تحقيق: محمد قورة
- السفراء والوفود التجارية الأجنبية يتوافدون على المدينة للتعاقد على المنتجات
- د. منال عوض: أول مصنع بالمدينة على مساحة ٢٩٠٠ متر قريباً
- أصحاب الورش: متابعة الرئيس المستمرة تعطينا الأمل والطمأنينة
«مستقبل صناعة الاثاث».. هكذا أطلق العديد من الصناع على مدينة دمياط للأثاث لما توفره من بيئة صناعية متكاملة تعتمد على التكنولوجيا الحديثة وتساهم في تطوير المهنة وتحولها من حرفة بدائية إلى صناعة متكاملة، مما يعطي المنتجات علامة الجودة وتكون فرص تصديرها للخارج أكبر بالاضافة الى فتح اسواق داخلية من خلال التعاقد على «فرش» العديد من مشروعات الإسكان التي تنفذها الدولة.. الرئيس السيسي يولي المدينة اهتماماً كبيراً ويتابع ويناقش تطورات الأوضاع فيها بصورة دائمة لتذليل العقبات أمام الصناع وتوفير مستلزمات الإنتاج والآلات الحديثة، وكان لذلك أثر طيب في نفوس الصناع لأنه يحيي بداخلهم الأمل ويبعث رسائل طمأنينة لهم.
التقت «الأخبار» بعدد من أصحاب الورش والصناع العاملين بالمدينة، ويؤكد حسن العناني صاحب ورشة، أن المدينة أصبحت واقعاً بعد أن كانت فكرة، مضيفًا: "منذ الإعلان عنها توقعنا انطلاقها لكن لم نكن نتوقع أن تكون بدايتها بهذه القوة وتطورت بصورة أسرع من الخيال ودبت فيها الحياة وانطلقت فيها الصناعة، وهذا يؤكد اهتمام الدولة بها والتخطيط والتنفيذ الممتاز لانطلاقها، ليتأكد ما توقعته وأصبح الآن حقيقة وأن الدمياطي اللي مش هيحصل على ورشة في المدينة سوف يندم ندما كبيرا على فرصة كانت بين يديه ولم يستغلها، وسوف يسعى للحصول عليها بأضعاف ثمنها ولم يستطع الحصول عليها". وتابع: "العمل داخل المعرض يسير بشكل منتظم ويتم تبديل 61 صاحب ورشة كل 3 أشهر".
ويقول أحمد محمد، صاحب ورشة، إن المدينة هي قبلة صناعة الأثاث للعالمية، وبالفعل زار المدينة خلال الأشهر الماضية سفراء بعض من الدول منها رواندا، كما زار المدينة وفد تجاري من نيجيريا لتفقد بعض الورش ومعرض الأثاث بالمدينة، وبالفعل تم التعاقد على بعض المنتجات، وهذا يؤكد أن القادم أفضل للتسويق الخارجي عربيًا وإفريقيا وعالميا.
رسائل طمأنينة
وأضاف أيمن الشاذلي، المدير المسئول لإحدى الورش، أن المدينة تنقل صناعة الآثاث من الحرفة إلى الصناعة الحديثة، لأنه يتوفر بها كافة إمكانيات النجاح للمناخ الصناعي المنتظم الذي يعتمد على التكنولوجيا، من خلال المركز التكنولوجي، بالإضافة إلى توافر المرافق وأيضا الإجراءات التنظيمية للمدينة وتساوي الفرص بين جميع الصناع، والعامل الأكبر هو دعم الدولة للمشروع وتكثيف جميع الجهود لتذليل أي عقبات للتسهيل على أصحاب الورش كما أن المدينة أصبحت قبلة للبحث عن فرص العمل، وعقب تشغيلها يتزايد الإنتاج وفتح أسواق جديدة لتسويق الأثاث، من خلال فرش العديد من مشروعات الإسكان الاجتماعي، ونجد أن هناك متابعة مستمرة من الرئيس للنهوض بالصناعة بمثابة رسائل طمأنينة تبعث فينا الأمل.
ويقول محمد الشناوي، محاسب بإحدى الورش، إنه حصل على فرصة عمل بإحدى الورش رغم أنه ليس صانع أثاث لكن العمل يسير بشكل تنظيمى ولذلك وجدت فرصة عمل كمحاسب لتنظيم حسابات الورشة والعاملين بها كما ان المدينة وفرت فرص عمل مختلفة خاصة للصناع الذين عانوا كثيرا من كساد الصناعة فى الفترة الماضية وأصبحت قبلة لهم للبحث عن فرص عمل واشاهد ذلك بصورة مستمرة.
طوق النجاة
وتحدث محمد عبده وشقيقه التوأم كريم، اللذين يعملان «أويمجية»، أنهما مثلهما مثل العديد من أبناء دمياط ورثا هذه المهنة عن أبيهما ولم يعرفا غيرها وإن المهنة مرت بفترة صعبة جدا وعانت من حالة ركود كبيرة بعد 2011 وكانت لابد من البحث عن فرصة جديدة لتطوير المهنة وكانت مدينة الأثاث بمثابة طوق النجاة للمهنة وعقب افتتاح الرئيس للمدينة وتشغيلها بحثنا بها عن فرص عمل و التحقنا بإحدى الورش.
وأشار عادل عرابي، نجار، إلى أنه يعمل فى صناعة الأثاث منذ أكثر من 40 عاما ولكن المهنة شهدت تراجعا شديدا خلال السنوات الماضية وكان العمل غير منتظم «اسبوع اه واسبوع لأ» وكانت فرص العمل محدودة ولكن الرئيس السيسى برؤية كلف بإنشاء المدينة لتكون مستقبلا لصناعة الاثاث ومع بدء استلام الورش وتشغيلها توافرت فرص العمل بصورة ملحوظة داخل المدينة وأن كل صاحب ورشة يحتاج لعدد من الصناع وأصبحت المدينة وجهة البحث عن العمل وتزايد فرص العمل وكل من يجد فرصة عمل يخبر صديقه فيأتى هو الآخر للبحث عن عمل ومع تشغيل ورش جديدة تتزايد فرص العمل وتدور عجلة الإنتاج ومع تواجد منافذ للتسويق يشهد سوق الأثاث حالة من الرواج والازدهار.
توفير فرص عمل
وقال محمود التابعي «منجد»، إن مدينة الأثاث تعد مصنعا كبيرا لأنه يتواجد على أرضها مختلف تخصصات صناعة الأثاث بدء من النجار الذى يقوم بصناعة الأثاث وورشة تصنيع اكسسوارات الموبيليات والاستورجي الذى يقوم بدهنها و«مدهباتي» الذى يقوم بتدهيب الانتريهات والصالونات والمنجد الذى يقوم بتنجيدها وورش الرخام التى تقوم بتركيب الرخام والزجاج ليخرج منها المنتج كامل التصنيع وهذا يساعد فى توفير فرص عمل وايضا تشغيل الورش بعضها البعض.
ومن جانبها، أكدت د. منال عوض محافظ دمياط، أن مدينة دمياط للأثاث تم إنشاؤها على مساحة 331 فدانا أي ما يعادل مليونا و920 ألف متر بالمدخل الشرقي لمدينة دمياط بالمنطقة المحصورة ما بين الطريق الدولي الساحلي وطريق دمياط - شطا - بورسعيد بتكلفة إجمالية 5.2 مليار جنيه، بنسبة مساهمة مصرية 100%، حيث تم الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى والثانية بالمدينة والتي تضم ٥٤ هنجرا بإجمالي ١٣٤٨ ورشة ومعرضا دائما لعرض منتجات الأثاث، و٥ مراكز خدمية تشتمل على «محلات تجارية ومكاتب إدارية وورش ومراكز إطفاء وشرطة وإسعاف ودورات مياه» والمرافق والشبكات والتي تتضمن شبكة تغذية بالمياه بإجمالي أطوال 14.9 كم، وكذلك أعمال شبكة صرف الأمطار بإجمالى أطوال 6.3 كم وأعمال شبكة الصرف الصحى بطول 14.8 كم فضلا عن تنفيذ ٧ محطات رفع و أعمال شبكة التغذية بالكهرباء «شبكة جهد متوسط وجهد منخفض عدد ٦ موزع تتكون من ١٨ خلية للموزع الواحد بإجمالى ١٠٨ موزع وعدد ٧٨ كشك محول وشبكة إنارة للموقع العام» بالإضافة إلى شبكة طرق إسفلتية بإجمالى أطوال ٢٥ كم بتكلفة تبلغ 2.7 مليار جنيه فيما تقدر تكلفة المرافق 925 مليونا ليصل إجمالى تكلفة المدينة 3.6 مليار جنيه.
هذا بالاضافة إلى مشروع محطة محولات مدينة دمياط للأثاث والمناطق المحيطة بتكلفة تصل إلى 428 مليون جنيه.. وأضاف المحافظ ان المدينة ستشهد خلال الايام القليلة القادمة انطلاق أول مصنع بمدينة دمياط للأثاث والذى يقع على مساحة ٢٩٢٢ م٢ ويضم ورش للدهانات وتنجيد وزجاج ومعرض وهنجر صناعى لإنتاج الأثاث الخشبى ومبنى إدارى مزودين بأحدث الماكينات المستخدمة فى مجال صناعة الأثاث فيها ويعد ذلك المصنع النواة الأولى بمنطقة الأراضى الصناعية بالمدينة والتى تبلغ مساحتها 584.800 م٢ لتبدأ انطلاقة جديدة بهذا القطاع الصناعى الهام الذى توليه القيادة السياسية اهتمامًا بالغًا حيث أن الرئيس وجه بالاستمرار فى توفير كافة مستلزمات الإنتاج من مواد أولية وأخشاب وآلات ومعدات حديثة لمدينة دمياط للأثاث لتصبح مركزا متكاملا ومتخصصا فى صناعة الأثاث فى اطار مؤسسى منظم وفق أرقى التصميمات العالمية الحديثة وخطوط الإنتاج المتطورة وذلك لتلبية الاحتياج المحلى داخل مصر وفتح آفاق تصدير الأثاث إلى المحيط الجغرافى الافريقى والعربى وهو الأمر الذى يدعم الفرص الاستثمارية للمدينة ويعزز الطابع الصناعى المتخصص لصناعة الأثاث فى محافظة دمياط ويوفر المزيد من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة لأبناء المحافظة.
تنمية صناعة الأثاث
كما أن الرئيس اطلع على خطة عمل محافظة دمياط لتنمية صناعة الأثاث بها والوضع الحالى لمدينة دمياط للأثاث وما تحتويه من منطقة صناعية ومجمع صناعات تكميلية والورش بمختلف انواعها واحجامها والهناجر ومجمعات المعارض والخدمات.
وقالت المحافظ إن المدينة يتواجد بها المركز التكنولوجى يقدم العديد من الخدمات حيث يقدم دورات تدريبية بالتنسيق مع وزارة الاتصالات بالإضافة إلى تقديم خدمات للغير لتوفير العديد من الآلات الحديثة ويتم استغلالها من قبل أصحاب الورش لإنجاز ما يحتاجونه من أعمال بالإضافة إلى قيام المركز بقياس الجودة ومنح علامة الجودة أو الماركة المسجلة.. وذكرت منال عوض أنها قامت بافتتاح معرض مدينة دمياط للأثاث فى دورته الثانية والتى تستمر لمدة ثلاثة أشهر بمشاركة ٦١ عارضا من الصناع بالمدينة وعلى مساحة ٣٠٠٠ متر مربع وأن المنتجات المعروضة تعكس جودة الأثاث الدمياطى وما يمثله من شهرة كبيرة ليس فقط على المستوى المحلى بل بالشرق الأوسط بأكمله.. وأشارت المحافظ ان رئاسة الجمهورية وافقت على تخصيص قطعة أرض تم اقتراحها بالمخطط العام لمدينة دمياط للأثاث لإقامة مدرسة ثانوية فنية صناعية عليها بمنحة من معهد دون بوسكو الايطالى و سيتم تنفيذ ذلك المشروع وفقاً لضوابط محددة تم حصرها بتلك الموافقة فى إطار جدول زمنى يتم وضعه من قبل الجهة المختصة وأوضحت المحافظ أهمية إنشاء مدرسة ثانوية فنية صناعية متخصصة بالمدينة للتعليم الحرفى والتى من المقرر أن تضم كوادر إيطالية فى ذلك المجال و معامل ومختبرات على أعلى مستوى لخلق جيل من العمالة المهرة المدربة على جميع الأساليب الحديثة بالإضافة إلى عقد دورات تدريبية للصناع بالمدينة وذلك لتطوير تلك الصناعة التى تشتهر بها المحافظة منذ عقود طويلة وهذا يساعد فى تحقيق هدف مدينة دمياط للأثاث بالانطلاق نحو العالمية.. وأضاف المحافظ أنه كان تم توقيع عدد من البرتوكولات لفرش عدد من مشروعات الإسكان الاجتماعى التى تم تنفيذها بالقاهرة والاسكندرية هذا بالإضافة إلى المشاركة فى تأثيث مبانى العاصمة الإدارية الحكومية بكل ما تحتاجه من أثاث وفرش مكتبى.
بروتوكول تعاون
كما أنه تم توقيع بروتوكول تعاون بين شركة الإنتاج الحربى للمشروعات والاستشارات الهندسية والتوريدات العامة وشركة جاب فرنسا القابضة وذلك للشراكة والتمويل والتطوير والإدارة فى إقامة مشروعات استثمارية وتنموية بمدينة الأثاث بدمياط يأتى ذلك فى إطار استراتيجية العمل بوزارة الإنتاج الحربى فى التعاون مع الشركات العالمية مثل شركة جاب فرنسا القابضة كما أن هذا الاتفاق سيمثل نواة لوضع أسس وسياسات فى مجال التنمية المجتمعية لتمويل وتنفيذ مشروعات مشتركة فى مجال التطوير العقارى والصناعى والتجارى والتعليمى حيث سيتم البدء بمشروع بمدينة الأثاث بدمياط للمشاركة والتمويل وإنشاء وتنفيذ وتطوير وإدارة مول للأثاث وفندقين ومركز للمعارض ومركز للتصميم وكذا منح براءات التصميم ومركز التشكيل الصناعى والأنظمة الحديثة والعمل على تنفيذ معارض عالمية بمركز المعارض للأثاث بدمياط وتسهيل تنفيذ معارض فى أوروبا وكذلك العمل على تنظيم ورش عمل لرفع جودة المنتجات ودعم الأفكار والتصميمات الواعدة.
