لا تزال فكرة زواج القاصرات تمثل هاجسًا لدى عدد من شعوب العالم الثالث، فالظاهرة لا تختفي مهما بلغت الحملات الحقوقية والحكومية للتصدي لهذه الظاهرة المنبوذة في البلدان المختلفة.
وفي وقتٍ تُكافح فيه سيراليون، الدولة الواقعة في غرب قارة أفريقيا، للقضاء على تفشي وباء كورونا، عن طريق فرض قيودٍ مجتمعيةٍ للحد من تفشي الفيروس، عرفت البلاد وباءً من نوعٍ آخر تمثل في تنامي ظاهرة زواج القاصرات، والذي جاء بسبب قرارات الإغلاق في كثير من الأوقات، والتي طالت المدارس على وجه التحديد، حيث كان الفتيات ينخرطن في أمور الدراسة، لكن الوباء أقعدهن في منازلهن.
تسارع الوتيرة
ويقول موقع "أفريكا نيوز"، في تقريرٍ له تحت عنوان: "في سيراليون.. العائلات تُزوج فتيات قاصرات بسبب الوباء"، إنه مع ضرب وباء "كوفيد-19" البلاد في مارس الماضي، وإغلاق المدارس، تسارعت وتيرة زواج الأطفال في سيراليون.
ونقل الموقع عن إيساتا دومبايا، عضو في منظمة شركاء في الصحة في سيراليون، التي تقدم عياداتها خدمات صحية للمراهقين، قولها "إنه لم يكن من الواضح متى أو حتى ما إذا كانت المدرسة ستستأنف، وهو ما جعل العديد من الآباء يخشون من أن بناتهم العاطلات قد يحملن خارج إطار الزواج (الزنى)".
وأوضحت دومبايا أن العديد من أمهات الفتيات في سيراليون تم تزويجهن في سن المراهقة سابقًا، ما يجعلهن يعتبرن الزواج المبكر أمرًا طبيعيًا، مضيفةً "إنهن (الأمهات) لا يرين أن ذلك يضر بأطفالهن، بل هو استثمار في تأمين مستقبل لبناتهن".
ويشير موقع "أفريكا نيوز" إلى أن الزواج من فتيات دون الـ18 عامًا انخفض في سيراليون من 56% عام 2006، إلى 39% عام 2017، وهو ما مثل إنجازًا كبيرًا في نظر نشطاء حماية الأطفال في البلاد وإقليميًا.
حملة من السيدة الأولى
وتواجه عملية زواج القاصرات في سيراليون حملةً من قبل فاطمة مادا بيو، السيدة الأولى في البلاد، التي هربت قديمًا إلى بريطانيا بعدما علمت أن والدها ينوي تزويجها، وهي لا تزال طفلة.
وقالت بيو، في حديثٍ لوكالة "الأسوشيد برس" الأمريكية"، "إذا أجبرت طفلًا على الزواج في سن مبكرة جدًا ، فأنت بذلك تشرعن اغتصاب هذا الطفل".
وترفع سيدة سيراليون الأولى شعار "ارفعوا أيديكم عن بناتنا"، في رغبةٍ منها للتخلص من ظاهرة زواج القاصرات، التي كادت أن تطالها في الماضي.
يشار إلى أن سيراليون سجلت إلى حد الآن 2445 حالة إصابة بفيروس كورونا فقط، من بينها 75 حالة وفاة بمرض "كوفيد-19".
