«عبقرية فنان وحكاية إنقاذ أثر».. 50 عامًا على رحيل أحمد عثمان

الفنان التشكيلي الكبير أحمد عثمان
الفنان التشكيلي الكبير أحمد عثمان

تحل هذه الأيام الذكرى الـ50 على رحيل الفنان التشكيلي الكبير أحمد عثمان، أحد الثلاثة الذين أرسوا حجر الأساس للفن المصري المعاصر فقد كان زميلاه محمود مختار والمصور محمود سعيد أصحاب مدرسة أصيلة يفخر بها الفن المصري، وكان الفنان الكبير الراحل امتداداً لأجداده الذين نحتوا المعابد والمسلات في وادي النيل.

تمكن الفنان أحمد عثمان، عبر مسيرة مهنية حافلة بالإنجازات من تطوير فن النحت المصري المعاصر بل ويعتبر فنه مثلاً حياً وأصيلاً للفن القومي في القارة الإفريقية.

ميلاده ونشأته

ولد النحات أحمد عثمان فى محافظة أسوان، وله العديد من الإسهامات فى مجال العمل الأثرى، حيث عمل فى وظيفة مسجل للآثار المكتشفة فى فلسطين مع بعثة بمتحف بنسلفانيا الأمريكية 1927، كما أنه صاحب ابتكار فكرة نقل معبدى أبو سمبل بطريقة النشر والقطع إلى أجزاء ثم إعادة تركيبها بنفس هيئتها بأعلى هضبة الجبل.

وقد وافقت محافظة أسوان بعد 47 عاماً من رحيله، على تصميم تمثال للفنان أحمد عثمان، ووضعه فى أحد الميادين العامة، وذلك تتويجا لإسهامات الفنية التى قدمها على مدار حياته.

وتلقى أحمد عثمان تعليمه بالقاهرة حتى حصل على دبلوم مدرسة الفنون والزخارف المصرية عام 1926 بدرجة امتياز، ودبلوم أكاديمية الفنون بروما فى فن النحت 1930، ثم حصل على الدكتوراه فى فن النحت من أكاديمية الفنون الجميلة بروما 1932 .

شغل الفنان أحمد عثمان العديد من الأعمال، حيث عمل كمسجل للآثار المكتشفة فى فلسطين مع بعثة بمتحف بنسلفانيا الأمريكية 1927، وفى ذلك الوقت حصل على منحة حكومية إلى روما عام 1927 لدراسة فن النحت وعاد منها عام 1933، وعين مدرساً لفن النحت فى المعهد العالى الفنون التطبيقية من1933 وحتى 1936، ثم انتقل إلى كلية الفنون الجميلة حيث تولى رئاسة قسم النحت بها على مدى عشرين عاما من 1937 الى 1957، كما تولى رئاسة قسم النحت بليمان طره حتى عام 1957، وعمل خبيراً فى مجال التحف والآثار الفنية بقصر القبة والقصور المصادرة عام 1952، وكان أول عميد لكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية 1957 حتى أحيل إلى التقاعد 1968 .
الاحتفاء بذكراه

وفي ذكرى وفاته نظم متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية، التابع لقطاع الفنون التشكيلية، برئاسة الدكتور خالد سرور، بالتعاون مع حملة أبو سمبل 50، ومؤسسة فاروق حسني الثقافية، لقاء ثقافيا تحت عنوان "أحمد عثمان.. عبقرية فنان وحكاية إنقاذ أثر" في يوم رد الجميل للفنان أحمد عثمان في الذكرى الخمسين لوفاته.

وقال "على سعيد" مدير متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية، إن حكايات ونوادر عملية الإنقاذ العبقرية كواحدة من أهم عمليات الإنقاذ الأثري في التاريخ ، رواها خبراء ومعاصرون للحدث، وحكايات عن صاحب الفكرة يحكيها من عاصروه، منهم حسين بيكار الذي يكشف كيف صَوّر أبو سمبل في لوحاته، عزيز الشوان الموسيقار الكبير ومعزوفة أبو سمبل الخالدة".

وقد تضمن اللقاء العديد من الحكايات رواها تلاميذهم ومن عاصروهم، مع عرض حصري لأعمال أحمد عثمان، وصفحات نادرة من أرشيف مكتبة البلدية لم تفتح من قبل، في حدث فريد من نوعه.

إسهاماته الفنية

ومن إسهاماته إنشاء قسم للنحت بليمان طرة لتعليم النزلاء فن النحت فى الأحجار مما كان له بالغ الأثر فى تهذيب نفوسهم، وأنشأ متحفاً للفن المصرى الحديث بكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، وتولى مهمة تجميل محطة الركاب البحرية وإقامة متحف وحديقة الخالدين ومتحف مدرسة الليسيه والمتحف البحرى بالإسكندرية. 

كما تولى تنفيذ العديد من الميداليات التذكارية ومفتاح محافظة الدقهلية ودرع جامعة الإسكندرية وجامعة عين شمس وجامعة القاهرة، كما قام بتجميل مدخل برج القاهرة السياحى بأكبر نسر "شعار الدولة"، كما أن من أهم اسهاماته ابتكار فكرة نقل معبدى أبو سمبل بطريقة النشر والقطع الى أجزاء ثم إعادة تركيبها بنفس هيئتها بأعلى هضبة الجبل .

ومن أعماله أيضًا تنفيذ نحت بارز على قاعدة تمثال إبراهيم باشا 1949، وتمثال الشاعر أحمد شوقى القاهرة 1960، نحت بارز على محطة سراى القبة 1937، صنع نسراً برونزياً ضخماً فى أعلى برج القاهرة 1961، تمثال يعبر عن العلم والصحة والرفاهية المقام فى قرية سرس الليان 1966 .

بالإضافة إلى النصب التذكارى بميدان الجمهورية الذى تطل عليه محطة السكة الحديد بالاسكندرية 1966، وترميم تمثال رمسيس الثانى بعد نقله الى ميدان المحطة بالقاهرة، النحت البارز للمدخل الرئيسى لحديقة الحيوان 1936، نحت بارز بدار الأوبرا المصرية القديمة لنجيب الريحانى ومحمد تيمور - قبل احتراقها .

وهو من صمم ونفذ تمثال الزعيم محمد فريد المقام فى مبنى نقابة المعلمين بالقاهرة، وقام بنحت بارز في نادى ضباط الجيش بالزمالك وهليوبوليس، وتمثال العالم الأثرى محمد زكريا غنيم المقام بفناء المتحف المصرى بالقاهرة 1960 .

وكان آخر اعماله تمثال الشهيد عبد المنعم رياض، ونحت بارز على واجهة مصلحة المساحة العسكرية بالقاهرة عام 1965، وأعمال واجهة مبنى معهد الكونسرفتوار 1967، وتجميل مدخل برج القاهرة السياحى بأكبر نسر من البرونز.

الجوائز

حصل الفنان الراحل أحمد عثمان على العديد من الجوائز منها حصوله على الجائزة الأولى لفن النحت ببينالى الإسكندرية عن تمثال أحمد شوقى، كما حصل على ميدالية ذهبية ووسام من محافظة الإسكندرية عند إحالته إلى التقاعد، وحصل على جائزة الدولة التقديرية 1968 .

اقرأ أيضا

بالصور: حمله نظافة مكبره بحى غرب المنيا