«عودة الروح» لـ توفيق الحكيم.. بثت الحياة في أدب نجيب محفوظ

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

«اعتبر روحي تكون كأديب من عودة الروح» ... أشهر ما قاله أمير الرواية العربية وصاحب نوبل نجيب محفوظ، ممتنًا ومحبًا لمعلمه الكبير الأديب الراحل توفيق الحكيم صاحب رواية «عودة الروح».

وضرب توفيق الحكيم نجيب محفوظ مثالًا حيًا، لأفضل صور العلاقات التي تتكون بين الأستاذ وتلميذه، فقد حرص توفيق الحكيم على التعرف بنجيب محفوظ، قبل حثوله على نوبل وتشجيعه على الإبداع بلون جديد من الأدب تميز به صاحب نوبل، وانتقده بعض المتخصصين في بداياته، وتحولت علاقة الأستاذ وتلميذه إلى علاقة صداقة، وحضر توفيق الحكيم إحدى اللقاءات الإذاعية التي سجلت معه في بيت محفوظ احتفالا بميلاده.

وصرح صاحب نوبل خلال اللقاء أن أقرب كتب توفيق الحكيم إلى قلبه هما "أهل الكهف ، وعودة الروح" ، لأنهم عاشو معه، واقتربوا من وجدانه بشكل كبير، أضاف ""اعتبر روحي تكون كأديب من "عودة الروح".


 اقرأ أيضا| في ذكرى ميلاه الـ 109 «الغيطاني» كشف أسرار «نجيب محفوظ»

ويذكر أن اللقاء الأول بين العملاقين توفيق الحكيم ونجيب محفوظ كان بناءا على طلب الاول، والتقيا في إحدى مقاهي "وسط البلد"، جلس محفوظ مع أستاذه الحكيم وطلبا فنجانين من القهوة، وابتدر الحكيم الحديث بقوله الساخر: «شوف بقى، هاتقولي أنا اللي هادفع الحساب وهاقولك لأ أنا اللي هادفعه، خلى كل واحد فينا يدفع حسابه أحسن علشان ما نتخانقش!».


واستمرت العلاقة الطيبة بين الحكيم ونجيب محفوظ، وظل التلميذ صديق استاذه، حتى وفاته، وللصدفة العجيبة قررت جريدة الأهرام عقب حصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل، أن تخصص له مكتب في الجريدة، ومُنح حينها مكتب استاذه "توفيق الحكيم" الذي لم يُفتح منذ وفاته.


ولوفاء نجيب محفوظ وامتنانه الشديد لما تعلمه وعايشه مع توفيق الحكيم، وافق أن يخصص ذلك المكتب له، لكي يستعيد دائما ذكرياته مع الأستاذ، ولكنه لم يجلس أبدَا على كرسيه، بل كان يجلس على الأريكة التي كان يجلس عليها عندما كان يزور توفيق الحكيم.

 

ويذكر أن نجيب محفوظ ولد في 11 ديسمبر 1911 وكانت ولادتع متعسرة جدًا، مما أرهق الطبيب الذي كان يولد أمه، ومن شدة العناء وخطورة الموقف، الذي هدد حياة الجنين، استطاع الطبيب أن ينقذه وينقذ أمه بإرادة الله وقدرته، مما جعل والده "عبد العزيز إبراهيم "، يسمي ابنه اسمًا مركبًا على اسم الطبيب وذلك امتنانًا وعرفانًا بمجهوده فسمي الوليد" نجيب محفوظ".


استوحى أمير الرواية العربية " نجيب محفوظ" من حي الجمالية، العديد من إبداعاته، فقد كان والده موظفاً لم يقرأ كتاباً في حياته بعد القرآن غير حديث عيسى بن هشام، لأن كاتبه المويلحي كان صديقاً له، وفاطمة مصطفى قشيشة، ابنة الشيخ مصطفى قشيشة من علماء الأزهر.


والتحق نجيب محفوظ بجامعة القاهرة في 1930 وحصل على ليسانس الفلسفة، وشرع بعدها في إعداد رسالة الماجستير عن الجمال في الفلسفة الإسلامية ثم غير رأيه وقرر التركيز على الأدب.


وانضم إلى السلك الحكومي ليعمل سكرتيراً برلمانياً في وزارة الأوقاف "1938: 1945، ثم مديراً لمؤسسة القرض الحسن في الوزارة حتى 1954، وعمل بعدها مديراً لمكتب وزير الإرشاد، ثم انتقل إلى وزارة الثقافة مديراً للرقابة على المصنفات الفنية.


وفي 1960 عمل مديراً عاماً لمؤسسة دعم السينما، ثم مستشاراً للمؤسسة العامة للسينما والإذاعة والتلفزيون، وأخر منصبٍ حكومي شغله كان رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما "1966 – 1971"، وتقاعد بعده ليصبح أحد كتاب مؤسسة الأهرام.


تزوج نجيب محفوظ في فترة توقفه عن الكتابة بعد ثورة 1952 من السيدة عطية الله إبراهيم، وأخفى خبر زواجه عمن حوله لعشر سنوات متعللاً عن عدم زواجه بانشغاله برعاية أمه وأخته الأرملة وأطفالها.


في تلك الفترة كان دخله قد ازداد من عمله في كتابة سيناريوهات الأفلام، وأصبح لديه من المال ما يكفي لتأسيس عائلة، ولم يُعرف عن زواجه إلا بعد عشر سنواتٍ من حدوثه عندما تشاجرت إحدى ابنتيه أم كلثوم وفاطمة، مع زميلة لها في المدرسة، فعرف الشاعر صلاح جاهين بالأمر من والد الطالبة، وانتشر الخبر بين المعارف.


ومن أشهر أعماله، هي الثلاثية "قصر الشوق وبين القصرين والسكرية"، وأولاد حارتنا، وتحولت الكثير من كتابته إلى السينما والتلفزيون.
ويذكر أن، اليوم تمر الذكرى الـ 108 على ميلاد أمير الرواية العربية وصاحب نوبل "نجيب محفوظ"، ولد في 11ديسمبر 1911.