حوار مثير لـ«فريد الأطرش»: أبحث عن زوجة لأعتزل الغناء

البلبل الحزين فريد الأطرش
البلبل الحزين فريد الأطرش

في الدور العاشر بإحدى العمارات الفخمة التي تطل على النيل.. يسكن البلبل الحزين فريد الأطرش، وحيدًا مع أحزان قلبه يقضي لياليه في العزف على العود يؤلف الألحان لنفسه وللآخرين، هكذا وصفته الصحفية مهجة عثمان بجريدة روزاليوسف في 3 / 7 /1961 عندما أجرت معه الحوار الآتي:

منذ متى وأنت تغني ؟
أغني وألحن منذ أكثر من 30 عاما وأول لحن غنيته وكان سبب شهرتي هو أغنية «بحب من غير أمل».

وما هو عمرك الأن ؟
قال وهو يضحك «مش ضروري لٔحسن أنا لسة متجوزتش».


هل تنوي الزواج ؟
اعتدل في جلسته وبدأ يتحدث بصوت جاد تشوبه نبرة حزن عميق وقال طبعا أنا نويت اتجوز بعد سنتين باذن الله واعتزل الغناء.


ولكن كيف تعتزل أهم شئ في حياتك؟
التلحين هو أهم شئ في حياتي .. أنه شئ كامن في صدري لا استطيع التحكم فيه.. فأحيانا أجد نفسي شاعرا بحزن وضيق وألم لا أجد له أي داع فأعرف أن شئ في صدري يريد أن ينطلق وعندما ينطلق هذا الشئ يسعد الناس بلحن جميل، وحينما أتزوج سأعتزل الغناء فقط لا التلحين.


ما صفات عروسة فريد؟
كل ما أريده أن تكون من عائلة محترمة .. جميلة الروح ذات إحساس مرهف.. تحبني وتحترم مهنتي.


قالت له وهي تضحك : أنما أنت بقيت عجوز
ضحك فريد ضحكة طيبة وقورة .. أزاي أنا عمري 44 سنة فقط وفي نفس اللحظة دق جرس التليفون ورفع فريد السماعة ثم "قهقه" بصوت عالي وقال: خدى يا ستى اسمعي عشان تصدقي أن أنا لسة صغير .. أنها معجبة من مئات المعجبات بفريد.


عادت لتحاوره مرة أخرى وقالت: غنيت كم أغنية هذا العام؟
قال: غنيت 9 أغنيات أخرها "حبيب القلب من جوه"، ولحنت كثير من الأغاني أهديت بعضها للزميلات المطربات "صباح ووردة وفايزة أحمد".


هل تأخذ أجرا عن التلحين؟
قال وإن هناك شيئا يغضبه: أبدا أنا أهديهم اللحن .. فأنا لست ملحنا محترفا أنا هاوي.. ألحن لمزاجي أولا وآخرا.


قالت له: طيب بتقضي وقتك فين؟
قال بصوته الهادي الحزين.. أنا أقضي كل وقتي في البيت.. أنا دائما أقيم حفلات لزملائي الفنانين والأدباء والصحفيين كما أنني دائما مشغول بدعوة البعثات التي تحضر لنا من الخارج.


هل في حياتك قصة حب الآن؟
قال وفي نظراته موجات من الحزن العميق : لا ليس في حياتي قصة حب سوي حبي لجمهوري.