بعد الاختصار

السيف يا عرب

عمرو جلال
عمرو جلال

نهاية الأسبوع الماضى شرفت بحضور المرحلة الرئيسية للتدريب المشترك «سيف العرب» بقاعدة محمد نجيب العسكرية والذى نفذته عناصر من القوات المسلحة لستة دول عربية هى مصر والسعودية والإمارات والأردن والبحرين والسودان. كلمات أوبريت «الحلم العربى» كانت كصدى تردد كلماته بداخلى وأنا أشاهد لأول مرة قادة وضباطا وجنودا عربا يقفون صفا واحدا مع أقرانهم المصريين يحملون أسلحتهم كتفا بكتف وينفذون تدريبا عسكريا عمليا رفيع المستوى وباستخدام الذخيرة الحية لمختلف الأسلحة المقاتلة والمعاونة والقوات الجوية للمشاركة فى سيناريو عسكرى لاقتحام بؤرة إرهابية مسلحة داخل قرية حدودية وتطهيرها من العناصر الإرهابية وتحرير الرهائن وإعادة الحياة لطبيعتها داخل القرية بمشاركة عناصر من القوات الجوية والبرية والقوات الخاصة من المظلات والصاعقة..
وكم كانت سعادتى بالغة وأنا أرى الضباط والجنود السودانيين أشقاء النيل وهم يشاركون فى تدريبات «سيف العرب» بأعداد كبيرة لأول مرة منذ سنوات طويلة عقب قيام الثورة السودانية وذلك فى مؤشر على تعميق العلاقات مع أخوتنا فى وادى النيل ورغبة مصر الحقيقية فى دعم أمن واستقرار السودان الشقيق.
إن التعاون العسكرى العربى ليس مجرد حلم بل هو موضوع مصيرى مهم لكل إنسان فى الأمة العربية الممتدة من الخليج إلى المحيط يؤمن بأن الوحدة العربية هى السبيل الحقيقى لتحقيق المصلحة المشتركة للأقطار العربية وهى البداية الحقيقية لتعاون اقتصادى وشعبى مثمر.
مصر لا تبحث عن دور قيادى ولكنها تدرك أنه ليس هناك من سبيل للنجاة عربيا إلا بتكاتف قوى للدفاع عن الوطن العربى وأمنه القومى دفاعاً فعالاً فى وجه الإرهاب والأخطار والتهديدات الخارجية التى يتعرض لها الوطن والأمة العربية بشكل غير مسبوق.. هذا التكاتف العربى بالتأكيد سيواجه الكثير من معاول الهدم الداخلية والخارجية لكن لابد من المحاولة والمثابرة.. سيف العرب يجب أن يظل مرفوعا.