عاجل

«اتهامات بالتحيز».. سر «حي الجمالية» في حياة نجيب محفوظ

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

"بين القصرين".."قصر الشوق".."السكرية".. ثلاثية  نجيب محفوظ الشهيرة التي أكدت تأثره بحياة الحارة المصرية، والتي برع هو وحده في تجسيدها، بشكل لم يستطع أحد أن يعيده، فقد نسج خيوط الحارة في أعماله وكانه ينقل الحياة الطبيعية بكل تفاصيلها لبيت القارئ، ورأى الكثيرين أن ذلك الإبداع بسبب نشأته في تلك المنطقة الساحرة "حي الجمالية"العريق، والبعض الأخر اتهمه بالتحيز، وعدم القدرة على تصوير حياة الريف والصعيد والمجتمعات الأخرى في مصر.

اقرأ أيضا| من هم «الحرافيش» ولماذا أطلقت على أصحاب «نجيب محفوظ»؟

وكعادته أمير الرواية العربية نجيب محفوظ، لم ينزعج من التفسيرات والنقد والانتقادات التي وجهت له بسبب كتابته عن الحواري والأزقة وشوارع المد، وعدم كتابته عن القرية والريف، وشرح لماذا يغلب على أعماله الاهتمام بكل ما سبق ولم يجسد القرية والريق وقال في إحدى حواراته الصحفية: "من أين أجد الوقت لكى أذهب إلى الريف وأعيش فيه، وعلشان أكتب عن الريف لازم أكون منفعل بالريف تماما كما انفعلت بالأزقة والحارات، وحتى يظهر الأدب واقعيا صادقا ومعبرا".. وبذلك أعطى نجيب محفوظ درسًا لأجيال متعاقبة من المبدعين والكتاب، فلن يستطيع الأديب أن يكتب عن بيئة لم يعشها، إلا لو كان يريد أن يعيشها القارئ في الخيال، أما من يريد تجسيد الواقع فعليه أن يعيشه، لكي يتمكن من سرده بصيغة أدبية تؤهله ليسير على نهج صاحب نوبل نجيب محفوظ.
ويذكر أن نجيب محفوظ ولد في 11 ديسمبر 1911 وكانت ولادتع متعسرة جدًا، مما أرهق الطبيب الذي كان يولد أمه، ومن شدة العناء وخطورة الموقف، الذي هدد حياة الجنين، استطاع الطبيب أن ينقذه وينقذ أمه بإرادة الله وقدرته، مما جعل والده "عبد العزيز إبراهيم "، يسمي ابنه اسمًا مركبًا على اسم الطبيب وذلك امتنانًا وعرفانًا بمجهوده فسمي الوليد" نجيب محفوظ".
استوحى أمير الرواية العربية " نجيب محفوظ" من حي الجمالية، العديد من إبداعاته، فقد كان والده موظفاً لم يقرأ كتاباً في حياته بعد القرآن غير حديث عيسى بن هشام، لأن كاتبه المويلحي كان صديقاً له، وفاطمة مصطفى قشيشة، ابنة الشيخ مصطفى قشيشة من علماء الأزهر.
والتحق نجيب محفوظ بجامعة القاهرة في 1930 وحصل على ليسانس الفلسفة، وشرع بعدها في إعداد رسالة الماجستير عن الجمال في الفلسفة الإسلامية ثم غير رأيه وقرر التركيز على الأدب.
وانضم إلى السلك الحكومي ليعمل سكرتيراً برلمانياً في وزارة الأوقاف "1938: 1945، ثم مديراً لمؤسسة القرض الحسن في الوزارة حتى 1954، وعمل بعدها مديراً لمكتب وزير الإرشاد، ثم انتقل إلى وزارة الثقافة مديراً للرقابة على المصنفات الفنية.
وفي 1960 عمل مديراً عاماً لمؤسسة دعم السينما، ثم مستشاراً للمؤسسة العامة للسينما والإذاعة والتلفزيون، وأخر منصبٍ حكومي شغله كان رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما "1966 – 1971"، وتقاعد بعده ليصبح أحد كتاب مؤسسة الأهرام.
تزوج نجيب محفوظ في فترة توقفه عن الكتابة بعد ثورة 1952 من السيدة عطية الله إبراهيم، وأخفى خبر زواجه عمن حوله لعشر سنوات متعللاً عن عدم زواجه بانشغاله برعاية أمه وأخته الأرملة وأطفالها.
ومن أشهر أعماله، هي الثلاثية "قصر الشوق وبين القصرين والسكرية"، وأولاد حارتنا، وتحولت الكثير من كتابته إلى السينما والتلفزيون.
وتمر اليوم الذكرى الـ 108 على ميلاد أمير الرواية العربية وصاحب نوبل "نجيب محفوظ".