«الصحة العالمية»: كورونا لن ينتهي باللقاحات فقط

تيدروس أدهانوم غيبرييسوس،
تيدروس أدهانوم غيبرييسوس،

قال مدير عام منظمة الصحة العالمية، د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، إن اللقاحات لا تعني نهاية جائحة كـوفيد-19.

 وأضاف وفي المؤتمر الصحفي من جنيف، "منظمة الصحة العالمية قلقة من الاعتقاد المتنامي بأن الجائحة قد انتهت، الحقيقة هي أن الكثير من الأماكن في الوقت الراهن تشهد معدلات عالية للغاية لانتقال الفيروس، بما يضع ضغوطا هائلة على المستشفيات ووحدات العناية المركزة والعاملين في المجال الصحي"، حسبما ذكر موقع المنظمة الإلكتروني. 

وأشار الخبراء في منظمة الصحة العالمية إلى أن الأشهر الستة المقبلة ستكون صعبة ولكنها مليئة بالأمل، ودعت ماريا فان كيرخوف، رئيسة الفريق التقني المعني بكوفيد-19 في منظمة الصحة العالمية، إلى التحلي بالصبر والحفاظ على إجراءات السلامة المعروفة:

"الخطوات التي نتخذها الآن تعني الحياة أو الموت بالنسبة لنا.. لدينا أدوات مهمة الآن، تتعلق بإجراءات يمكن لجميع الأفراد اتباعها وهي التباعد البدني، وارتداء الكمامات والحفاظ على نظافة اليدين قبل وضع الكمامة وعند خلع الكمامة، وتنظيف اليدين أكثر من مرة خلال اليوم والتأكد من فتح النافذة إذا كنتم في مكان مكتظ أو حيث لا توجد تهوية. هذه الإجراءات على مستوى الفرد مهمة جدا. اللقاح سيكون إضافة مهمة جدا لهذه الأدوات". 

وأفاد د. تيدروس بأن التوصل إلى لقاح، والبدء بتوزيعه في بعض الدول هو خطوة علمية مهمة للعالم "لأن اللقاحات ستكون حاسمة في المعركة ضد كوفيد-19"، مؤكدا أن التقدم في إنتاج اللقاحات يمنح العالم دفعة للأمام ويساهم في رؤية الضوء في نهاية النفق.
 
ردّا على سؤال من الصحفيين بشأن اعتزامه تلقي المصل، قال د. تيدروس: "سأكون سعيدا بالحصول على الجرعة ولكن في الوقت نفسه أريد أن أضمن أنني أفعل ذلك عندما يأتي دوري، لأنني لا أريد أن آخذ اللقاح من أحد". 
أكد مدير عام منظمة الصحة العالمية ضرورة إدراك أن اللقاح لن يكون متوفرا للجميع في بداية العام المقبل، وقال إن العديد من الأماكن تشهد ارتفاعا كبيرا في معدل انتقال الفيروس مما يشكل ضغطا هائلا على المستشفيات ووحدات العناية المركزة والعاملين الصحيين.

وأضاف يقول: "طلبي الشخصي للناس بسيط: يرجى توخي الحذر والتفكير في العاملين في مجال الصحة والعمل من أجل الصالح العام، لأنه سينقذ الأرواح وسبل العيش". 
من جانبه، أشار د. مايكل راين، مدير برنامج الطوارئ في المنظمة، إلى أن بعض الأنظمة الصحية في بعض الدول على شفا الانهيار، ودعا إلى ضرورة توزيع اللقاح بأسرع وقت ممكن وبأكبر فعالية ممكنة. وقال: "رأيت لقاحات تغيّر العالم وتغير اتجاه الأوبئة. ولكنني قلق إزاء بعض الدول التي تواجه صعوبات، وعلينا أن نحمي النظم الصحية في هذه الدول وإلا فستشهد المزيد من الوفاة والحزن".

ودعت المنظمة إلى ضرورة توزيع اللقاحات بشكل منصف في جميع أنحاء العالم، وأهمية أن تبدأ جميع الدول إجراء تقييم بشأن استعداد البلد للحصول على اللقاحات، أخذا بعين الاعتبار سلسلة التبريد وقدرة العاملين الصحيين والتخطيط الدقيق وتحديد الفئات التي ستحصل على اللقاح أولا.

وقال د. تيدروس: "بالنسبة لصانعي القرار، يعني هذا إصدار أي تشريعات وسياسات لازمة لتسريع العملية، والتأكد من أن العملية التنظيمية مناسبة لهذا الغرض والتأكيد على أن التمويل موجود".

في المرحلة الأولى من بدء التوزيع، يعتزم مرفق كوفاكس، المعني بإتاحة اللقاح، توفير جرعات كافية لتغطية العاملين في مجال الرعاية الصحية والاجتماعية. ومع زيادة العرض، سيتم طرح لقاحات كوفيد-19 لتغطية 20% من سكان البلدان والاقتصادات المشاركة، مما يضمن تغطية المزيد من الفئات المعرّضة لخطر كبير.

مجلس الشباب
أعلن د. تيدروس في المؤتمر الصحفي إطلاق "مجلس الشباب لمنظمة الصحة العالمية"، والذي سيقدم المشورة بشأن القضايا الصحية والإنمائية الرئيسية التي تؤثر على الشباب.

وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية: "لقد أثرت الجائحة على اليافعين وخاصة على صحتهم العقلية. وسيعمل مجلس الشباب كمنصة لتصميم واحتضان مبادرات جديدة وللحفاظ على مبادرات مشاركة الشباب الهادفة الحالية لمنظمة الصحة وتوسيعها".

وسيعمل المجلس مع المنظمات التي تتعامل مع مجموعة واسعة من القضايا الصحية التي تؤثر على الشباب اليوم. "الشباب ليسوا مجرد المستقبل، إنهم الحاضر ويجب أن نسمع أصواتهم وتجربتهم لبناء عالم ما بعد الجائحة معا".