د. جمال شيحة الحائز على جائزة الدولة التقديرية:

الدكتور جمال شيحة : مصر نجحت فى مواجهة فيروس«سى» وحققت طفرة كبيرة فى مهنة الطب

 د. جمال شيحة خلال حواره مع «الأخبار»
د. جمال شيحة خلال حواره مع «الأخبار»

التاريخ يسجل هذا الإنجاز للرئيس السيسى

القاهرة مؤهلة لعلاج أبناء أفريقيا لو وفرت الجهات المانحة التمويل المطلوب

علاج البدانة وممارسة الرياضة
و الغذاء الصحى أهم عوامل الحفاظ على الكبد

الإنجاز المصرى العالمى بطريقة ودقة تشخيص مرض الكبد الدهنى سينهى معاناة المرضى

حصل على جائزة الدولة التقديرية لهذا العام فى مجال العلوم الطبية عن جدارة وإستحقاق.. قام بنشر 150 بحثاً فى مجال تشخيص وعلاج أمراض الكبد والجهاز الهضمى ودوالى المرىء والمعدة فى كبريات المجلات العالمية كان لها أثر واضح فى ظهور علاجات فعالة لها.. صاحب نموذج قرى خالية من الفيروسات حيث نجح فى تطبيقه على 100 قرية مصرية وهو النموذج الذى حصل على أفضل إبتكار صحى فى العالم العام الماضى.. د. جمال شيحة أستاذ الكبد بجامعة المنصورة ومؤسس ورئيس جمعية رعاية مرضى الكبد بمصر وعضو مجلس النواب..

وفى هذا الحوار يؤكد على أن ماحققته مصر فى مجال مواجهة فيروس «سى» بالتشخيص والعلاج غير مسبوق لا فى مصر ولا فى العالم ولا فى تاريخ الطب.. مشيراً إلى أن دعوة مجلة لانسيت الطبية العالمية إلى إعتماد طريقة تشخيص مرض الكبد الدهنى التى توصلت لها جمعية رعاية مرضى الكبد بالدقهلية بمثابة إسهام مصرى مهم يساعد فى سرعة ودقة تشخيص المرض وعلاجه قبل تفاقمه وتحوله لأورام سرطانية.

> كيف يمكن تقييم تجربة مصر فى مواجهة فيروس «سى» ؟
مصر نجحت نجاحاً غير مسبوق فى علاج الفيروس وما حققته فى هذا المجال إنجازاً غير مسبوق لا فى مصر ولا فى العالم ولا فى تاريخ الطب.
لذا فكل دول العالم أشادت بالتجربة المصرية وتحرص على الاستفادة منها.
> وما السبب الرئيسى وراء هذا الإنجاز ؟
إنها الإرادة السياسية.. فالرئيس عبد الفتاح السيسى لم يكتف بإطلاق مبادرته المهمة 100 مليون صحة بل وفر لها كل عوامل النجاح وتابعها متابعة دقيقة وكانت النتيجة التى أذهلت الجميع ولم يتوقعها أحد..حيث تم فحص الشعب كله وتم علاج كل المصابين حتى الذين لم يكونوا على علم بإصابتهم وانتصرت مصر على فيروس سى بعلاج 3 ملايين مواطن ولم تعد مشكلة فيروس سى المشكلة الصحية الأولى فى مصر والتاريخ سيسجل هذا الإنجاز بلا شك للرئيس عبد الفتاح السيسى
> وهل إستفادت مصر من تجارب دول أخرى فى مواجهة الفيروس ؟
ما حققته مصر هو تجربة مصرية خالصة وغير مسبوقة..فانجلترا على سبيل المثال بها 140 ألف شخص مصابين بفيروس سى وتعمل على علاجهم منذ أكثر من 5 سنوات وتحتاج إلى مدة مماثلة كى تنتهى من علاجهم وفى المقابل مصر قامت بعلاج أكثر من 2 مليون مصرى فى مدة زمنية قياسية.
لذا فالعكس هو الصحيح فدول العالم ـ حتى المتقدمة منها ـ هى التى تسعى للاستفادة من التجربة المصرية وتسعى لتطبيقها.
انحسار الإصابة
> معنى ذلك أنه لم يعد هناك مصابون بالفيروس فى مصر ؟
لا.. بالتأكيد لا تزال هناك حالات لكن عددها قليل جدا والمشكلة فى سبيلها للانتهاء تماما فى غضون سنوات قليلة جدا فالمرض فى سبيله للانحسار.
> تجربة القرى الخالية من الفيروسات تجربة مصرية خالصة هل حققت أهدافها ؟
الهدف من تلك المبادرة القضاء على معاناة البسطاء من المواطنين فى القرى والنجوع ولتكون قرى نموذجية خالية من الإلتهاب الكبدى الفيروسى وتوفير خدمات العلاج والرعاية والوقاية بالتعاون الوثيق مع المرافق الصحية والجمعيات وكسر الحواجز التى كانت قائمة تقليديا بين صحة المجتمع والرعاية الاجتماعية والخدمات الصحية المتخصصة.
بدأت المبادرة ب3 قرى وكانت مرحلتها الأولى 10 قرى ثم تضاعفت إلى 100 قرية بمختلف ربوع مصر وبالتأكيد كانت تمثل مرحلة هامة فى مكافحة الفيروس بقرى مصر حيث لم تقتصر المبادرة على اكتشاف الحالات المصابة وعلاجها وتزامن مع علاج الحالات المصابة وقف نزيف الإصابات الجديدة دون أن تتحمل الدولة مليما واحدا وقامت جمعية رعاية مرضى الكبد وبالتنسيق مع وزارات الصحة والتعليم والتنمية المحلية والتضامن والأوقاف والشباب ووسائل الإعلام بتنفيذها.
قرى خالية من الفيروسات
> وماذا كانت محصلة المبادرة ؟
المحصلة لم تقتصر على ال100 قرية بل الأهم هو النموذج الناجح الذى تم تعميمه فيما بعد.. وحصل هذا النموذج فى مواجهة الفيروس على أحد أفضل 3 ابتكارات فى المجال الصحى فى العالم لعام 2019 من «مؤسسة ويلكم تراست» واعتمدت عدة دول تتشابه ظروفها مع ظروف مصر هذا النموذج فى مواجهة المرض مثل باكستان حيث يوجد 4 ملايين مواطن يعانون من الفيروس بإقليم البنجاب.
> ولكن بعد نجاح مبادرة 100 مليون صحة فى مواجهة المرض هل يحتاج المتعافون إلى متابعة ؟
بالتأكيد يحتاجون هم ومرضى التليف الكبدى للفحص والمتابعة كل فترة تتراوح بين 4 إلى 6 شهور لمعرفة مدى الإصابة بسرطان الكبد من عدمه ورغم أن النسبة التى تصاب قليلة لكن المتابعة تضمن الإكتشاف المبكر للإصابة لأن ذلك يكون مفتاح العلاج.
سرطان الكبد
> وهل يوجد علاج لسرطان الكبد ؟
العلاج يكون عن طريق الجراحة باستئصال الأورام التى يتم إكتشافها فى مراحلها الأولية وهنا تكون نسبة الشفاء عالية جداً.
أما الحالات التى لا يمكن إجراء الجراحة لها فإما يكون ذلك ناجما عن أن الأورام أصبحت فى مراحل متقدمة.
وهناك العلاج عن طريق طاقة موجات الراديو بهدف إبادة الورم وهى طريقة يمكن استخدامها فى حالات معينة من سرطان الكبد.
وهناك الحقن الشريانى للعلاج الكيماوى الموجه لمناطق معينة بالكبد يوجد بها الورم.
وهناك زراعة الكبد وفيها أيضا فرص للشفاء.
> وما كيفية الوقاية من سرطان الكبد ؟
للوقاية من الإصابة بسرطان الكبد يجب اتباع عدد من الإجراءات أهمها :
ممارسة الرياضة بشكل دورى ويومى وتقليل الوزن الزائد لمن يعانون منه وتناول طعام صحى ومتوازن والابتعاد عن القلق والتوتر والإقلاع عن التدخين والمشروبات الكحولية وأخذ تطعيمات الالتهاب الكبدى الوبائى.
مواجهة المرض إفريقيا
> وهل يمكن تكرار تجربة مصر فى مواجهة الفيروس بباقى دول القارة الإفريقية ؟
مصر الدولة الوحيدة المؤهلة للقيام بهذا الدور ويجب أن تقوم الجهات الدولية المانحة ،دول العالم المتقدم بضخ مزيد من التمويل لعلاج الملايين المصابين فى أفريقيا فبدون مساندة من المانحين الدوليين لا يمكن علاج العدد الكبير من المصابين الذين قد يصل عددهم ل 70 مليون مريض بالقارة.
فتبنى التجربة المصرية فى القارة الإفريقية وفقا لظروف وإمكانات كل دولة كفيل بنجاح تطبيق هذا النموذج على أيدى الكفاءات المصرية.
فيروس B
وهل يمكن تطبيق تجربة مواجهة فيروس سى على فيروس B ؟
بالتأكيد..والحكومة مطالبة بإدراج فحص فيروس B ضمن مجموعة الفحوصات التى تجريها للمواطنين خاصة أنه إذا استمرت الإصابة بالمرض لفترة طويلة فمن الممكن ظهور أنسجة ليفية داخل الكبد وهذا ما يسمى بالتليف الكبدى والذى يؤدى إلى الضغط على الأوردة وإعاقة تدفق الدم فيها مما يؤدى لظهور دوالى المرىء ودوالى المعدة أحيانا.
> وهل يمكن الوقاية من فيروس B؟
نعم..من الممكن منعا للإصابة بهذا الفيروس بأخذ التطعيم الواقى منه على 3 جرعات على هيئة إبرة عضلية بالكتف تؤخذ الأولى وبعد شهر الثانية وبعد 6 أشهر من الجرعة الأولى تؤخذ الأخيرة ويجب أخذ الجرعات ال3 فى مواعيدها المحددة لضمان فاعلية التطعيم والوقاية من الفيروس.
الكبد الدهني
> مرض الكبد الدهنى أصبح شائعا فكيف يمكن الوقاية منه ؟
مرض الكبد الدهنى يحدث نتيجة تراكم جزيئات الدهون فى الكبد وهو أحد أمراض الكبد المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمرض البدانة ومرض السكرى من النوع الثانى والتى غالبا ما تنتج عن العادات الغذائية غير الصحية ونقص ممارسة الرياضة لذا فعلاج البدانة والنظام الغذائى الصحى والمتوازن والحرص على ممارسة الرياضة من أهم عوامل الحفاظ على الكبد.
> وماذا عن الطريقة الجديدة لتشخيص هذا المرض ؟
الطريقة الجديدة نتيجة جهود مضنية لجمعية رعاية مرضى الكبد وتعد إنجازا علميا مصريا وتمثل الطريقة الجديدة طفرة فى الاكتشاف والتعامل المبكر مع مرض الكبد الدهنى حيث إنها أبسط فى التشخيص وأكثر فعالية من الطريقة المتبعة حاليا.
لذا فقد دعت مجلة لانسيت الطبية العالمية فى افتتاحيتها مؤخرا إلى اعتماد تلك الطريقة عالميا طريقة.
حيث يمكن من خلال هذه الطريقة تحديد مرضى الكبد الدهنى المعرضين للإصابة بتليف الكبد وتزايد المضاعفات مما سينعكس على تحسين كفاءة علاج المرضى وتسريع وتيرة الدراسات السريرية الهادفة لاكتشاف علاجات فعالة لهم.
كما ستمكن الأطباء فى الوحدات الصحية والأماكن الريفية من تشخيص المرض بكل سهولة ودقة مما سيساعد فى الاكتشاف المبكر للمرض مع تقليل الضغط على المستشفيات المركزية ومعاناة المرضى للوصول لهذه المستشفيات.
> لكن ما أهم مميزات هذه الطريقة ؟
علاوة على بساطتها فإنها تشخص المرض فى مراحله الأولى وغالبا ما تكون تلك المراحل من المرض بلا أى أعراض كما أن درجة الوعى بهذا المرض قليلة للغاية ويتم تشخيص أغلب المرضى فى مراحل متأخرة منه.
ومع تطور المرض يصبح الكبد ملتهباً فضلاً عن كونه دهنياً ما قد يؤدى إلى تليّفه أو تندّبه وإصابته بالسرطان.
والإصابة بالمرض بدأت تشهد ارتفاعا ملحوظا فى الآونة الأخيرة ومن المتوقع أن يصبح مرض الكبد الدهنى السبب الرئيسى لجراحات زراعة الكبد لذا ينصح بضرورة التصدى له.
ونأمل أن يساعد هذا التطور الجذرى فى طريقة التشخيص ودقتها فى الحد من انتشار المرض وتقليل عدد المصابين به وزيادة الوعى بمخاطره ومن ثم تقليل العبء الاقتصادى والطبى للمرض.