أستاذ علم اللغة يكشف أسرار اللهجات تزامنًا مع يوم اللغة العربية |فيديو

محررة بوابة أخبار اليوم مع الدكتور محمد أحمد حماد
محررة بوابة أخبار اليوم مع الدكتور محمد أحمد حماد

"اللهجات" و"اللغة العربية الفصيحة" بينهما علاقة لا تنفصل رغم رؤية بعض المتخصصين أن الأصل في الكلام هو اللغة العربية، ولكن لكل زمن وبلد لغة مختلفة، ولمعرفة طبيعة اللهجات في اللغة العربية، حاورت "بوابة أخبار اليوم" الأستاذ الدكتور محمد أحمد حماد أستاذ متفرغ بقسم اللغة بكلية دار علوم جامعة القاهرة.

 

دراسة اللهجات كانت لوضع قواعد اللغة العربية

قال دكتور محمدأحمد حماد: "لقد درس القدماء شيئًا من اللهجات عندما كانوا يقعدون للغة العربية، أو بمعنى أصح عندما كانوا يقعدون لاستعمال اللغة العربية الموافقة للغة القرآن الكريم، ففوجئوا باستعمالات ومستويات أخرى تكاد تخالف لغة القرآن أو تبتعد عنها، ثم التفتوا إلى اللهجات في موضوع القراءات القرآنية عندما وجدوا أن قراءة من القراءات توافق لهجة قبيلة من القبائل، وهذه دراسة من الدراسات القديمة".

 

كنوز دراسة اللهجات موجودة بمجمع اللغة العربية

وأضاف حماد:" واستمر الحال ثم نسيت دراسة اللهجات مع انحصار الحضارة العربية الإسلامية، ثم بُعثت من جديد على يد شيخين كبيرين اشتهرا باللغة العربية ودراستها "العلامة تيمور بك، والعلامة حفني ناصف"، لكن دراستهما للهجات كانت حديثة وقليلة وحجم المنتج كان قليل، وذلك إلى أن أنشئ " مجمع اللغة العربية" ، وكان أحد أهدافه دراسة اللغة العربية القديمة والحديثة، ويقصد بالحديثة اللهجات الموجودة في الوطن العربي كله ، ابتداءًا من العراق انتهاءًا بالمغرب العربي وموريتانيا، وشكلت لجنة أولى اللجان بالمجمع وهي لجنة اللهجات من أعلام وعباقرة اللغة  من بينهم " محمود تيمور، وعباس محمود العقاد وخليل عساكر" وهم أعلام نتمنى أن نكتب سطرًا واحدًا مما كتبوه، ثم اشترك في دراسة اللهجات علماء لغويون كبار من عامة الوطن العربي من العراق ومن الشام ومن فلسطين ومن الجزيرة العربية ومن مصر ومن السودان ومن المغرب العربي، وكان نتاج هؤلاء جميعا منصبا في مجمع اللغة العربية.

دراسة اللهجات نشأت في مصر وانتقلت للمغرب والخليج

واستكمل دكتور حماد :"تراكمت هذه البحوث وهذه الدراسات ودُرست قديما ودرست حديثا مثل "لهجة تميم ، لهجة طيئ، لهجة هزيل"، وهناك علماء ركزوا على ظواهر معينة مثل "الكشكشة" التي تنطق في الخليج العربي، ونطق القاف غين في الخليج والسودان، بالإضاف إلى دراسة مناطق اللهجات، ونشأت هذه الدراسات في مصر ووصلت إلى المغرب والخليج،لاوتم جمع كل هذه الدراسات في أربعة مجلدات بفكرة الأستاذ ثروت عبد السميع، وتم طبعاتها في كتب وصارت مرجعًا لكل من يريد دراسة اللهجات العربية القديمة والحديثة.

 

 

 

اقرأ أيضا| احتفالا بيوم اللغة العربية.. تخفيض ٥٠% على إصدارات دار الكتب

حقيقة لهجات مصر منذ 7000سنة

وأشار أستاذ علوم اللغة إلى بعض الأبحاث المتخصصة في دراسة اللهجات قائلًا:" لدي بعض البحوث الخاصة بلهجات ما قبل الميلاد، قدمتها في بحث " الربط ما بين اللهجات القديمة من 7000 سنة إلى الأن، وهي" الاصول القدمى للاستعمال المحرف المعاصر للهجات ..مصر" ، وعثرت على صوت القاف همزة "قُتيبة..أوتيبة"، واستعمالات المفردات مثل "السماء بتندع، وندع موجودة عند اليمن القديم من 3000عام "، و"الطماطم مفعصة، موجودة أيضًا وكانت الصاد تنطق شين"، وكلمة "عفش" التي ذكرت بمسلسل الضوء الشارد، هي  مستعملة من 7000 سنة في اللهجات العربية.

 

اللغة العربية ولهجاتها ستستمر إلى يوم القيامة

وأكد دكتور محمد أحمد حماد على استمرارية اللهجات واللغة العربية قائلًا: "كما أن اللغة العربية الفصحى مستمرة في الاستعمال منذ أن نشأت إلى الأن والى يوم القيامة فيبدوا إن شاء الله  ان اللهجات سوف تستعمل من القديم وإلى يوم القيامة"

حقيقة التعارض بين اللهجات وبين قواعد اللغة العربية

اللهجات العربية بنات شرعيات للغة العربية الفصحى، مقدار التشابه في المفردات يتعدى 90%، ومقدار التشابه في القواعد الصرفية والنحوية اكثر من 70%، وليس هناك تعارض، ولكن الفكرة في ضبط استعمال اللغة.

 

وضرب أستاذ علوم اللغة مثلا ليوضح العلاقة القوية بين اللهجات العامية واللغة العربية الفصيحة قائلًأ:"انا وانتي الان نرتدي ثياب للخروج والعمل الرسمي،وفي المنزل نتردي ثياب للمنزل وفي المناسبات الرسمية نرتدي الثياب المناسبة لها، و ايضا اللغة في موقف ما يجب أن تستعملين الفصحى وفي موقف آخر  تستعملين العامية وأخر يمكن استعمال الاثنين.