دراسة تكشف تفاصيل رعاية الأطفال في عصور ما قبل التاريخ

دراسة «أنثروبولوجية» عن الطفولة في عصور ما قبل التاريخ
دراسة «أنثروبولوجية» عن الطفولة في عصور ما قبل التاريخ

أعد الباحث المصري، ياسر الليثي، دراسة أنثروبولوجية القت الضوء على الطفولة خلال عصور ما قبل التاريخ. 


ويشير الباحث الأنثروبولوجي إلى أن السجلات الأحفورية والأثرية تخبرنا أنه تم الاعتناء بالصغار بعناية خاصة خلال معظم فترات العصور الحجرية مما يوفر صورة بعيدة كل البعد عن تلك الصورة النمطية الطبقية المنبثقة من أفكار ليس لها أي أساس علمس بأن تلك المجتمعات القديمة كانت مجتمعات قاسية مع أضعف أعضائها ألا وهو الطفل. 


وربما كان الأولاد والبنات في عصور ما قبل التاريخ يقسمون وقتهم بين المهام الصغيرة للمجتمع مثل جمع الحطب أو حمل المياه ، مع تدريب يو مي أساسي في أمور مثل الصيد ، ومعرفة النباتات ، وتصنيع الأواني الصغيرة ، إلخ ... وبالطبع ، اللعب.

 

اقرأ أيضًا: الصوت أم الإشارة.. أيهما أقدم كلغة تواصل بين البشر؟

 

ويلقي خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار الضوء على هذه الدراسة موضحًا أن كهف (روفينياك) في فرنسا يشتهر بلوحاته الرائعة لحيوانات الماموث العليا من العصر الحجري القديم ووحيد القرن الصوفي, و لكن لم يكن هناك ذلك فقط، فقد اكتشف فريق من جامعتي كامبريدج و والدن لوحات تعود إلى 13000 عام  رسمها الأطفال من الفتيان والفتيات بتقنية رسم خاصة بهم كونهم أطفال.

 

تتكون هذه التقنية من تحريك الأصابع فوق سطح الطين الناعم ( و هو ما يسمي ب"أصابع الطين" ) للسقف والجدران، وبالتالي رسم أشكال هندسية متعرجة أو منحرفة أو حتى أشكال حيوانية بدائية من خلال عمق وعرض الأخاديد وقد تمكن علماء الآثار( ليزلي فان جيلدر ) و (جيسيكا كوني) من التعرف على أعمال أربعة أطفال تتراوح أعمارهم بين ثلاث وسبع سنوات حيث تنتمي معظم البصمات الموجودة في الرسوم إلى أصابع فتاة تبلغ من العمر خمس سنوات.

 

ويتابع بأنه لإعادة إنشاء هذه الرسومات ،قام الفريق بتجربة، للوصول إلي التقنية الحركية المطلوبة لإنجاز تلك الرسوم , فتوصلوا إلي أن تلك التقنية كانت تتطلب الوقوف تحتها مع حركة الوركين الدائرية حتى القدمين بدلاً من مجرد حركة الجزء العلوي من الجسم ومن هنا يمكن القول أنهم ليسوا فقط أطفال بل أنهم أطفال رسموا تلك الرسوم في نفس الوقت الذي كانو يرقصون و يلعبون فيه  وأن كل نقوش الأطفال تلك توجد في نفس الحجرة من الكهف و هي الحجرة رقم A1 ،كانت بمثابة نوع من غرف اللعب, يحتمي بها الأطفال و يلعبون أثناء الأيام الممطرة؟ وكل هذا يثبت أنه كان هناك دائما وقت للحنان، أيضا في كهوف ما قبل التاريخ.