اضحك مع نعيمة عاكف.. «لسعة قفا» لمخرج لم تتحقق

 الفنانة الراحلة نعيمة عاكف- أرشيفية
الفنانة الراحلة نعيمة عاكف- أرشيفية

كتب- أحمد عبدالناصر


في السابع من شهر أكتوبر عام 1930 وفي بيت متواضع بحارة شعبية من حواري باب الخلق، أطلقت نعيمة عاكف صرختها الأولى لتعلن مجيئها إلى الدنيا، لكن والدها حزن بشدة عندما علم أن زوجته وضعت أنثى لتصبح الرابعة إلى جوار شقيقاتها الثلاث.

 

نعيمة كان الاسم الذي اختاره والدها سيد إسماعيل عاكف صاحب سيرك، فيما كانت والدتها من أشهر البهلوانات في هذا السرك وعندما اتمت نعيمة عامها الرابع بدأت تتعلم مهنة الأسرة وخلال وقت قصير أتقنت فن الأكروبات حتى تفوقت على أخواتها.

 

صارت نعيمة تطوف مع والدها القرى والنجوع حتى اطلقوا عليها (اللهلوبة) وتعرض والدها لضائقة مالية رهن عليها السرك، وهنا بدأت تقديم فنها في الشوارع والطرقات من أجل أن تحصل على ما يسد جوع أسرتها وذاع اسمها في الشوارع وسمع بها الفنان على الكسار واتفق معها أن تعمل في مسرحه مقابل 12 جنيها شهريا.

 

ومن مسرح الكسار انتقلت نعيمة عاكف إلى صالة بديعة مصابني براتب أكبر وتعلمت في الصالة الرقص والغناء والتمثيل وبدأت تقدم منولوجات في الإذاعة، وعلم بموهبتها المخرج حسين فوزي وتعاقد معها على أول أفلامها (العيش والملح) مقابل 250 جنيها وهذا كان ثروة حقيقية لها وبعد نجاح الفيلم تعاقد مع المخرج حسين فوزي على تقديم 5 أفلام ومعها عقد سادس بالزواج.

 

وتحكي عن موقف طريف جمعها خلال العمل مع زوجها أنه في أحد الأيام في شهر يناير هاتفها تليفونيا في الثالثة فجرا يطلب منها الحضور لموقع التصوير للبدء في مشهد لها وهو عبارة عن وقوفها فوق السفينة لترمي بنفسها في الماء وكان الجو قارس والماء عبارة عن قطعة ثلج.

 

اقرأ أيضًا| استيفان روستي.. حياة مأساوية بعد وفاة ابنه ومرض زوجته

 

وبعد أدت المشهد وصعدت على ظهر السفينة طلبت 3 بطانيات للتدفئة فإذا بها تسمع صوت المخرج ينادي عليها لكى تعيد المشهد مرة أخرى لأن الآلات تعطلت ولم يتم تصوير المشهد.

 

هنا شعرت برغبتها في رفع يدها وأن تنزل بها على قفا المخرج وأن تسبه لكنها تمالكت نفسها لأنها تذكرت أن المخرج هو زوجها.

 

وموقف آخر طريف تحكي عنه أنها ذهبت إلى شارع 26 يوليو في وسط البلد بالقاهرة لتشتري "جاكت" وارتدتها وخرجت بها إلى الشارع ووجدت أنظار المارة تتجه إليها حتى أحست أنها موفقة في الاختيار وبعد عدة خطوات شعرت باثنين من خلفها يتهامسان ويضحكان فشعرت بارتباك فجأة.

 

ثم أوقفتها إحدى السيدات لتلفت نظرها إلى الورقة المكتوب عليها المقاس وثمنها وهي متدلية من خلف ضهرها حتى أصبحت عندها عقدة ألا تخرج من المنزل قبل أن تنظر على ظهرها في المرآة أكثر من مرة.

 

وفي وصلة ضحك تحكي أنها ذهبت لشركة تأمين خاصة لكي تأمن على نفسها بمبلغ 50 ألف جنيه لأنها تعتز جدا بساقيها وترغب أن تؤمن عليهما إلا أن الشركة رفضت واصفة اياها بالبهلوانة وأنها لا تؤمن على البهلوانات.

 

ثم تروي موقف آخر عن غيرة زوجها المخرج حسين فوزي عندما ذهبت لترقص في قصر السلطان محمد الخامس ملك المغرب لترقص أمامه بمفرده حتى دبت الغيرة لي قلب زوجها وهو ما لحظة السلطان محمد ومازحه قائلا: "دي بنتي".

 

ومع كثرة سفر نعيمة عاكف للخارج وتركها لزوجها بدأت الغيرة تشعل قلبه حتى طلقها، وبعدها بعام تزوجت نعيمة عاكف من المحاسب القانوني صلاح عبدالحميد الذي كان يتولى شئون أعمالها وأنجبت منه ابنتها الوحيدة الذي منعها والدها من احترافها لمهنة الرقص.


 
حينها قال عنها الكاتب جليل البنداري إنها نموذج للإنسان المتطور الذي ينشد المعرفة ويسعى لاكتساب الخبرات، ومن أعمالها الفنية العيش والملح لهاليبو، بابا عريس، فتاة السيرك، عزيزة، بحر الغرام، تمر حنة، خلخال حبيبي، أمير الدهاء، الحقيبة السوداء.


 
وعن اختراعاتها تقول إنها هى التي اخترعت الجيلي بالفواكه خلال طبق شهر رمضان لأنها كانت تعشق والجيلي وتعشق الفواكه فأرادت أن تجمع الاثنين في طبق واحد فوضعت الفاكهة بعد أن جهزت الجيلي في طبق الجيلي واسمته الجيلي بالفواكه. 

 

وفي الثالث والعشرين من شهر أبريل 1966 دخلت مستشفى دار الشفاء حتى فارقت روحها جسدها عن عمر يناهز 36 عاما، بحسب ما نشرته أخبار اليوم وأخبار النجوم خلال الفترة من 1958 إلى 2016.