كبسولة المنشطات.. بيزنس «الموت» داخل صالات الجيم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قضت على حياة مشاهير من الشباب.. وإعلامي شاب أصيب بجلطة بالرئة بعد تناولها

غير مرخصة من وزارة الصحة المصرية وتحتوي على هرمونات محظورة تضر بالكبد والكلى

كابتن رفع أثقال: أحد أصدقائي أصيب بثلاث جلطات نتيجة الجرعة الزائدة من المكمل الغذائي

اخصائي تغذية علاجية: تحتوى على مادة محرمة دولياً منذ عام 2010

تحقيق: هاجر زين العابدين

المكملات الغذائية والمنشطات التي تروجها معظم صالات الجيم لألعاب القوى سواء داخل الجيم أو عبر صفحات السوشيال الميديا باتت تمثل خطر يهدد حياة الشباب الذي يسعي لفورمة خاصة بعضلاته.

ومع كونها أدوية غير مرخصة من قبل وزارة الصحة ومعظمها مهرب من الخارج، باتت تحصد في طريقها أرواح الكثيرين وراح ضحيتها مشاهير توفوا في ريعان شبابهم.

«الأخبار المسائي» ترصد مخاطر المكملات الغذائية المحظورة التي تحصد  الشباب على المدى البعيد ، وكذلك هرولة النساء وراء الجسم الممشوق والرشاقة بتناولهم أدوية ضارة ومحظورة دوليا.

يقول محمد أحمد يمارس رياضة رفع الأثقال: "أغلب الشباب تسعى للظهور بشكل جذاب ومفتول العضلات بشكل سريع، لذا يقبلوا على تعاطى المكملات الغذائية والمنشطات، دون اللجوء لطبيب تغذية فيعتمدون على توجيهات المدرب، ولدي أحد أصدقائي أصيب بثلاث جلطات في الجانب الأيسر من الجسم نتيجة الجرعة الزائدة من البروتين والمكمل الغذائي، وآخر أصيب بضعف عضلة القلب".

وتستكمل هبة محمد، أنها إحدى الضحايا لتناول المكملات الغذائية للجسم الممشوق، موضحة أنها تواصلت مع إحدى الصفحات الخاصة لأحد صالات الألعاب الرياضية التي تروج لبيع أدوية التخسيس، بعدما رأت تعليقات الأشخاص ومدحهم في المنتج.

وتابعت: "بادرت بالتواصل مع إحدى الصفحات للحصول على الكورس العلاجي، حيث وصل وزني إلى 100 كيلوجرام، وكنت أعاني من مظهر غير لائق وتعليقات زوجي القاسية، فقررت التواصل بعدما باءت كل الحيل في اتباع حمية غذائية لإنقاص الوزن بالفشل، وبعد شهر من تناول العقاقير أصبت بتغير في إفرازات الغدة الدرقية، واضطرابات نفسية شديدة وزيادة في ضربات القلب، ما جعلني أتوقف عن تناولها بعدما أخبرني الطبيب أنني كانت سأصاب بذبحة صدرية".

مكافحة المنشطات

وينص القانون العالمي لمكافحة المنشطات، على أن تقوم الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات، بالتشاور مع بعض الموقعين والحكومات بإنشاء  برامج مراقبة، فيما يتعلق بالمواد غير المدرجة فى قائمة المحظورات، والتي ترغب الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات في مراقبتها من أجل اكتشاف أنماط سوء الاستخدام في الرياضة.

ويشير د. محمد عز العرب، أستاذ الباطنة والكبد بالمعهد القومي للكبد، إلى أنه يجب منع تداول أي عقاقير طبية خارج الصيدليات سواء كانت مكملات غذائية أو مكونات أخرى.

وأكد: "هناك حقن هرمونية مثل البروز هرمونGHG، وحقن الـ(التستيستيرون) التي يتم تداولها بين الشباب بالجيم، وحظر استخدام حقن الهرمونات يرجع لأنها تسبب أثار مميتة مثل سرطان الكبد، حيث تضر العضلات وتسبب اضطرابات نفسية وعصبية وضمور في الخصية وتؤثر على الغدة النخامية وتؤدي للعقم".

وتابع أن هناك بعض المكملات تسبب زيادة في تضخم أوهبوط إحتقاني في عضلة القلب فتسبب اضطرابات كبيرة فى الجسم، مؤكدا أن بودرة "الأمينو أسيد" عبارة عن أحماض أمينية "لزيادة حجم العضلات".

وأكمل: "هي بيزنس فى صالات الجيم خارج القانون، ولا بد أن تؤخذ تحت إشراف طبي، والكثير من هذه المواد تكون مغشوشة، دون أي معالم للإنتاج أو صلاحيتها وكذلك مكوناتها ولا بد من تداولها بعلم من الطبيب المشرف".

وأضاف استاذ الباطنة والكبد، أن المشكلة الأكبر عندما خرجت المكملات الغذائية من الرقابة للإدارة المركزية للصيدلة لتتبع هيئة الغذاء.

ضرر الفيتامينات

وتسبب بعض الفيتامينات على المدى الطويل تليفا للكبد، كما أن هناك بعض الأدوية الخاصة بالمسالك تسبب مشكله كبرى، وهناك العقاقير الخاصة بالأنيميا تسبب سرطان الكبد، والتأثير السلبي لهذه الأدوية يسبب التهابات كبدية مزمنة.

ويتابع طارق يوسف، مدير مستشفى عين شمس الجامعي وأستاذ الباطنة والكبد: «يتم تعاطى كل هذه العقاقير دون التفرقة بين المكملات الغذائية والمنشطات، ودون الرجوع للطبيب لمعرفة الحالة الصحية التى تسمح بأى جرعة يمكن تداولها من المكملات وهذا أمر فى غاية الخطورة".

وأضاف: "الأخطر هو تداول هذه المكملات داخل صالات الجيم الرياضية دون استشارة طبية، وحجتهم ان المجهود العضلي بحاجة لزيادة العناصر الغذائية التي لا يمكن أن تفيها الوجبات الغذائية ، ولكن يمكن التغلب عليها من خلال التغذية الصحيحة.

ولفت إلى أن بعض المدربين يتخذون الموضوع تجارة للترويج لهذه المنشطات وهم غير مؤهلين طبياً في إعطاء الجرعات دون العلم بالحالة الصحية للمتدرب إن كان يواجه بعض الأمراض، أو يعاني من مشاكل فى ضغط الدم ووظايف الكلي والكبد.

وأكمل: "يغيب عن صالات الجيم وجود طبيب مختص بالتغذية لمتابعة مدى التأثير السلبى لها، فأغلب المكملات والمنشطات المتداولة غير مرخصة من وزارة الصحة المصرية وتحتوي على هرمونات محظورة تضر بالكبد والكلى"، مطالبا بوقفة صارمة من قبل المسئولين لأنها تحتوي على شوائب ضارة.

فيما كشف مدير مستشفى عين شمس عن مخاطرها، قائلا تسبب قصور مزمن في  الكلى وينتج عن الجرعات الزيادة فى تداول البروتين  توقف عضله القلب بشكل مفاجئ نتيجة لعدم قدرتها على تحمل الرياضة العنيفة.

كما أشارت هبة ياقوت "أخصائي السمنة والنحافة والتغذية العلاجية" إلى أن أغلب الأدوية المتداولة في صالات الجيم الخاصة بالمنشطات والمكملات الغذائية وكذلك أدوية التخسيس غير مرخصة بوزارة الصحة ولا تخضع للرقابة.

وتوضح أن أغلب الأدوية المتداولة للتخسيس والحصول على جسم ممشوق، تبعد عن أعين الرقابة ببيعها على منصات التواصل الاجتماعي أو الصالات الرياضية لاحتوائها على مادة "السيبوترامين" وهى محرمة دولياً منذ عام 2010.

وأكدت: "هذه المادة تؤثر على بعض مراكز الشبع في المخ ويسبب هرمون (سيروتينين ونور إبينففرين) سد الشهية لما تسببه من أثار جانبية على الجسم، تسبب في تخبط الهرمونات وزيادة ضربات القلب، وأرق واكتئاب، وفقدان للشهية ويبدأ يدخل الفرد فى مشاكل صحية واضطرابات نفسية تشبه الاكتئاب، وهذه المكملات الهرمونية ممنوعة لمرضى الضغط والسكر والقلب والغدة الدرقية، فقد تتسبب في ارتفاع الضغط بشكل مفاجئ مما  يسبب جلطات وسكتات قلبية".

أما عن المكملات والمنشطات المتداولة فى صالات الجيم الرجالي، فقالت: "تتسبب في تخبط في هرمونات الذكورة ومشاكل فى الغذة الدرقية والقلب، ويتم تعاطيها بجرعات زيادة عن المسموح لتكبير العضلات، ولكن هناك مواد معينة مثل الأماينو أسيد  والاحماض الأمينية تسبب تأثيرات سلبية خطيرة".

 


اقرأ أيضا

أفضل «9 أكلات» للسيدة الحامل في الشهور الأولى
 

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي