نبض السطور

الأبواب المفتوحة بين القاهرة وباريس

خـالد مـيرى  يكتب من باريس
خـالد مـيرى يكتب من باريس

بالأمس كان ختام الزيارة الناجحة للزعيم عبدالفتاح السيسى إلى فرنسا، زيارة منحت قوة دفع إضافية كبرى للعلاقات الثرية والمتنوعة بين البلدين الصديقين، وأكدت نجاح مصر الكبير فى إدارة ملفاتها الخارجية بنفس النجاح غير المسبوق فى إدارة الملفات الداخلية.
على مدار الأيام الأربعة لم يتوقف نشاط الرئيس السيسى وتنوعت اللقاءات ما بين السياسى والاقتصادى والثقافى، كل ملفات التعاون والتنسيق كانت على جدول المباحثات.. والنتيجة أكدت الإعداد المتميز للزيارة والتنسيق الكبير بين كل أجهزة الدولة ومؤسساتها بروح فريق يقوده الزعيم السيسى بما يخدم قضايا مصر ومصالحها.
النشاط السياسى كان على قمة جدول الزيارة بما يعكس العلاقات المتميزة غير المسبوقة بين البلدين والتنسيق الكبير حول كل ملفات الشرق الأوسط والبحر المتوسط الملتهبة، فمصر هى رمانة الميزان بالمنطقة وفرنسا لاعب دولى كبير ومؤثر، الملف السياسى استغرق ٦ لقاءات وزيارات، وكان على رأس اللقاءات القمة التى جمعت الزعيمين السيسى وماكرون بقصر الإليزيه صباح الاثنين الماضى.. وتواصلت مساء فى حفل عشاء أقامه ماكرون على شرف زعيم مصر، قمة نجحت بامتياز وما زالت آثارها الايجابية تتردد داخل مصر وفرنسا وفى عدد كبير من دول العالم، فالاتفاق كان واضحا على دفع العلاقات الثنائية فى كل المجالات خطوات إلى الأمام، كما كان واضحا التوافق الكبير حول ملفات المنطقة الملتهبة من ليبيا وسوريا ولبنان إلى منطقة شرق المتوسط وفلسطين، وأن الحل لكل القضايا يجب ان يكون سياسيا بتقوية موءسسات الدول الوطنية وتمكين شعوبها من كامل حقوقهم والاستفادة بثروات دولهم.
وتواصلت اللقاءات السياسية بلقاء الرئيس السيسى مع رئيس الوزراء الفرنسى جان كاستيكس بمقر مجلس الوزراء ورئيس مجلس الشيوخ جيرارد لارشيه بمقر المجلس، ووزيرة الدفاع فلورانس بارلى بمقر قصر الانفيلد.. وأيضا لقاء عمدة باريس آن هيدالجو، وتضمن النشاط السياسى زيارة الرئيس لقبر الجندى المجهول بميدان قوس النصر الشهير.. حيث وضع إكليل زهور والموسيقى العسكرية تعزف النشيد الوطنى المصرى بقلب باريس.
الأنشطة السياسية المتنوعة واللقاءات المهمة ناقشت كل ملفات التعاون بين مصر وفرنسا سياسيا واقتصاديا وتجاريا وعلميا وثقافيا، كما ناقشت كل القضايا الدولية والإقليمية بوضوح.. وكان التوافق الكبير واضحا حول غالبية القضايا، كما كان الاحترام المتبادل والصداقة أساسا راسخا للمناقشات التى تحقق المصالح المشتركة للدولتين الكبيرتين.
ورغم أن الاقتصاد كان على جدول أعمال كل اللقاءات السياسية، لكن نشاط الرئيس السيسى شمل ٥ لقاءات مهمة مخصصة للاقتصاد وحده، اللقاء الأول مع وزير الاقتصاد والمالية برونو لومير والثانى مع أنجل جوريا سكرتير عام منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية، و٣ لقاءات مع رؤساء أكبر ٣ شركات فرنسية، شملت لقاء بيير إيمريك بومبيليه رئيس مجلس إدارة شركة ناڤال جروب المتخصصة فى الدفاع البحرى وبناء السفن والتقى أيضا مع ايريك ترابييه الرئيس التنفيذى لشركة داسو لصناعة طائرات الرافال وكان اللقاء الثالث مع جيوم فاورى رئيس شركة إيرباص العالمية، وكلها لقاءات انتهت إلى دفع عجلة التعاون الاقتصادى والتجارى إلى الأمام، وجذب المزيد من الاستثمارات الفرنسية لمصر، وكانت الإشادات الفرنسية واضحة بالمعجزة المصرية الاقتصادية والنجاح غير المسبوق وتحقيق إنجازات فريدة فى زمن قياسى، كما كان الاستقرار السياسى والاقتصادى عنصرا مهما لجذب استثمارات جديدة توفر فرص عمل جديدة لشباب مصر.
وكان مسك ختام الزيارة ثقافى بزيارة الرئيس للمدينة الجامعية المصرية بالجامعة الفرنسية، فالحقيقة أن العلاقات الثقافية بين البلدين علاقات تاريخية وهناك ولع فرنسى بالحضارة المصرية، وعشق كبير لمصر وزيارتها، وقبل هذا العام الذى ضربته كورونا كان ٧٠٠ ألف فرنسى قد زاروا مصر عام ٢٠١٩، ومصر تفتح أبوابها لاستقبالهم من جديد.
الزيارة الناجحة بكل المقاييس وفى جميع الملفات، أكدت من جديد رؤية زعيم مصر بأن الاستقرار الداخلى وحركة التعمير والبناء غير المسبوقة كانت المحرك والدافع القوى وراء استعادة مصر لمكانتها الدولية والإقليمية الكبيرة، والتى تستحقها بحكم التاريخ والجغرافيا وعوامل القوة التى على رأسها الشعب العظيم.
كل أبواب التعاون باتت مفتوحة بين القاهرة وباريس، والرئيس يواصل العمل الناجح ليل نهار.. والهدف يظل مصر وشعبها.