نقطة فى بحر

أهلاً يا مدمن.. ابعد يا مجنون

محمد درويش
محمد درويش

محمد درويش

حادثتان فى أسبوع واحد، الأولى فى القاهرة والثانية فى الإسكندرية، تجمع بينهما خطوط عدة فأبطالهما سيدتان من مصر الغلبانة.. كل منهما لديها شابان جمعهما المرض النفسى وجلسات العلاج فى المستشفيات والعودة إلى المنزل لتعيش كل أم مع ابنيها وهى لا تملك إلا الدعاء بأن يرفع الله عن ابنيها البلاء وأن يجنبهما تداعياته.
الفقر والحاجة سمت الأسرتين ولا يمثلان إلا نموذجا لعشرات وربما مئات الحالات التى تنتظر أن تأتى فعلا غريبا يصل إلى حد إزهاق أرواح أناس على باب الله ليس لهم فى «التور» ولا الطحين ساقهم القدر ليلقى أحدهم حتفه حيث لن ينال أهله دية مادية أو حتى دية العقاب التشريعى بعد أن رفع المشرع الإلهى والمشرع الوضعى العقوبة عن المجنون حتى يفيق.
أمنا فى القاهرة فوجئت بنجلها المريض نفسيا يذهب إليها فى مقر عملها بأحد المستشفيات حاملا ملابسه المتسخة، وعاتبها لعدم قيامها بغسل الثياب، وكأنه لا تكفيها المعاناة التى تعيشها تحت سقف واحد مع شقيقه المريض مثله والذى اتصلت به تشكوه ما فعله أخوه الأكبر، وبمجرد عودة الأول عاتبه الثانى على ذهابه للأم فى مقر عملها وتطورت المناقشة حتى أجهز على شقيقه بسكين حملها إلى أمه فى مقر عملها قائلا: ريحتك منه خلاص!
وفى الإسكندرية اكتشف الشقيقان المريضان نفسيا أن الأم لم تستيقظ من سباتها ولم يدريا أنه السبات حتى يرث الله الأرض ومن عليها، لم يصدقا أنها ماتت خرجا إلى الشارع يحملان الأسلحة البيضاء، يهذيان ولا أحد من الناس الذين تجمعوا حولهما يدرى ما الحكاية وما إن هم أحدهم بالاستفسار إلا وكان نصيبه إزهاق روحه علاوة على إصابة اثنين آخرين من المارة.
الحادثتان تقودان إلى المقارنة بين اهتمام أجهزة الدولة سواء حكومية أو قطاعا خاصا بالبحث عن المدمنين وتخصيص رقم ساخن لتلقى شكاوى الأسر وحجزهم فى أماكن مخصصة لعلاجهم، وهو موقف يفرض سؤالا أيهما أولى بالخط الساخن ودور الرعاية المدمن أم المجنون؟!
سؤال لفضيلة المفتى
ما حكم الشرع فى مسئولى الشركات التى لم تراع إنشاء أنفاق أو كبارى لعبور المشاة أمام منازل ومطالع الكبارى الحديثة؟ ورغم أنها رفعت من أسعار العقارات فى منطقة مثل مدينة نصر بالإضافة إلى السيولة المرورية التى تحققت هناك إلا أن ضحاياها من المشاة أصبح حكاية تتكرر دائما.
المهندس الاستشارى فرج حمودة أرسل لى مؤكدا أن مسئولا كبيرا فى شركة مقاولات كبرى أكد له أن فى العقود بنودا تحت مسمى ما يستجد من أعمال ومن الممكن إلزام الشركات العاملة فى مشروع المونوريل أمام مطلع الكوبرى فى شارع يوسف عباس بإنشاء سلم كهربائى لعبور المشاة، لقد كثرت الحوادث عند منزل الكوبرى خاصة للعابرين من مدينة التوفيق إلى نادى الزهور وآخر ضحاياها رجل ذو منصب مرموق ونجله أطاحت بهما سيارة جاء صاحبها بأقصى سرعة من منزل الكوبري.
وإلى أن يصلنا رد فضيلة المفتى أو استجابة لانشاء كبارى للمشاة نطالب بإشارات ضوئية تسمح بعبور المشاة وأن تكون السرعة على هذه الكبارى فى أدنى حد ممكن ومراقبتها بكاميرات وردارات وتوقيع عقوبة رادعة على المخالفين.