مفتي الجمهورية: الإسلام حارب الفقر باعتباره سببا أساسيا للفساد

 الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية
الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية

أوضح الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، أن الإسلام حارب الفقر كونه سببا أساسيا للفساد، وعاملا مهما من عوامل انتشاره؛ ومن ثم أولى الإسلام قضية القضاء على الفقر من جذوره عناية كبيرة.

وأضاف في كلمته التي ألقاها في الندوة التي أقيمت في قصر ثقافة دمنهور بحضور محافظ البحيرة تحت عنوان: «معا ضد الفساد»، أنه وفي هذا الإطار ترى النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة وعلماء الأمة وأئمتها يقرنون الفقر بالكفر في كثير من المواقف؛ فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر»، وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: «لو كان الفقر رجلا لقتلته».

وقال إن الإسلام حث على العمل وطلب الرزق في محاولة لعلاج مشكلة الفقر بطريقة تنموية، مشيرا إلى أن الزكاة تأتي كأحد أهم الوسائل الفعالة التي واجه بها الإسلام الفقر وما يترتب عليه من نشر للفساد؛ فتشريع الزكاة في المجتمع يحميه من الفساد؛ حيث إنها تعمل على تطييب نفس الفقير تجاه الغني وتجاه المجتمع ككل، مما يولد لديه شعورا إيجابيا بالانتماء فلا يسعى للسرقة أو الاختلاس ويعمل على حماية المال العام.

وذكر فضيلة المفتي: "أن الخطاب الديني في محاربة هذه الظاهرة المدمرة يجب أن يرتكز على ما سبق؛ فالإسلام لديه منهج في محاربة تلك الظاهرة سابق لكل المحاولات التي تمت في هذا السياق، وفي هذا الصدد ينبغي أن تستمر مؤسسات الدولة في القيام بدورها في التوعية بخطورة الفساد ومحاربته كل في مجاله".

محافظ البحيرة ومفتي الجمهورية في ندوة «معا ضد الفساد»

وأشار إلى أن دار الإفتاء المصرية قد حملت لواء بناء الوازع الديني ضد الفساد بكافة أشكاله، وذلك بما أصدرته من فتاوى في هذا الأمر؛ وذلك في سياق قيامها برسالتها المتمثلة في بيان الأحكام الشرعية في إطار من الانضباط المؤسسي الواعي بتحقيق مصالح الخلق في ظل مقاصد الشريعة، ولم تترك دار الإفتاء المصرية فرصة لمحاربة الفساد والتنبيه على مظاهره وأخطاره إلا وقامت باستثمارها؛ فأصدرت في هذا السياق فتاوى تبين حرمة الاعتداء على المال العام، وحرمة التعدي على الملكية الشائعة واستغلال الطرقات العامة وأراضي الدولة، وأصدرت فتاواها عن حرمة دفع الرشوة، وتحريم الاحتكار، وغير ذلك كثير.

وأوضح فضيلته أن ذلك يأتي من منطلق الوعي بأن الفساد يبقى في النهاية؛ برغم كل تجلياته الاجتماعية؛ ظاهرة ترتكز في الأساس على الفرد بحسبانه مادة الحركة الأولى لهذه الظاهرة وليس ثمة أقدر من الدين على التعامل مع الفرد وتنميته إيمانيا وصنع سياج داخل قلبه يقيه شر الوقوع في هذه الممارسات البغيضة.