ويهتدي به إلا رجلا متفتحا عارفا. . فهناك نوع آخر من الرجال بداخلهم حيوان محبوس! ليت هؤلاء يقوّمون أنفسهم أولا‌.. ليتهم يعرفون أن المحبة والتفهم هي ما تجعلنا بشراً، أما الشهوة والحمّية.. فلا‌! ربما كانت المرأة نوراً من نور الله.. ربما كانت خلا‌قة وليست مخلوقة، ربما هي ليست مجرد ذلك الشكل الأ‌نثوي الناعم الذي تراه!"
لقاءه بـ«محي الدين بن عربي»
وفي عام 1240م توفي برهان الدين فانتقل الرومي إلى مزاولة العمل العام في الموعظة والتدريس في المدرسة، وخلال هذه الفترة توجه الرومي إلى دمشق، والتقى فيها الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي صاحب كتاب الفتوحات المكية.
وأهداه بعض أعماله العربية، وقضى فيها أربع سنوات حيث درس مع نخبة من أعظم العقول الدينية في ذلك الوقت، بمرور السنين تطور جلال الدين في كلا الجانبين: جانب المعرفة وجانب العرفان.
صحبة «شمس الدين تبريزي»
في عام 1244م وصل إلى مدينة قونية الشاعر الصوفي شمس الدين تبريزي، باحثاً عن شخص يجد فيه خير الصحبة وقد وجد في الرومي ضالته، ولم يفترق الصاحبان منذ لقائهما حتى إن تقاربهما ظل دافعاً لحسد الكثيرين على جلال الدين لاستئثاره بمحبة القطب الصوفي التبريزي.
زيجتان وأربعة أبناء
تزوج الرومي بجوهر خاتون وأنجب منها ولديه: سلطان ولد وعلاء الدين شلبي، وعند وفاة زوجته تزوج مرة أخرى وأنجب ابنه أمير العلم شلبي وابنته ملكة خاتون.
اغتيال التبريزي
وفي عام 1248م اغتيل التبريري ولم يعرف قاتله ويقال إن شمس الدين التبريزي سمع طرقاً على الباب وخرج ولم يعد منذ ذلك الحين. 
حزن الرومي على موت التبريزي وأحبه حباً عميقاً خلف وراءه أشعاراً وموسيقى ورقصاتٍ تحولت إلى ديوان سماه الديوان الكبير أو ديوان شمس الدين التبريزي.
وفاته
ظل الرومي حتى مماته، يقدم المواعظ والمحاضرات إلى مريديه ومعارفه وللمجتمع، ووضع معظم أفكاره في كتب بطلب من مريديه.
وانتقل جلال الدين الرومي في 17 ديسمبر 1273م وحمل نعشه أشخاص من ملل خمسة إلى قبر بجانب قبر والده وسمى أتباعه هذه الليلة بالعرس ومازالوا يحتفلون بهذه الليلة إلى الآن.