«قدموا أقاربهم كقرابين».. القصة الكاملة للسقوط في هاوية «الوهم الفرعوني»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تعتبر حوادث البحث عن الآثار وفتح المقابر الفرعونية، بحثًا عن الثراء السريع، هي من أخطر الجرائم، حيث أن البعض يتمكن منه الوهم، ليضحي بأقرب الناس إليه كقرابين، في مقابل ما يأمره به الدجال، وما هو إلا ساحر ويقوم بأعمال السحر، وهو شخص يطلق عليه شيخ العزيمة، يقوم بقراءة الطلاسم، واستحضار الجن، بدماء الأطفال،  من أجل أحلام الرغد والثراء التي تدفع ضحايا التنقيب عن الآثار لدفع كل ما هو غالي وثمين نظير الوصول إلى هدفهم في باطن الأرض، حتى أصبحوا دمى متحركة في أيدي تجار الآثار وبائعي الوهم.

في هذا التقرير نرصد قصص وحكايات مرعبة من واقع جرائم الدجالين:


«مزق جسد شقيقه» لأشلاء


في القليوبية أوهم مشعوذ أحد ضحاياه اللذين يحلمون بالثراء من خلال التنقيب عن الآثار، بوجود كنوز مدفونة تحت منزله، ولا يمكنه الحصول عليها إلا بعد تقديم قربانا للجن من دم أحد أقاربه قبل التنقيب، الأمر الذى دفع الشاب إلى تمزيق جسد شقيقته أشلاء، حيث قام الجاني بدعوة شقيقته إلى المنزل لتناول الغداء معه، ثم قتلها ومزق جثتها إلى أشلاء، بعثرها حول المنزل، وبعد كل هذا لم يجد ضالته وانتهى به الأمر حبيسا خلف القضبان.

 

«قتل طفلته» وقدمها قربانا للجن


طلب أحد الدجالين والمشعوذين من أحد المنقيين، قربانا عن طريق قتل ابنته البكر، في قرية غمازة الكبرى بالصف في الجيزة. 
وتقول والدة الطفلة "مي" المجني عليها، عمرها 6 سنوات، أن والد الطفلة أصابه الجنون تنقيبا عن الآثار تحت المنزل، حتى أخذ ابنته وقتلها بناء على طلب أحد المشعوذين، التنقيب عن الآثار ليس من فترة بسيطة، وعندما يسأله أحد عن سبب الحفر يقول: نحن بصدد عمل بئر للصرف الصحي.

اقرأ أيضا| وهم البحث عن الآثار بالفيوم


وتستكمل والدة الطفلة "مي" المجني عليها، يوم الحادث أخذها والدها ليشتروا خبز، وفوجئت بالأهالي يبلغوني أنه أخذ ابنتي كي يعزم عليها ويقدمها قربانا للجن، ويعدما عثرنا على جثتها وجدنا في شعرها كيس صغير به أرز ونحاسه، وأثار خنق في رقبتها، وقدماها به أثار ضرب وفروة رأسها ودماءها متناثرة في كل مكان.


واستكملت شقيقة المجني عليها، قتلوا أختي وهي طفلة ليس لها ذنب في شئ كل هذا بسبب الآثار، والسعي وراء خرافات الدجالين، "حسبي الله ونعم الوكيل، حسبي الله ونعم الوكيل".


«فتاة دشلوط»


من أبرز حوادث الاستعانة بالأطفال كقربان، حينما عثر أهالي بقرية دشلوط في محافظة أسيوط على جثة طفلة مقتولة داخل جوال وسط القمامة، وتبين أن سيدتين من أقارب الضحية اختطفتاها وقتلتاها بناء على طلب أحد السحرة، للكشف عن كنز أثرى مدفون، وكانت الطفلة بمثابة قربان لحارس المقبرة.


«عقوبات التنقيب»


وصلت تغليظ عقوبة الاتجار والحفر خلسة والتصدير للآثار، لتصل إلى السجن المؤبد، مع غرامة مالية مشددة، على أن تعرض هذه التعديلات على مجلس النواب لإقرارها، فالقانون رقم 117 لسنة 1983 ينص على عقوبة السجن لمدة تتراوح بين 5 إلى 7 سنوات، والغرامة من 5 آلاف جنيه إلى 7 آلاف جنيه، للمتهمين بالتنقيب عن الآثار.


ونصت المادة 42 على أن: «يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن خمس سنوات ولا تزيد على سبع سنوات وبغرامة لا تقل عن ثلاثة آلاف جنيه ولا تزيد على خمسين ألف جنيه كل من: سرق أثرًا أو جزءًا من أثر مملوك لدولة أو قام بإخفائه أو اشترك فى شىء من ذلك، بينما يرى الخبراء أن العقوبة لم تعد تتلاءم مع جرائم التنقيب عن الآثار".