حكايات| «جزمتك على مزاجك».. أحذية محلية من التراث الشعبي والنوبي

جزمتك على مزاجك
جزمتك على مزاجك

كتبت: دينا درويش

تعشق الألوان وتحلم بان ترسم وتلون كل شيء في الحياة، فلم تكتف بحب ودراسة الألوان والفنون بل بدأت في استخدام الرسوم في إعطاء طابع مميز للأشياء.

من هنا نجحت ناردين سمير ذات الـ23 عاما الطالبة بكلية التربية الفنية بجامعة حلوان، بعد أن قررت تحقيق حلمها وترسم على الأحذية لوحات ذات طابع مصري من التراث الشعبي والنوبي وتحلم أن تغزو بلوحاتها الأسواق العالمية وتؤسس علامة مصرية.

تقول ناردين: "بدأت مشروعي وأنا في تانية ثانوي كان عندي ١٨ سنة ورسمت أول لوحة على أول جزمة وأنا في أولى ثانوي لأن الجزم اللي في السوق ما كنتش عجباني، كنت عاوزة جزمة ليا شكلها مميز وعلى مزاجي".

تحكي الفتاة ذات الملامح المصرية: "الرسمة كان كلها تفاصيل وعجبت جزءا كبيرا من أصحابي، وصديقة لي طلبت مني أعملها واحدة وبعدين أصحابها طلبوا والدايرة بدأت توسع، وقتها قررت أعمل صفحة على فيسبوك، ومن الحاجات الملهمة بالنسبة لي هي الطبيعة وان مافيش حاجة معمولة بالمسطرة ومافيش حاجة تشبه التانية بالظبط".

وتكمل أنها بدأت مشروعها عام 2015 وكانت تعرض منتجاتها أو الأحذية التي تحمل لوحاتها على موقع التواصل الاجتماعي الشهير فيسبوك إلا أن ذلك لم يحقق الرواج المطلوب لها حى بدأت في التعامل مع أحد المواقع التسويقية وقدمت من خلاله مجموعتين من الأحذية وحققت نجاحا كبيرا.

لا تزال الفتاة العشرينية تتذكر أكثر الأحذية التي تحمل تصاميمها أو لوحاتها وتباع ويزداد عليها الطلب ألا وهو تصميم يحمل شكل المثلثات والزخارف والتي تشبه كثيرا الطابع النوبي المصري، لتؤكد أن المصريين يعتزون بكل ما يخص تاريخهم.

هنا قررت نادين إطلاق مجموعة من الأحذية مستوحاة من التراث المصري سواء من الفن الفرعوني العظيم أو من التراث الشعبي (الفولكلور) وعملت فترة كبيرة عليها وكانت تأخذ رأي والدها الفنان سمير عزيز وهو فنان مصري وملم بكل الفنون وبالذات المصرية لأنها جزء من طبيعة عمله وكان والدها يقول لها رأيه ويترك لها القرار وكذلك والدتها وهي أيضَا فنانة.

وتمضي في حديثها: "أخدت رأي أختي لأن هي أكتر حد بيشجعني في الدنيا من وأنا طفلة وأاكتر حد مؤمن بي وانبهرت بيهم لحد ما كنت راضية عن المجموعة، نزلت وصورناها أنا وصديق لي ذو رؤية فنية خلت الصور تطلع بالجمال والأصالة دي، وخرجت الصور وقررت أنزل المجموعة دي على صفحتي أنا على فيسبوك واشتغل لوحدي، نزلت المجموعة وحققت نجاح أنا ماكنتش متوقعا".

اقرأ أيضا| حكايات| أحمد باشا حمزة.. قصة وزير مصري أضاء المسجد النبوي


بنبرة يسيطر عليها الفخر والخوف في آن واحد تذكر الفتاة المصرية: "كنت مبسوطة قوي بس خايفة قوي، خايفة ما قدرش أعمل للناس اللي بتطلب مني اللي هي عايزاه وهاشتغل امتى وكل ده، بس كله عدا وكله وصل والناس متفهمة جداً وإن دي حاجة مرسومة باليد وبتاخد وقت، اتفقت مع بنت صاحبتي فنانة عظيمة اسمها ماري تشتغل معايا وعملنا لهم والوقت كان لذيذ قوي".

 

قطار نادرين لم يتوقف عند المحطة السابقة بل امتد ليصل إلى مجموعة ثانية رمضانية مستوحاة من الفلكلور والأشياء التي اعتاد المصريون على رؤيتها في رمضان مثل بوجي وطمطم والليلة الكبيرة وبعض الزخارف الرمضانية، وحققت نجاحا مبهراً والإقبال كان شديدا علي شراء هذه المجموعة خاصة.

 

وتختتم ناردين سمير حديثها: "الألوان التي استخدمها مخصصة للأقمشة مستوردة لأن للأسف لا يوجد ألوان مصرية بنفس الجودة، بس من المؤكد إنها ستتواجد قريبا، كما أنها قابلة للغسل لأن الناس تفضل دائما ارتداء الأشياء العملية وذلك شئ يهمها أن تقدمه جداً كمصممة.. موضوع أنه يكون عندك شغلك لوحدك مش أسهل لحاجة لأن هو ١٠٠ شغلانة في بعض لكن طبعاً النجاح ليه طعم مختلف".