السفير هشام يوسف: أقنعنا أمريكا بحقوقنا في النيل وفلسطين ليست ضمن أولويات بايدن

السفير هشام يوسف
السفير هشام يوسف

أكد السفير هشام يوسف الأمين العام المساعد لمنظمة التعاون الإسلامى سابقاً مستشار معهد الولايات المتحدة للسلام أن العلاقة بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية استراتيجية ولن تشهد تغييرًا جذريًا خلال فترة ولاية الرئيس المنتخب جو بايدن.

وأضاف السفير هشام يوسف فى حواره مع «الأخبار المسائى» عبر «الواتس آب» من واشنطن مقر إقامته أنه لا يتوقع حدوث حرب بين إيران وإسرائيل خلال الفترة المتبقية من ولاية ترامب موضحاً أن القضية الفلسطينية لن تكون فى أولويات بايدن فى المرحلة الأولى.

إلى نص الحوار:
> فى رأيك كيف ستكون العلاقة بين مصر والولايات المتحدة خلال إدارة الرئيس المنتخب بايدن؟


> >  العلاقة بين البلدين ممتدة منذ فترة طويلة، وهى علاقة قوية واستراتيجية خاصة منذ توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، ولا أتصور أن يحدث تغير كبير في هذه العلاقة المهمة للجانبين.
مصر استطاعت أن تقنع إدارة ترامب بأحقية موقفها فى ملف مياه النيل، ورأت إدارة ترامب أن موقف القاهرة إيجابي وله أسباب منطقية، وبالتالى فإن مصر بحاجة لجهد كبير لاقناع الإدارة الجديدة بموقفها كون بايدن وإدارته لا يعلمون الكثير من التفاصيل حول تطورات هذا الملف.


> وكيف ستتعامل الإدارة الجديدة مع القضية الفلسطينية؟
> >  لابد أن ندرك أن الرئيس المنتخب جو بايدن لديه مجموعة ضخمة من الأولويات، والشرق الأوسط لن يكون من بينها باستثناء ملف إيران. الأولوية ستكون لأزمة كورونا والوضع الاقتصادى والتئام الجراح التى تسببت بها الانتخابات الرئاسية الأخيرة وما سبقها من أحداث، بالإضافة للمشاكل مع روسيا والصين وبعض التوتر في العلاقات مع الناتو.

شاهد ايضا : خاص| السفير هشام يوسف: الملفان الليبي والسوري ليسا من أولويات بايدن


فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية فهي لن تكون فى أولويات بايدن فى المرحلة الأولى التى ربما تستمر لعام أو أكثر، يضاف إلى ذلك احتمال ولوج إسرائيل إلى انتخابات رابعة، وبالتالى سيستغرق هذا بعض الوقت فى تل أبيب، وربما فى البداية سيعيد بايدن المساعدات الفلسطينية عن طريق إعادة تمويل وكالة الأونروا، كما أن هناك حديثًا عن إعادة فتح القنصلية الأمريكية فى القدس الشرقية والتى تخدم الجانب الفلسطينى، لكن العديد من الأمور المتعلقة بفلسطين تحتاج لموافقة الكونجرس ولن تكون سهلة.


> لكن بعد تجاوز المرحلة الأولى لبايدن، هل القضية الفلسطينية ستتعقد أم أن الأمور تسير لتحقيق تقدم؟
> >  الأمور فى فلسطين ستزداد تعقيداً لأسباب كثيرة، لا شك أن هناك تداعيات عديدة من أسلوب إدارة ترامب فى التعامل مع القضية الفلسطينية، وهذا سيحتاج بعض الوقت للعودة عنه، بالإضافة للدول العربية التى دخلت مسار التطبيع مع إسرائيل وكيف يمكن العمل على أن يسهم ذلك في دعم القضية الفلسطينية، ومشكلة الانقسام الفلسطينى.

يجب ألا ننسى أن بايدن كان نائباً للرئيس أوباما طيلة 8 سنوات، وهو يعلم حجم التحديات، وبالتالى لا يريد أن يستنزف رصيده السياسى فى هذه القضية، وبالطبع لا يمكن التكهن بما سيحدث خلال فترة إدارته، لكن من المؤكد أن استمرار الانقسام وحكم نتينياهو لإسرائيل سيشكلان حجر عثرة أمام أى تقدم.

> هل من المتوقع أن تنخرط الولايات المتحدة فى ملف الليبى أكثر خلال فترة بايدن؟
> >  لم تكن لواشنطن سياسة نشطة فى ليبيا فى أعقاب اغتيال السفير الأمريكي في بنغازي كريستوفر ستيفنز، وبالتالى لم تكن الولايات المتحدة منخرطة خلال السنوات الماضية، أخذاً فى الاعتبار أن القائمة بأعمال المبعوث الأممى فى ليبيا ستيفانى ويليامز أمريكية الجنسية وأسهمت في التوصل لوقف إطلاق النار مؤخراً.

لم يكن هناك حديث متعمق خلال فترة الانتخابات الرئاسية عن الملف الليبى، ولا أتصور أيضاً أنها ستكون أولوية على قائمة بايدن، إلا إذا حدث تطور فيما يتعلق بملف الإرهاب فربما يؤدى هذا إلى تغير الموقف.

> وماذا عن الأوضاع فى سوريا؟
> >  لا أتصور أن يحدث تطورات جذرية فى الدور الأمريكي بأزمة سوريا، فترامب سعى لسحب القوات الأمريكية لكنه واجه ضغوطاً كثيرة جعلته يتراجع، أيضاً النقاش حول سوريا كان غائباً خلال فترة الانتخابات.

> فيما يتعلق بالعراق، هل من المتوقع أن تنسحب القوات الأمريكية؟
> >  الأمر هناك معقد، وهذا مرتبط بالملف الإيرانى، لكن الاتجاه العام يسير نحو سحب القوات، لكن مع الإبقاء على مجموعات لتدريب أجهزة الأمن العراقية وربما فيما يتعلق بمواجهة الإرهاب. 

> نأتى إلى الملف الإيرانى، هل من المتوقع إحياء الإتفاق النووى مرة أخرى؟
> >  هذا الملف فى غاية التعقيد، وأعتقد أن بايدن يريد تحقيق نجاح فيه، لكن من الممكن أن يكون ذلك على مراحل، أن نأخذ فى الاعتبار التصريحات الألمانية منذ عدة أيام بأن موضوع الصواريخ الباليستية وسياسات إيران فى المنطقة بحاجة لإعادة بحث في إطار الاتفاق مع إيران، وبرلين تنطلق فى موقفها هذا بالتعاون مع باريس ولندن، ومن غير الواضح ما إذا كان يمكن لدول الخليج ان تسهم فى المفاوضات التى من المتوقع حدوثها حول الاتفاق مع إيران، لكن من الضرورى أخذ الموقف الأوروبي في الاعتبار، والمؤكد هو أن إدارة ترامب صعبت كثيراً على بايدن التعامل مع هذه الأزمة.

> هل من المتوقع نشوب حرب بين إيران وإسرائيل خلال الفترة المتبقية من حكم ترامب؟
> >  إيران صرحت بأنها تعلم بمن يريد جرها لخوض مواجهات وبالتالى تعمل على تفويت الفرصة عليه.

> وماذا عن تركيا؟
> >  بايدن انتقد الدور التركى فى العراق وسوريا، لكن علاقته بتركيا ما تزال غير واضحة، ويجب أن نشير إلى أنه خلال إدارة ترامب كان هناك انقسام بين أركانها حول التعامل مع أنقرة بسبب صفقة الصواريخ الروسية «إس- 400».

> بالعودة إلى واشنطن، كيف تقيمون تجربة الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة؟
> >  بالطبع حدث استقطاب غير مسبوق بين مؤيدي الحزبين الجمهورى والديمقراطي عن الانتخابات السابقة، وذلك للعديد من الأسباب والمشاكل. منها مظاهرات «حياة السود مهمة»، والعنصرية فى بعض جوانب الحياة الأمريكية، وما تشهده أمريكا منذ إعلان فوز بايدن غير مسبوق، فقد جرت العادة أن يكون انتقال السلطة أكثر سهولة ويسراً، وبالتالى كل هذا يؤثر فى المناخ العام بالولايات المتحدة.

> وهل من المتوقع أن يستمر هذا الاستقطاب؟
> >  الرئيس المنتخب بايدن تحدث عن عملية التئام الجروح، والسؤال المطروح هنا حول قدرته على تحقيق ذلك، فما زال مؤيدو ترامب يرون بأن الانتخابات سرقت، لكن يجب أن نعلم بأن ما حدث من قبل ترامب حتى الآن كان فى إطار القانون والنظم المتبعة رغم غرابته، وهذا فى تقدير الكثيرين دلالة على نجاح النظام القائم.

> هل الدستور الأمريكى لم يواجه مشكلة رفض الرئيس المنتهية ولايته لنتائج الانتخابات؟
> >  هذا غير صحيح، وفى جميع الأحوال مازالت الأمور تسير طبقاً للجدول الزمنى وللقواعد والقوانين المتبعة.