حكايات| سر رائحة الأمطار.. علاج طبيعي للاكتئاب وخفض التوتر

الأمطار
الأمطار

بعد صيف جاف، غالبًا ما تكون رائحة المطر منعشة، ربما يشم البعض ما يسمى رائحة ما قبل الأمطار.. إذن فما سر ذلك؟

بعض الدراسات تشير إلى أن طبقة الأوزون الموجودة في الغلاف الجوي تلعب دورًا كبيرًا؛ إذ يختلط الأكسجين الموجود في الغلاف الجوي بشحنات كهربائية موجودة في السحب لتكون ما يسمى بـ (O3) المكون للأوزون.

 

يتطاير الأوزون من الغلاف الجوي العلوي وله رائحة حادة تشبه إلى حد ما الكلور أو الأسلاك المحترقة، ولعل هذه الرائحة قبل هطول الأمطار تعد مؤشرا جيدا على أن الهواء مختمر قبل الرائحة اللطيفة للمطر، بحسب الباحث جيمس هورمان المتخصص في دراسة التربة.

 

وتزايد الحديث عن رائحة المطر مع توصل العلماء إلى الفطريات الشعاعية في التربة، فعندما يتسلل المطر إلى التربة، فإنه يتسبب في تكوين فطريات تختلط بدورها مع مادة (geosmin) وهي مادة كيميائية تخلق رائحة للتربة.

 

لكن ما يبدو مذهلا أن التربة الصحية تحتوي على كمية كبيرة من الأكسجين وتتضمن ميكروبات صحية وعندما يتسلل لها ماء الأمطار فإن رائحة المطر تبدأ في الظهور أيضًا، ولعل ما يعزز ذلك وجود بعض المواد الكيميائية مثل مادتي السيروتونين والنورادرينالين في دماغ الإنسان والتي تعمل مثل مضادات الاكتئاب.

 

أما أحدث الإيجابيات التي أظهرتها الدراسات فإن هطول الأمطار على التربة الصحية قد يعمل على تقليل التوتر وتحسين الحالة المزاجية بنسبة 60٪.

 

ويمكن للأنف البشرية اكتشاف الجيوسمين بمعدل 5 أجزاء لكل تريليون أو مستويات منخفضة جدًا، وهذا هو السبب في أن المطر الجيد يمكن أن يكون منعشًا جدًا للحالة النفسية للإنسان ويرتبط بميكروبات التربة الصحية.

 

بحث جديد أيضًا تحدث عن أن مجموعة كبيرة ومتنوعة من البكتيريا والفطريات والطحالب تكون عالقة في السحب وتهطل مع أول دفعة لمياه الأمطار، وهو مجال دراسي متزايد يسمى (الترسيب الحيوي) ولها دور بالطبع في رائحة الأمطار أيضًا.

 

ويكاد يجمع العلماء على أن أكثر من رائحة ترافق مع هطول الأمطار، لا سيما المطرة الأولى، والتي تجعل الناس يشعرون برائحة مريحة وسعادة تغمرهم أمام مشهد المطر.

 

هنا يمكن استعادة الأسطورة التي تسمى بـ(بتريكور) والتي تنتج عن سقوط المطر على تربة جافة، وتعني هذه الكلمة السائل الذي يتدفق في عروق أبطال الأساطير اليونانية، وقد أَطلق هذا الاسم عام 1964 عالمان أستراليان درسا روائح الطقس الرطب.

 

لكن كل المشاهد السابقة يمكن أن تختلف في المدن والمناطق التي يحاصرها التلوث فيختلف الأمر؛ إذ أنها تشهد أمطاراً حمضية، أساسها عنصران هما النيتروجين والكبريت ومركباتهما الناتجة عن تلويث الإنسان للطبيعة، وعدم التزام الدول بالمعايير البيئية الدولية.

 

وللأسف تخرج مع هذه الأمطار الحمضية روائح مزعجة وينتج عنها ضرر مؤكد على النباتات والحيوانات المائية وبالتالي على الإنسان، لكن في كل الأحوال يغسل الهواء من الغبار والروائح والغازات المضرة.  

اقرأ أيضًا: حكايات| «الصلاة تحت الماء».. فتوى تستبق أطول غطسة لمصري بالعالم