التغذية المدرسية.. بدأت في الأربعينيات للتلاميذ الفقراء

 مدارس مصر فى أربعينيات القرن الماضى
مدارس مصر فى أربعينيات القرن الماضى

في عام 1938 فكرت وزارة المعارف في مشروع تغذية التلاميذ الفقراء، بعدما لمست ضعفهم وشدة حاجتهم إلى التغذية، وجمعت لذلك أموالا ورصدت أخرى ونفذ المشروع، واستمر تنفيذه بضعة أشهر ثم وقف لعدم وجود المال.

ورأت وزارة المعارف أخيرًا، أن تعهد بتنفيذ هذا المشروع إلى وزارة الشئون الاجتماعية لوجود اعتمادات لديها خاصة بذلك، ولأن هذا العمل يتمشى مع طبيعة مهمتها.

ونذكر بهذه المناسبة أن للدكتور محمد خليل عبد الخالق بك، أستاذ الطفيليات بكلية الطب ومدير معهد الأبحاث وأقسام الأمراض المتوطنة بوزارة الصحة، رأيا في هذا الموضوع يفضل لمن يهمهم الأمر أن يعنوا به لما لصاحبه من المكانة العلمية الممتازة.

ويتلخص رأي الدكتور محمد خليل عبد الخالق في هذا الموضوع، في أن كل مال ينفق في سبيل تغذية التلاميذ من دون علاجهم من الأمراض الطفيلية إنما يضيع معظمه هباء، إذ أثبت الفحص أن نحو 90% من هؤلاء التلاميذ مصابون بالأمراض الطفيلية كالبلهارسيا والأنكلستوما، وأن هذا هو سبب ضعفهم وشحوب لونهم وضعف ذاكرتهم.

ولن تفيد تغذية هؤلاء الأطفال شيئا يذكر ما دامت هذه الأمراض فيهم، إذ يظلون ضعاف البنية وضعاف الذاكرة شاحبي اللون، مهما كانت العناية بتغذيتهم.

وأجريت تجارب أيدت هذه النظرية، وكشفت عن ظاهرة أخرى هي أنه كثيرا ما يكون سبب رسوب التلاميذ في الامتحانات وركونهم إلى الكسل وفتور همتهم هو إصابتهم بالأمراض الطفيلية.

وعالج أصحاب هذه التجارب هذا النوع من التلاميذ فانقلبوا بعد شفائهم مثالا للتلاميذ المجدين المملوئين نشاطا وصحة، وكثيرا ما يشعر المصابون بالأمراض الطفيلية، وبخاصة المصابين بالانكلستوما للجوع المستمر مهما تناولوا من غذاء، ذلك لأن الديدان التي في أمعائهم تلتهم هذا الغذاء وتستولي على العناصر الهامة فيه فلا يفيدون من غذائهم شيئا.

«المصرى» 30 يناير 1941