حوار| أول قائدة فريق «موتوسيكلات» مختلط بالعالم: «هدفي كسر قيود الفتيات»

رشا العدل
رشا العدل

حوار - عمر يوسف

الكثير من العادات والتقاليد وضعت المرأة في نطاق محدود وحجبت عليها ممارسة الكثير من الأعمال والرياضات باعتبار أنها حكر على الرجال فقط ولا يجوز لامرأة أن تقوم بها.

حتى جاءت مجموعة من الفتيات قررن مواجهة قيود مجتمعهم واثبات أن المرأة قادرة على التحدي وتحطيم أكبر الأرقام القياسية في مختلف المجالات، ومثال هؤلاء الفنانة والسائقة رشا سامي العدل ابنة الفنان الراحل سامي العدل، أول فتاة ترأُس جروب «موتوسيكلات» مختلط، رجالا ونساء في العالم بأسره، وممثلة دراجيّ مصر بالوطن العربي.

وأثبتت أن الفتاة قادرة على انتزاع راية القيادة فى الرياضات التي يعتقد البعض أنها خُلقت للرجال فقط، ولم يتوقف الأمر عند «الموتوسيكلات» بل أتقنت العديد من الرياضات الأخرى.

«الأخبار» حاورت رشا العدل لتتحدث عن أبرز تحدياتها في قيادة الدراجة النارية وأهم مغامراتها بهذا المجال.. وإلى نص الحوار:

في البداية حدثينا عن أبرز الرياضات التي تتقنيها؟

على رأس أولوياتي تقع الموتوسيكلات لأنها تجري في دمي ثم يأتي بعد ذلك التمثيل والمسرح بشكل خاص، ثم ركوب الخيل والسباحة والغوص ولعب الكرة الطائرة كما أنني عملت مضيفة طيران لمدة 5 سنوات.

كيف كانت بداياتك مع ركوب الموتوسيكلات؟

أركب الموتوسيكلات وأتدرب عليها منذ أن كنت في الثامنة من عمري وكانت البداية باستخدام الموتوسيكل القديم الذي كان عبارة عن عجلة وبها موتور وبعد ذلك استخدمت أنواع أخرى أكثر تطوراً وعندما كبرت عرضت على أبي شراء موتوسيكل إلا انه رفض بشدة لأنه كان يعلم أنني متهورة وقد أرتكب حادثا لذلك كنت أركب موتوسيكلات أصدقائي ونسافر بها.

كيف أقنعتي والدكِ بفكرة شراء الموتوسيكل؟

قبل وفاة أبى ناداني وبدأ يتحدث في الكثير من الأمور التي تخص حياتي الشخصية، ثم فجأة سألني عن أكثر شيء كنت أتمنى فعله ولم أستطع، فأخبرته على الفور شراء موتوسيكل، فضحك من إصراري عليه، ولكنه وافق على أن يكون لي دراجتي الخاصة بعد أن وعدته بالكثير من الوعود التي تخص السلامة والأمان.

ما أول خطواتك لممارستها كرياضة؟

في البداية عرف جميع أصدقائي ثم تمت إضافتي في فريق موتوسيكلات اسمه «موتور هيتس» ومع الوقت أصبحت من أكبر الفاعلين داخل الفريق، ثم حدثت بعض المشاكل وقررت الخروج من الفريق وقررت بعدها تكوين فريقي الخاص وأطلقت عليه اسم «ASPHALT MC» كان الموضوع في بدايته تحديا كبيرا للبعض الذين قالوا إننى لن أقدر على العمل بمفردي.

وساندني بقوة نائبي الحالي مينا جورج الذي أخبرني أنني قادرة على العمل بمفردي، وبالفعل وبدون أي دعاية تفاجأت بالكثير من أصدقائي وغيرهم الكثيرين يحدثوني على الانضمام للفريق إلى أن أصبح من اكبر الجروبات بمصر من الرجال والنساء يتكون من 40 موتوسيكلا.

كيف تنظمون رحلاتكم بهذا العدد الكبير؟

نخرج كل يوم جمعة أسبوعيًا ونسير في كل الطرق بلا استثناء، كما أننا نذهب في رحلات طويلة إلى الغردقة وشرم الشيخ والفيوم وغيرها من المحافظات النائية، كما ندخل الكثير من التحديات مثل تحدى 1000 كيلو متر بالموتوسيكل و50 ألف كيلو متر مشى تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة، وتجولت في سيناء بالموتوسيكل، وخضت تحدي الالتفاف بجميع أنحاء لبنان حتى حدود سوريا، كما حصلت على جائزة أفضل سائق بمصر 2017 في أسبوع الموتوسيكلات الذي يتم الاحتفال به كل عام.

حدثينا عن أبرز المشاكل التي تواجهينها؟

الكثير من الكلام السيئ الذى نسمعه حيث إن البعض يقول إن موتوسيكلاتنا بالملايين ولكن الحقيقة عكس ذلك حيث إن أسعار دراجاتنا تبدأ من 30 ألف جنيه هذا بالإضافة إلى انه يقال إننا نسير في «كومباوندات» فقط ولكن الحقيقة أننا نسير في كل الشوارع ونتعامل مع الجميع دون خوف من أحد.

ومن المشاكل الأخرى التى تواجهنا فى الطريق أن هناك بعض سائقي العربات لا ينظرون في مرآة سياراتهم الخلفية وبالتالي قد يصدمون أحد أعضاء الفريق في غفلة.

كيف تحافظون على أمان الفريق أثناء القيادة بالطريق؟

يرتدي كل شخص خوذة آمنة وكيعان وركب وجوانتى آمن للحماية أثناء الوقوع والصدمات كما أن لدينا طاقما خاصا للتأمين أثناء السير في الطرق العامة، حيث يسير موتوسيكل بجوار الاصطفاف تكون مهمته التحجيز علينا أثناء السير وإبعاد السيارات، وموتوسيكل آخر يتقدمنا في الطريق ينبهنا للمخاطر والمطبات عن طريق الحديث في السماعات التي يضعها كل فرد بأذنه، حتى لا نصطدم ببعضنا البعض.

كما أن هناك موتوسيكلا آخر يسير في الخلف حتى لا تصدمنا سيارة وتؤدي إلى كارثة، كما أن هناك موتوسيكلين على مداخل ومخارج الطرق لتنبيه العربات القادمة للسير بسرعة معتدلة عند الاقتراب منا.

ما سبب تمسكك الشديد بهذه الرياضة؟

هدف ترددي على كل هذه الرياضات خاصة الموتوسيكلات هو إثبات أن البنات قادرات على التحدي وأن بإمكانهن ركوب الموتوسيكلات مثل الرجال، لأن هناك الكثير من الفتيات في مصر يرغبن فى ارتياد هذه الرياضة ولكن الأهالي يمنعونهن لكونها بنتا أو الخوف من الموت.

لكن الموت قد يصيب الإنسان وهو يعبر الطريق ليس بشرط ركوب الدراجات.