إمام المسجد الحرام: من ترك الشهرة وحب الظهور أعلى الله شأنه

الشيخ الدكتور فيصل غزاوي
الشيخ الدكتور فيصل غزاوي

تحدث إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور فيصل غزاوي، خلال خطبته بالمسجد الحرام، اليوم الجمعة، عن العادات السيئة وترك المعاصي.

وقال إن من صفات عباد الرحمن الاحتراز عن الشرك والقتل والزنا والابتعادُ عن هذه الكبائر وأمهات المعاصي قال سبحانه: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ}، وختم عز وجل صفات عباد الرحمن بقوله: {أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا}.

ونصح المسلمون بترك الأمور التي لا تفيدهم في دينهم، فقال: «ومن ترك التشاؤم وسلم من الوساوس والاعتقادات السيئة اطمأن قلبه وقوى يقينه وتوكله على ربه».

وأضاف خطيب الحرم: «من ترك التكالب على حطام الدنيا الفانية والانشغالَ بملذاتها العاجلة جمع الله له أمره وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة».

واستكمل: «من ترك ما اشتبه عليه حله ولم يتيقن جواز فعله من مطعم أو مشرب أو تجارة أو غير ذلك فقد اتقى الشبهات مخافة الوقوع في المحرمات وترك ما يَرِيبُه إلى ما لا يَرِيبُه واستبرأ لدينه وعرضه».

وأشار إلى أن من ترك طلب الشهرة وحب الظهور أعلى الله شأنه ورفع ذكره ونشر فضله ورزقه مودة الناس، ومن ترك مسألة الناس ورجاءَهم وإراقةَ ماءِ وجهه أمامهم وعلق رجاءه بالله دون سواه عوضه خيرا مما ترك فرزقه تحرر القلب وسعة النفس والاستغناء عن الخلق، ومن ترك عقوق والديه وكان برا بهما وترك التقصير في حقهما وأحسن إليهما رضي الله عنه ويسر له أمره وكان بِره سببا في مغفرة ذنوبه ودخوله الجنة.

وقال إن من ترك قطيعة أرحامه وصبر على جفائهم وأذاهم فواصلهم وتودد إليهم واتقى الله فيهم بسط الله له في رزقه وزاد له في عمره ولا يزال معه ظهيرٌ من الله ما دام على تلك الصلة. 

ولفت إلى أن من ترك صحبة السوء والرفقة السيئة عوضه الله أصحابا أبرارا وجلساء أخيارا يجد عندهم النفع والفائدة وينال من جراء مصاحبتهم ومعاشرتهم خيري الدنيا والآخرة، ومن ترك الغش في البيع والشراء بورك له في تجارته وزادت ثقة الناس به وكثر إقبالهم على سلعته، والتاجر الأمين الصدوق المسلم مع النبيين والصديقين والشهداء يوم القيامة.

واستكمل: «من ترك الربا ومعاملاته المختلفة وكَسْبَ الخبيثِ بارك الله له في رزقه وصار قنعا وأغناه الله من واسع فضله ووجد الفلاح والسعادة والطمأنينة، ومن ترك الاختلاس وسرقة المال خوفا من الله فتح الله عليه وأغناه بالحلال ورزقه من حيث لا يحتسب جزاء تركه أخذ ما لا يحل».

وتابع: «من ترك البخل وآثر الكرم والسخاء وواسى الناس بماله أحبوه واقترب من الله ومن الجنة ووُقِي شح نفسه وسلم من الهم والغم وضيق الصدر، هذا والبخل بالعلم أسوأ أنواع البخل وأقبحه فمن ترك البخل بالعلم ولم يكتمه بل بثه ونشره وأفاد به الناس فعلّم الجاهل وأرشد السائل ونصح للغافل فله مثل أجور من انتفع بذلك، والجودُ بالعلم من أعلى مراتب الجود».

اقرأ أيضًا: خطباء «السعودية» يتحدثون عن «النزاهة والأمانة ومحاربة الفساد»