صناعة الحصير من نبات الحلفاء بقنا.. قاربت على الاندثار 

صناعة الحصير في قنا
صناعة الحصير في قنا

توثق الأحاديث النبوية الشريفة، التي رواها الصحابة رضوان الله عليهم أن النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم كان ينام على حصيرة له، طالما ظهر أثرها على جسده الشريف، والتي كان يستخدمها قطاع عريض من سكان الجزيرة العربية آنذاك.

وعلى مدار القرون السابقة، شكلت صناعة الحصير المصنوع من نبات الحلفاء، مصدر دخل اقتصادي للأسر التي تمتهن حرفة صناعته في محافظات مصر المختلفة، لا سيما في محافظة قنا، كونها غير مكلفة.

وتعتمد كليًا على جلب أعواد النبات، المنتشرة في جوانب الزراعات وعلى حواف الطرق السريعة والسكك الحديدية، وتجفيفها قبل أن توضع بين يدي الصانع الماهر، ليخرج منها حصيرًا اختلفت مكوناته باختلاف الزمان والمكان، وبقيت حاجته.

وبالرغم من أن صناعة الحصير الحلفاء وتجارته المتوارثة منذ مئات السنين، لا تزال قائمة في بعض القرى بمحافظة قنا، غير أن نسبة الإقبال عليها لم تعد كسابق عهدها، بسبب الصناعات المستحدثة والحصر البلاستيكية.

«خمسون عامًا في حرفة الآباء والأجداد» يؤرخ حسن عبد اللاه، صانع الحصير في إحدى قرى محافظة قنا، بجملته الاستهلالية السابقة، لسنوات عمره التي قضاها في ساحة منزله البسيط، المبني بالطوب والطين، وهو يرعى مهنة آبائه وأجداده في صناعة الحصير.

اقرأ أيضا|«محافظ قنا» يبحث سبل توفير فرص عمل للشباب
 

يقول عبد اللاه: «الصنعة دي وراثة، كنا صغيرين بنجمع الحلفا من الجسور، وأبويا كان هو اللي يعمل منه الحصير، الغلق/ المقطف، وبرش العيش، لحد ما تعلمت المهنة وابتديت اشتغل من 50 سنه».

ويضيف: «مفيش حد كان ينام لحد الضهر ذي أيامكم»، في إشارة منه لرحلة الفجر التي يخرج فيها لجمع نباتات الحلفاٍ، وتركه حتى يجف تمهيدًا لنقله إلى ساحة المنزل، ليتم نقعه في الماء، وفتل أحبال منه كخطوات تحضيرية تسبق صناعة الحصير.

ويوضح صانع الحصير، أن الحبال التي تم تحضيرها يتم شدها على مربع الصناعة المكون من 4 قوائم حديدية، تربطها أحبال من «ليف النخيل» وقطعة خشبية بها عدة ثقوب مصفوفة لمرور أحبال الحلف الأساسية بينها، والتي يتم وضع الحلف بينها بطريقة التداخل، حتى اكتمال الحصير.