حكايات| الزوجة الثانية للفراعنة.. فئة اشتهرت بالتعدد في مصر القديمة

 الزوجة الثانية للفراعنة.. فئة اشتهرت بالتعدد في مصر القديمة
الزوجة الثانية للفراعنة.. فئة اشتهرت بالتعدد في مصر القديمة

أحب المصري القديم زوجته وحرص على إعلان ذلك دون أدنى مواراة أو خجل، فها هو أحد حكمائهم يوصي ابنه فيقول: «أحبب زوجتك كما يليق بها، قدم لها الطعام والملابس، وأسعد قلبها ما حييت».

 

وحرص المصريون القدماء على الزواج وتكوين أسرة، بل وحرصوا على الزواج المبكر من أجل أن يساعد الأبناء آباءهم، وهنا يقول أحدهم: «يا بني، اتخذ لنفسك زوجة وأنت شاب كي تنجب لك طفلا، فإن أنجبته لك في شبابك، أمكنك تربيته حتى يصير رجلا». 

 

وكان هناك عقود لاتمام الزواج، وإن لم تظهر حتى الآن قبل العصر المتأخر، وهي عقود تضمنت الكثير من البنود التي تبين العلاقة بين الزوجين، ومنها: المهر، وكيفية المعيشة، وهدايا الزوج لزوجته، والأثاث الذي تشارك به الزوجة، كما تضمن العقد حماية الأطفال، ولم يتجاهل العقد مراعاة حقوق الزوجة عند الانفصال، بحسب الدكتور حسين دقيل الباحث المتخصص فى الآثار اليونانية والرومانية.

 

تعدد الزوجات

 

أما عن تعدد الزوجات في مصر القديمة، فرغم أنه كان موجودا بين الملوك، لم يكن منتشرا بين المواطنين إلا في أضيق الحدود، وربما كان ذلك لأسباب اجتماعية واقتصادية عملت على الحد منه، هذا رغم أنه لم توجد أي نصوص تحذر من تعدد الزوجات أو تمنعه.

 

اقرأ أيضًا| «مير».. من هنا حكم الفراعنة مصر


وتعدد الزوجات عند الملوك، كان غالبا لأسباب سياسية بحتة، فالملك (أمنحوتب الثالث)، خلال عصر الأسرة الثامنة عشر، اتخذ بجانب زوجته الشهيرة الملكة (تي) زوجات من بابل وآشوروميتاني من أجل توثيق العلاقة بين دول شرق مصر.

 

 

أما الملك رمسيس الثاني، خلال عصر الأسرة التاسعة عشر، فرغم أنه كان متزوجا من الجميلتين (نفرتاري) و(إيزيس نفرت)؛ تزوج أيضا من الأميرة التي أطلق عليها فيما بعد (ماعت نفرو رع) ابنة ملك الحيثيين بعد معركة قادش، والمعاهدة التي تلتها، وذلك من أجل توثيق الروابط بين الدولتين.

 

وسبقهم في عصر الدولة القديمة، الملك (تتي) مؤسس الأسرة السادسة، حيث كانت له زوجتان. 

وقد انتشر تعدد الزوجات أيضا عند كبار القوم، فها هو أحد النبلاء (مري كا رع) يصور نفسه على جدران مقبرته وحوله ست زوجات!

 

اقرأ أيضًا| بسبب الغيرة.. يحبس زوجته في قفص ويخلع أظافرها 

 

وكان أمير من عصر الدولة الوسطى يدعى (أميني)ـ توضح مقبرته أيضا أنه كان متزوجا من امرأتين وكانتا تعيشان معا في ودٍ وهناء.

 

كما أن إحدى البرديات التي تعود لعصر الرعامسة بالدولة الحديثة، تبين أن أحد سارقي المقابر كان متزوج من 4 زوجات اثنتان منهن فقط على قيد الحياة وكانت تجمعهما علاقة ود ومحبة، كما يشير لذلك الفرنسي بيير مونتيه في كتابه «الحياة اليومية في مصر في عهد الرعامسة».