الجمعة «البيضاء».. أوكازيونات وهمية

البلاك فرايدي
البلاك فرايدي

» مواطنون: منتجات رديئة وبها عيوب صناعة وتتحايل على الأسعار الحقيقية للسلعة


كتب رأفت عبدالقادر

باتت عروض( الجمعة البيضا) أو «البلاك فرايدي»، التى تقدم عليها مختلف الأسواق كل جمعة بشهر نوفمبر، مجرد وهم تسوقه شركات الملابس الكبرى والسلاسل المختلفة للأدوات المنزلية والصيدليات وغيرها من معارض الأساس بحجة تقديم تخفيضات تصل إلي 50% من المنتج..  تلك الفكرة التى نشأ ت في أمريكا في القرن التاسع عشر لمواجهة الركود الاقتصادي بتخصيص يوم الجمعة  لتنشيط التجارة وزيادة المبيعات وتم اقتباس الفكرة في مصر وبعض الدول العربية وتغيير الاسم «للجمعة البيضا» ومع غياب الرقابة على المحلات والمولات التجارية أصبحت التخفيضات وهمية تهدف  لزيادة المبيعات والتسويق للمنتجات الراكدة والموديلات القديمة  على حساب المستهلك ..


في البداية يشيرممدوح أبوهيبة ،مهندس، إلي أن عروض « الجمعة البيضا «، تعد تخفيضات وهمية في أغلب الأحيان فعلي سبيل المثال إذا كان سعر البدلة اوالجاكت 1000 جنيه يتم رفع السعر لـ1300جنيه ثم يشطب على السعر الثاني ويكتب السعر الأول 1000جنيه والأمر يتكررعلى باقى السلع.

 

تلاعب بالأسعار
ويرى هيثم أبو النور، محاسب، أن هناك عدد قليل  من المحلات  والمولات التجارية من يقدم تخفيضات حقيقية على الموديلات الجديدة والسلع الجيدة فنادراً أن تجد ملابس  أو أجهزة كهربائية ماركات عالمية  وتجد تخفيض ملحوظ في السعر  ولكن تجد تلاعب في الأسعار أما بالنسبة للأجهزة الكهربائية  فمعظم ما يتم تخفيضه يكون به عيوب صناعة أو ما يعرف بفرز  تاني وتالت اويكون بها عيوب غير ملحوظة وهناك تخفيضات حقيقية من جانب بعض التجار ولكن على المنتجات متوسطة الجودة اي غير الماركات وذلك لقيام التاجر أو الشركة بشراء خط إنتاج السلع  أو الأجهزة  ويتم تخفيض أسعار الشراء ومن ثم تخفيض سعر البيع.

 

تخفيضات وهمية
ويؤكد  أحمد ريحان «مترجم» أن عروض وتخفيضات، « الجمعة البيضا»، مجرد تخفيضات وهمية لأن أصحاب المولات والمحلات التجارية ترفع سعر الملابس والسلع عن الأسعار الأساسية  ثم يتم الرجوع للسعر الأساسي مرة ثانية، ويضيف ريحان أنا على سبيل المثال تجولت مع أسرتي في أكثر من مكان بوسط البلد بالقاهرة وبمنطقة الهرم و6 أكتوبر ولم أجد أي تخفيضات حقيقية على الماركات العالمية  ووجدنا سعر التي شيرت أو القميص الرجالي على سبيل المثال مكتوب عليه 400 جنيه ومشطوب على هذا السعر وبجواره سعر آخر 250 جنيها وهو السعر الأساسي قبل التخفيض الوهمي أيضًا الأمر نفسه مع الملابس الحريمي وملابس الأطفال وتلك الفوضى تتم لانعدام الرقابة وعدم وجود متابعة على تلك التخفيضات والعروض الوهمية ويجب وجود حملات مشتركة بين وزارات التموين والتجارة الداخلية والتنمية المحلية ووزارة الداخلية وجهاز حماية المستهلك لمراقبة  تلك المهرجانات وضبط سيرها.

 

موديلات قديمة وعيوب صناعة
أما ناجي الشريف، مالك سنتر ملابس، فيكشف الكثير من خفايا «البلاك فراي دي» أو ما يعرف بـ«الجمعة البيضا» في مصر وهي أن تلك العروض  شو إعلامي لترويج المنتجات الراكدة والموديلات القديمة ويتم ذلك لصالح التجار على حساب المستهلك الذي لا يجد منتج  جيد أو ماركات عالمية بسعر مخفض كما يحدث في أوروبا وأمريكا ويضيف الشريف اغلب التجار يفضل مصلحته الشخصية بعيدًا عن تقديم تخفيضات حقيقية تحقق له هامش ربح معقول ويعرضون بواقي منتجات السلع والملابس نهاية الموسم إضافة لفرز الملابس درجة أولي وثانية وثالثة ويجب إخضاع ذلك للرقابة مثل الأوكازيونات الصيفية والسنوية.

 

خارج على القانون
ومن جانبه يشير محمود العسقلاني، رئيس جمعية مواطنون ضد الغلاء إلى أن الدولة ملزمة بالرقابة على الأوكازيون الشتوي والصيفي من خلال قطاع  التجارة الداخلية بوزارة التموين الذي يراقب المحلات والمولات والشركات التي تتقدم بطلبات للمشاركة بالأوكازيون وتلتزم بهامش ربح بسيط وتقدم فواتير شراء المنتجات وأسعار البيع للمواطنين بعد التخفيض ويتم تحرير قضايا للمخالفين
 أما «البلاك فراي دي» أو ما يعرف عندنا، بـ«الجمعة البيضا» فهى أكبرعملية نصب على المواطنين لأنها تحولت سوداء على الزبون وجمعة بيضاء للتجار فقط الذين يبيعون المنتجات الراكدة لديهم إضافة للموديلات القديمة والمنتجات التي بها عيوب صناعة وبأسعار مرتفعة بخداع الناس بتخفيضات وهمية علي عكس ما يحدث في أوروبا وأمريكا حيث يتم دعم المستهلك ببيع الماركات العالمية والمنتجات الجيدة بأسعار مخفضة جدًا لدرجة أن المواطنين يشترون قطعة واحدة وعليها ثلاث وأربع قطع مجانًا وهذا من أجل الدعاية للتجار ومساهمة منهم في دعم المستهلك وفي مصر نادراً ما تجد محلا أو شركة تفعل ذلك ويعلنون عن عروض وهمية لتحقيق الأرباح الكبيرة على حساب غش المستهلك لأن القانون لا يراقب الجمعة البيضا ونطالب الحكومة بإصدار قانون ينظم تلك العملية ويضم مراقبة الجمعة البيضا  للأوكازيون الصيفي والسنوية ويحاسب المخالفين.

اقرأ أيضا: فيديو| كل ما تريد معرفته عن يوم التخفيضات « بلاك فرايداي» ٢٠١٩