«الدين بيقول إيه»| صلاة السنن أفضل في البيت أم المسجد؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يحرص عدد كبير من المسلمين على الصلاة «جماعة» في المسجد، لما فيها من أجر كبير، حتى في ظل انتشار فيروس كورونا.

وورد إلى مجمع البحوث الإسلامية، سؤال عبر الصفحة الرسمية على موقع «فيسبوك»، نصه: «هل صلاة السنن أفضل في البيت أم المسجد؟».

وأجابت لجنة الفتوى بمجمع البحوث العلمية، بأن جمهور الفقهاء ذهبوا إلى أن صلاة النوافل في البيوت أفضل منها في المساجد، ما لم يسن لها الاجتماع، كصلاة الخسوف وغيرها.

اقرأ أيضا| «البحوث الإسلامية» ينتهي من الاختبارات الشفهية لمبعوثي الأزهر إلى دول العالم 

واستدلت بما قال المرغيناني الحنفي رحمه الله: وَالأَفْضَلُ فِي عَامَّةِ السُّنَنِ وَالنَّوَافِلِ الْمَنْزِلُ هُوَ الْمَرْوِيُّ عَنْ النَّبِيِّ عليه الصلاة والسلام، وقال النووي رحمه الله: إنْ كَانَتْ الصَّلاةُ مِمَّا يُتَنَفَّلُ بَعْدَهَا فَالسُّنَّةُ أَنْ يَرْجِعَ إلَى بَيْتِهِ لِفِعْلِ النَّافِلَةِ؛ لأَنَّ فِعْلَهَا فِي الْبَيْتِ أَفْضَلُ. 

وقال ابن قدامة رحمه الله: والتطوع في البيت أفضل.. ولأن الصلاة في البيت أقرب إلى الإخلاص، وأبعد من الرياء، وهو من عمل السر، وفعله في المسجد علانية، والسر أفضل. 

ومن أدلة الجمهور: عن زيدِ بنِ ثابتٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «صلُّوا أيُّها الناسُ في بُيوتِكم؛ فإنَّ أفضلَ صلاةِ المرءِ في بيتِه إلَّا الصلاةَ المكتوبةَ». 

وفي رواية أبي داود: صَلَاةُ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاتِهِ فِي مَسْجِدِي هَذَا، إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ. 

قال القسطلاني عن حديث البخاري: يدل لأفضلية النوافل في البيت مطلقًا، نعم تفضل نوافل في المسجد منها: راتبة الجمعة، ونوافل يومها لفضل التبكير والتأخير لطلب الساعة، نص على نحوه في الأم. 

وعن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، قالت: «كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُصلِّي في بيتي أربعًا قبل الظُّهرِ، ثم يخرُجُ فيُصلِّي بالناسِ، ثم يدخُلُ فيُصلِّي ركعتينِ، وكان يُصلِّي بالناسِ المغربَ، ثم يدخُلُ فيُصلِّي ركعتينِ، ويُصلِّي بالناسِ العِشاءَ، ثم يَدخُلُ بيتي فيُصلِّي رَكعتينِ. . .». 

وقال النووي: فيه استحباب النوافل الراتبة في البيت كما يستحب فيه غيرها، ولا خلاف في هذا عندنا، وبه قال الجمهور وسواء عندنا وعندهم راتبة فرائض النهار والليل. 

عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيباً من صلاته فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرا». 

قال المناوي: «فليجعل لبيته»: أي: محل سكنه، «نصيبا»: أي: قِسما، «من صلاته»: أي: فليجعل الفرض في المسجد والنفل في بيته لتعود بركته على البيت وأهله كما قال «فإن الله تعالى جاعل في بيته من صلاته»: أي: من أجلها وبسببها، «خيراً»: أي كثيراً عظيماً، لعمارة البيت بذكر الله وطاعته، وحضور الملائكة، واستبشارهم، وما يحصل لأهله من ثواب وبركة. 

وانتهت لجنة الفتوى بناء على ذلك، بأنه يستحب صلاة النافلة في البيت ما عدا ما شرعت في جماعة كصلاة الكسوف والخسوف وغيرهما، ما لم يخش أن ينشغل عنها لو تركها فيكون صلاتها في المسجد أفضل.