محمد محمود سيد
في عام 1975 استبعد الكاتب صلاح جاهين إمبراطور السينما المصرية الفنان الراحل أحمد زكي من تجسيد دور "إسماعيل الشيخ" في بطولة فيلم الكرنك، مما تسبب في أزمة نفسية للفنان.
أما القصة الكاملة لهذا القرار فتبدأ عندما قطع صلاح جاهين على نفسه وعدا عام 1975 بمصالحة الفنان الراحل أحمد زكي بعد هذا الاستبعاد، وسارع إلى كتابة فيلم شفيقة ومتولي، والذي عرض على شاشة السينما عام 1978، وقام ببطولته أمام سيندرلا السينما المصرية سعاد حسنى، وبرنس السينما المصرية أحمد مظهر، والذي يعد شهادة ميلاد كتابها الكاتب صلاح جاهين للنمر الأسود.
حينها أكد جاهين أنه كان من المفترض أن يكون المنتج والمخرج لهذا الفيلم المخرج العالمي يوسف شاهين، لكنه تعرض لوعكة صحية أبعدته عن العمل، ما دفعه لإسناد مهمة الإخراج للدكتور سيد عيسى.
اقرأ أيضًا| في ذكرى ميلاده..هذه الفنانة طلب أحمد زكي الزواج منها ورفضت
وأثناء تصوير شفيقة ومتولي نشبت مشكلة كبيرة بين مخرج الفيلم والفنانة الراحلة سعاد حسنى لدرجة أن الأمر وصل إلى البوليس مما جعل يوسف شاهين يسند المهمة للمخرج علي بدرخان، واكتفى هو بالإنتاج ثم قام بدر خان مع جاهين بإعادة صياغة الفيلم من جديد وكتابة السيناريو والحوار والأغاني والأشعار، حتى بات الفيلم أضخم إنتاج سينمائي عام 1978.
وتكلف فيلم شفيقة ومتولي وقتها أكثر من 150 ألف جنيه، وتم تصوير في قرية "دشلا" بمحافظة قنا و"الصف" بالجيزة، بالإضافة إلى القصور الأثرية "المسافرخانة، السحيمي، اندرسون".
وتدور أحداث الفيلم باستدعاء السلطة عشرات الآلاف من الشباب للعمل سخرة في قناة السويس ويترك متولي شفيقة وحدها برفقة جدها المسن حيث تضطرها الظروف القاسية لإغراءات ابن شيخ البلد "دياب"، وتكتشف القرية العلاقة الآثمة بينهما ويضطرها الجد إلى الرحيل مع القوادة هنادي إلى أسيوط ثم يعجب بها "الطرابيشي" الذي يقوم بتوريد عبيد لشركة قناة السويس بشفيقة وتصبح عشيقته وتبدأ في كشف طبيعة عمله وبعدها تقرر العودة إلى بلدتها، وتنكشف فضيحة "الطرابيشي" في تجارة العبيد.
يعود متولي إلى قريته ويعرف العلاقة الآثمة بين أخته ودياب ليقرر قتلها، ولكن قبل ذلك كله تسبقه رصاصات أفندينا الذي يعد الشريك الأول مع "الطرابيشي" في تجارة العبيد، فقد قرر التخلص من شفيقة حتى لا تفشى سره وسر "الطرابيشى" وتموت شفيقة برصاصات أفندينا.
الجدير بالذكر أن الفنان الراحل أحمد زكي ولد في 18 نوفمبر 1949 بمدينة الزقازيق محافظة الشرقية، وتخرج عام 1973 في معهد الفنون المسرحية، وكان أول دفعته.
عمل إمبراطور السينما بالمسرح وكان أنجح أدوراه "مدرسة المشاغبين" و"العيال كبرت"، ومن أشهر أعماله التلفزيونية مسلسل "الأيام" لعميد الأدب العرب الدكتور طه حسين، و"هو وهي" من سندريلا الشاشة الفنانة سعاد حسني، كما برع في السينما من خلال فيلم "أنا لا أكذب ولكني أتجمل".
تزوج من الفنانة الراحلة " هالة فؤاد " وأنجب منها ابنه الوحيد الراحل هيثم أحمد زكي، وتوفي بعد معاناته مع المرض 27 مارس 2005 بعد إصابته بسرطان الرئة.
أخبار اليوم 30 / 11 / 1978
