الاتحادان الأوروبي والأفريقي يوقعان اتفاق لمواجهة الأزمات الصحية الطارئة

المفوضية الأوروبية
المفوضية الأوروبية

أطلق المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها والمركز الأفريقي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، مبادرة شراكة جديدة لتعزيز قدرات الأخير من حيث التأهب والاستجابة للمخاطر التي تهدد الصحة العامة في أفريقيا.
ووفقًا لبيان صادر عن المفوضية الأوروبية اليوم الاثنين، يُمَوَّل مشروع المبادرة عن طريق الاتحاد الأوروبي لمدة أربع سنوات ويحمل اسم "الاتحاد الأوروبي للأمن الصحي في أفريقيا"، بهدف تسهيل تنسيق المراقبة وتبادل المعلومات حول الأمراض، إضافة إلى دعم المركز الأفريقي في تنفيذ استراتيجيته لصالح العاملين في مجال الصحة العامة.
ويتضمن هذا المشروع اتفاقية مساهمة بقيمة 9 ملايين يورو مع المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، ومنحة إضافية بقيمة مليون يورو إلى المركز الأفريقي، وتهدف إلى تغطية تكاليف الموظفين، على أن تدخل هذه الاتفاقية حيز التنفيذ في الأول من يناير 2021.
وفي هذا السياق، قالت نائب رئيس المفوضية الأوروبية مارجريتيس شيناس إن "وباء كورونا أظهر بشكل واضح أن الأمن الصحي -الذي يمثل هدفًا طويل المدى للتعاون بين الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي- يجب أن يظل أولوية عالمية".
وأضافت أن "الشراكة الجديدة بين المركزين الأوروبي والأفريقي تمثل خطوة شديدة الأهمية من أجل الوصول إلى هذا الهدف المشترك، ونحن نتحرك حاليا معا للحد من هذه الأزمة والاستعداد لأي أوبئة في المستقبل"، مشيرة إلى أن الاجتماع الذي عُقد في فبراير الماضي بين المفوضية الأوروبية ونظيرتها الأفريقية قد ساهم في تعزيز آفاق التعاون بين الطرفين، والذي يؤتي ثماره الآن.
ويُظهر هذا المشروع التزام الاتحاد الأوروبي بزيادة التأهب لحالات الطوارئ الصحية العالمية، وتعزيز الدعم للأنظمة الصحية في أفريقيا؛ فمن خلال هذه الشراكة، سيتمكن المركز الأفريقي والمركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها من تبادل الخبرات والدروس المستفادة من العمل المنفذ مع الدول الأعضاء الأفريقية والأوروبية فيما يتعلق بتنسيق المراقبة على الأمراض المعدية على المستوى القاري، ومشاركة البيانات والكشف المبكر عن التهديدات، وكذلك التأهب وتقييم المخاطر والاستجابة السريعة وعمليات الطوارئ، ووسائل تكييف ذلك مع احتياجات هذه الدول.
وسيتم دمج عناصر بناء القدرات في مجالات العمل المذكورة في المبادرات والاستراتيجيات الحالية للمركز الأفريقي لمكافحة الأمراض لدعم إطار الأمن الصحي الأفريقي.
وتواجه أفريقيا كغيرها من باقي مناطق العالم احتياجات صحية ملحة، فاقمت من قسوتها التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي خلقها وباء كورونا، وهو الهدف الذي سعت إليه مفوضية الاتحاد الأوروبي من خلال تقديم 8 مليارات يورو لتمويل مبادرات التخفيف من الآثار المترتبة على وباء كورونا.
وتجدر الإشارة إلى أن الاتحاد الأوروبي كان قد التزم بتقديم 6ر2 مليار يورو للبلدان الأفريقية خلال الفترة من 2014 وحتى 2020 لدعم الرعاية الصحية فيها، وتحسين حالة الأمن الصحي في بلدان مثل بوركينا فاسو وبوروندي وغينيا وغينيا كوناكري والكونغو الديمقراطية وإثيوبيا وغينيا بيساو وليبيا والمغرب والسودان وموريتانيا وزيمباوي التي جاء نصيبها من حزمة التمويلات الأوروبية مجتمعه نحو 1ر1 مليار يورو.
ويلعب الاتحاد الأوروبي دورا مهما في إطار برنامج أممي ترعاه منظمة الصحة العالمية يهدف إلى بناء منظمه تأمين صحي عالمية، ويتم تنفيذ هذا البرنامج منذ عام 2012 عندما تم تدشينه ويستمر حتى عام 2022.
ويقدم الاتحاد الأوروبي إلى جانب الشركاء الدوليين في هذا البرنامج مساعدات لما لا يقل عن 80 دولة حول العالم في أفريقيا والكاريبي والباسيفيك وآسيا بإسهام أوروبي إجماليه 7ر197 مليون يورو، تجسد إيمان الاتحاد الأوروبي بضرورة بناء تكاتف عالمي لمواجهة الأمراض والأوبئة، وكذلك الإسهام في برامج التعامل والعلاج حتى برامج الشفاء والتعافي منها.
ويُعد المركز الأوروبي للحد من الأمراض ECDC هو ذراع التعاون العالمي في المجال الصحي للاتحاد الأوروبي، وقد تأسس في عام 2004 ومقره ستوكهولم ، أما المركز الأفريقي للحد من الأمراض Africa CDC فقد تأسس في عام 2017 بهدف رصد التهديدات الصحية التي تواجه القارة والتعامل معها ويقع مقره في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.