قصة صورة | فنانٌ لا خادم !

صورة موضوعية
صورة موضوعية

يقول الباحث الأثري د. حسين دقيل، المتخصص في الآثار اليونانية والرومانية، كثيرا ما أرى تعريف مثل هذا التمثال بالخادم، سواء في الكتب أو في المتاحف المصرية والأجنبية، غير أنني أراه "فنانا" لا خادماً .


وأضاف دقيل، أن هذا «الفنان المصري القديم» الجالس على مقعد صغير، يقوم بعمل "تكسية" داخلية من الطين للإناء الفخاري - جرة فخارية - الذي  يحمله بين ساقيه، وهذه التكسية كانت من أجل منع تسرب السوائل من الإناء .

ويظهر الفنان بشعره الطبيعي ويرتدي نقبة بيضاء قصيرة ربما لا تروها إلا بتركيز شديد، وينظر للأمام، وكأنه ينشغل بأمر أمامه يسليه أثناء عمله.


وإنه وابتداء من عصر الدولة القديمة، كان الفنان المصري القديم ينحت الأحجار والأخشاب، ويرسم على جدران المقابر؛ تلك الفنون الرائعة كي تضمن حياة سعيدة في الآخرة لصاحب المقبرة طبقاً للعقيدة المصرية القديمة.


وقد عُثر على هذا التمثال "تمثال الفنان وليس الخادم" بإحدى مقابر منطقة سقارة، التي تعود لعصر الأسرة الخامسة (2494 - 2345 ق.م)، وهذا (الفنان) الرائع يوجد الآن في المتحف المصري بالقاهرة.


أما عن الأواني الفخارية والتي تسمى «الأواني الكانوبية» وهي أوعية استخدمها القدماء المصريون خلال عملية التحنيط لتخزين وحفظ أحشاء الموتى للآخرة.


وكانت تصنع عادة من الحجر الجيري أو من الفخار، ولم تكن الأحشاء كلها تحفظ في إناء كانوبي واحد، ولكن كان هناك 4 أواني كانوبية، كل منها لحفظ عضو معين: المعدة، الأمعاء، الرئتين، الكبد، والتي كان يعتقد أن الميت سيحتاجها في الآخرة، لم يكن هناك وعاء للقلب، حيث اعتقد المصريون أنه مقر الروح ولذلك كان يترك داخل الجسم.


تميزت الأواني الكانوبية في عصر الدولة القديمة بأنها كانت نادرًا ما تُنقش، وكان لها غطاء عاديًا. في العصور الوسطى أصبحت النقوش أكثر شيوعًا، كما أصبحت أغطية الأواني على شكل رؤوس بشر.


في الأسرة التاسعة عشر، صنعت أغطية الأواني الأربع بحيث أن كل منها يصور واحدًا من أبناء حورس الأربعة، كحراس للأعضاء داخل الأواني.


والأربعة أواني الكانوبية هي - أمستي (رأس أنسان) للكبد، وحابي (رأس قرد) للرئتين، و دوا- موت - أف (رأس ابن أوي) للمعدة، والرابع هو قبح – سنو – أف (رأس صقر) للأمعاء.


أما عن تسمية أواني الأحشاء باسم الآواني الكانوبية، فذلك يرجع إلي منطقة «كانوب»، وهي مدينة أبو قير الحالية بعد الإغريق، وكان معبودها المحلي يأخذ شكل أوزير في هيئة أناء مصمت، تعلوه رأس أوزير. ولما كان هذا التمثال يشبه أواني الأحشاء.

اقرأ أيضا | «ذكرى يوم حزين».. خروج تمثال «نفرتيتى» من مصر