رسالة من مارلين مونرو للشعب المصري يحملها معلم بـ«السعيدية»

 مارلين مونرو- أرشيفية
مارلين مونرو- أرشيفية

فى منزل الطلبة بباريس وقف المدرس المصري بمدرسة السعيدية أحمد كامل بصالة الطعام لتناول العشاء، وفي طابور طويل وقف أمامه ثلاثة فتيات أمريكيات، وتصادف أن جلس على مقربة منهن، وطلبت إحداهن منه الملاحة، فناولها الملاحة وتبادلا الابتسامة، ودعته إلى مائدتهن.

 

أخذ الفتيات الثلاثة يمطرن المدرس المصري بوابل من الأسئلة عن مصر، ثم صعد الجميع إلى غرفة المطالعة، وكانت بينهن فتاة تميل بشرتها إلى السمرة قليلا، وشعرها ذهبي، وسألته إن كان يجيد الفرنسية، فأخبرها أنه مدرس للغة الفرنسية، فاصطحبته إلى التليفون ليطلب لها شخصا معينا، ثم عادا وأكملا الحديث عن كل شيء في مصر.

سألها المدرس عن اسمها، وأخبرها أنها تشبه مارلين مونرو، فكشفت له عن نفسها، ورجته أن يخفي سرها، بأنها حضرت مع زوجها لقضاء شهر العسل فى باريس، وأنها أتت للقاء صديقة لها، فطلب المدرس رؤية جواز سفرها، وغضبت قائلة: أيها المصري أنا لا أكذب، وذهل المدرس بعد أن شاهد جواز السفر يحمل صورتها واسمها مارلين مونرو. 

 

اقرأ أيضًا| مصور «جثة» مارلين مونرو يرشي عمال المشرحة بالخمور لتصويرها

 

أخبر المدرس مارلين أن مجلة في مصر اسمها آخر ساعة نشرت مذكراتها، وتابعها المصريون بشغف وإعجاب، ثم طلب منها أن تكتب له كلمة وأخرى لزوجته وثالثة على ظهر صورة ابنته، وأخيرا طلب منها أن تكتب شيئا عن حياتها لآخر ساعة.

 

 

بدأت مارلين تملي على سكرتيرتها الرسالة: أنا مارلين قابلت أحمد كامل فى باريس فى منزل الطلبة بمحض الصدفة، ولكنها كانت صدفة سعيدة.. وقد طلب مني حديثا خاصا، ولبيت أنا نداءه بعد أن وثقت فى أنه سوف يحسن استخدام هذا الحديث الودي.

 

ثم عرضت مارلين جزءا عن حياتها بأنها ولدت لعائلة فقيرة ثم انتقلت إلى نيويورك وعمرها سنتين، وتزوجت فى سن الخامسة عشرة، وحصلت على وظيفة موديل للرسامين، ثم لفت فيلم «نياجرا» أنظار الناس إليها، وتهاتفت عليها الصحف واحتلت صورها صفحات المجلات.

 

 

ثم ذكرت أنها تعيش في منتهى السعادة مع زوجها وأنهما يقضيان شهر العسل فى باريس، وجاءت إلى بيت الطلبة لزيارة صديقة لها كانا يدرسان في مدرسة واحدة، وكشفت أنها وجدت متعة كبيرة بعيدة عن الأضواء وهي تتصرف بحرية تامة تحمل صينية طعامها وتتناول المأكولات البسيطة وتتمتع بالصداقات البريئة بعيدا عن هوليوود ومتاعبها.

 

وختمت رسالتها لآخر ساعة بإعرابها عن رغبتها فى رؤية مصر، وأنه من حسن حظها أن قابلت المدرس المصري، وأنها تتمنى أن تعرف الكثير من أفراد شعب مصر العظيم. 

 

آخر ساعة 22-9-1954