أسرة أنور وجدي تُنذر كمال الشناوي إذا حاول إعادته للحياة

أسرة أنور وجدي تُنذر كمال الشناوي إذا حاول إعادته للحياة
أسرة أنور وجدي تُنذر كمال الشناوي إذا حاول إعادته للحياة

أنذرت أسرة المرحوم أنور وجدي الممثل السينمائي كمال الشناوي بأن يتوقف عن إنتاج فيلم «طريق الدموع» الذي يصور فيه حياة أنور وجدي.

وعرض كمال الشناوي على ليلى فوزي أن تقوم بدورها في القصة فلم تعترض، وعرض على ليلى مراد أن تلعب نفس دورها في قصة أنور وجدي فاعتذر زوجها فطين عبد الوهاب بأن أعصاب ليلى مرهفة ولا تحتمل القياد بهذا الدور.

ومن العجيب أن الذي يتولى توزيع هذا الفيلم والمساهمة بأكبر جزء من رأس المال هي شركة الشرق التي يديرها محمود شافعي زوج شقيقة المرحوم أنور وجدي؛ حيث كان سيخرجه حلمي حليم بالذات من بين عشرات المخرجين لأنه مخرج إنساني يستطيع أن يستخرج العبرة والنكتة والدمعة من حياة المشاهير دون أن يتعرض للنقاط الحساسة في حياتهم ودون أن يجرحهم بدبوس، وتم اختيار المطربة صباح لتحل محل ليلى مراد في دورها.

اقرأ أيضًاجريمة قتل والسبب قطعة جاتوه

وفي حوار أجرته أخبار اليوم في عددها الصادر عام 1960 عن موضوع الفيلم أجاب كمال الشناوي على أسئلتها:

- ماذا تعلم عن أنور وجدي؟ عاشرته سبع سنوات.

- هل عرفته في بداية حياته؟ عرفته وهو مشهور ولكنه كان يروي قصصا كثيرة عن كفاحه وحكايات لذيذة جدا عن أيام الفقر .. إن أنور وجدي من الفنانين القلائل الذين لا يتنكرون لماضيهم بل يفخرون بكفاحهم كمشاهير الفنانين في العالم.

- ولكن طريق أنور وجدي لم يكن مفروشا بالدموع .. كان طريقه مفروشا بالابتسامات والضحكات؟ كانت الابتسامات ترتسم على فمه فقط .. أما الدموع فقد كان يحبسها في عينيه.

- هل تعتقد أن من حقك أن تعرض حياة فنان مشهور على الشاشة دون إذن من أسرته؟

من حقنا أن نعرضها على الشاشة مادمنا لن نتعرض لحياته الشخصية أو لأي فرد من أفراد أسرته .. وهوليوود نفسها عرضت حياة المشاهير من الفنانين الذين انتقلوا إلى رحمة الله وغيرهم من الذين على قيد الحياة.

- ماذا خرجت من دراستك لشخصية أنور وجدي؟ كان إنسان.

- إلى أي حد؟ إلى أبعد حد .. هذه المعلومات لا يعرفها أحد عنه فقد كان يصرف مرتبات شهرية لبعض الأسر وكان ينفق على طلبة في الجامعة، وكان طموحا.

- كل إنسان من حقه أن يكون طموحا.. ليرد: ولكن ليس على حساب صحته.

ولد أنور وجدي في حي الظاهر بالقاهرة، في 11 أكتوبر عام 1904 هاجر والده يحيى وجدي الفتال من سوريا إلى مصر في القرن التاسع عشر لأسباب اقتصادية، وقد كانت والدة أنور هي مهيبة الركابي، وهي سيدة بسيطة من الظاهر .. اسمه الحقيقي هو «محمد أنور يحيى الفتال وجدي»، وأنه اختار لقب وجدي لكي يقترب من قاسم وجدي المسؤول على الممثلين الكومبارس حينما كان يعمل بالمسرح  وكانت أسرة والده بسيطة الحال وكان والده في منتصف القرن التاسع عشر يعمل في تجارة الأقمشة في حلب في سوريا وانتقل مع أسرته إلى مصر بعد أن بارت تجارته مما جعل أسرته تتعرض للإفلاس وتعاني الفقر والحرمان الشديد..

دخل أنور المدرسة الفرنسية «الفرير» وأتقن خلال دراسته اللغة الفرنسية، غير أنه لم يستمر طالبا، فقد ترك الدراسة بعد أن أخذ قسطاً معقولاً من التعليم لكي يتفرغ للفن وأيضاً لأن ظروف أسرته لم تكن تساعد على الاستمرار في الدراسة وعمل في العديد من المهن ولم يكن منتظماً في العمل بسبب عمله كهاوٍ في العديد من الفرق الفنية الصغيرة، لكن عينه دائما كانت على هوليوود، وظل حلم السفر لأميركا يراوده، حتى أنه أغرى زميلين له بمحاولة الهروب معه لأميركا ليعملوا في السينما، لكن محاولتهم باءت بالفشل، فبعد أن تسلّلوا إلى باخرة في بورسعيد، تم ضبطهم. وطرده أبيه من المنزل عندما علم بأنه يريد أن يكون ممثلاً.

ومن بين المواقف التى حدثت بينه وبين الفنانة الكبيرة عقيلة راتب عندما كانا يتشاركان بطولة فيلم «الحياة كفاح»، حيث كانت عقيلة عرفت عن أساليب وجدى فى سرقة الكاميرا، وكانا يستعدان لتصوير مشهد تثور خلاله فى وجه أنور متحدثة عن كفاح المرأة وقدرتها على أن تفعل ما لا يستطيعه الرجل، لاحظت عقيلة راتب أن أنور وجدى يلتفت يميناً ويساراً وينظر للكاميرا بعد أن هيأ المصور الإضاءة استعداداً للتصوير ، ليختر لنفسه الوضع المناسب أمام الكاميرا، فقلت عقيلة : «يا أنور بلاش الحركات دي»..

بدأ تصوير المشهد وقف أنور وجدى أمام عقيلة راتب بطريقة جعلتها تشعر أنه يحاول لفت انتباه الجمهور، فحذرته مرة أخرى دون جدوى، وبعدها توقفت عن التمثيل وأصرت أن يحدد المخرج المكان الذى يقف فيه أنور وأن يلتزم هو بالحدود التى يرسمها المخرج، وبدأ التصوير مرة أخرى ولكن أنور لم يستطع أن يمنع نفسه من الحركة محاولاً كعادته سرقة الكاميرا، فما كان من عقيلة راتب إلا أن غادرت الاستديو، وتعطل العمل يومين حتى وافقت أن تعود بعد أن وعد أنور بعدم سرقة الكاميرا مرة أخرى، كما جاء في عدد مجلة الكواكب عام 1953.